الثلاثاء 01 أكتوبر 2024 الموافق 28 ربيع الأول 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

المرأة البدوية اشتد بها عود الجيش المصري

الثلاثاء 05/أكتوبر/2021 - 10:45 م
هير نيوز

كان انتصار أكتوبر المجيد نتيجة اتحاد طوائف المجتمع كافة ليكونوا درعا لصد اعتداءات العدو وسلاحا لضربه في آن واحد، وكانت المرأة البدوية والسيناوية ممن اشتد بها عود الجيش المصري، وزاد درعه بهن مناعة وصلابة.

فلم يزدهن استشهاد أبنائهن وأزواجهن إلا صلابة وإصرارا على تحرير رمال الوطن، فكن المرشدات للجنود المصريين في الحرب والستار الذي يداريهم عن عيون الأعداء، كما كن كن المداويات والمُطعمات. فكل امرأة بدوية في حرب أكتوبر كان لها دور نضالي فدائي يدفعها إليه حب الوطن، ومن تلك النساء:

فرحانة محاربة المغاوير
هي تلك السيدة المناضلة التي دفعها الاحتلال إلى الانتقال بأولادها إلى القاهرة لتقسم في نفسها أن تعود للانتقام وتحرير أرضها، فتركت أطفالها واتجهت إلى سيناء وتدربت على يد رجال منظمة "سيناء العربية" التي أسسها جهاز المخابرات؛ فتعلمت حمل القنابل وطرق إشعالها وتفجير الديناميت، كما أتقنت أساليب نقل الرسائل والأوامر من القيادة إلي رجال المنظمة. 

وأصبحت بمثابة عين وأذن الجيش المصري في سيناء، فرغم أميتها وعدم معرفة القراءة والكتابة إلا أنها استخدمت كل أسلوب يمكنها به حفظ المعلومة ونقلها. وتروي فرحانة ذكرياتها عن تلك الفترة فتقول: "لأننى لم أتعلم الكتابة والقراءة اعتمدت على قوة ذاكرتي، فكنت أحفظ شكل الأرقام والحروف الموجودة على الهدف سواء كانت مركبات أو مطبوعات أو مبانى وأقوم برسمها حال رؤيتها على الرمل لمرة واحدة لترسخ فى ذهني، ثم أمحو أثرها فى الأرض، ولكن تظل باقية فى ذاكرتى حتى أعود إلى المقر لتسليمها". 

لكن فرحانة لم يقف دورها عند حدود المراقب بل تعداه إلى محاربة المغاوير والتي كانت أولى عملياتها في هذا الإطار تفجير قطار ينقل مؤنة وأسلحة وعددا من جنود العدو، فجعلته في دقائق حطام قطار. 

اللافت أن أبناء وأهل فرحانة لم يعلموا بما كانت تقوم به، وكانت تغيب عن أولادها لأكثر من شهر وتخبرهم أنها كانت في تلك الأثناء تبيع القماش بسيناء، ولم يعرفوا عن نضالها وفدائيتها إلا أثناء تكريمها من قبل الرئيس الراحل أنور السادات.

فلاحة فايد كانت تراقب العدو
لم تفكر في نفسها ولا فلذة كبدها عندما حملته رضيعا للتمويه به وهي تمر أمام جنود العدو، عندما طلب منها أحد الضباط الذهاب إلى مكان تمركز آليات العدو الاسرائيلي لتختبئ بين الأشجار الكثيفة في منطقة فايد وسرابيوم لمراقبتهم، حيث كان يتم الاعتماد عليها في وضع خطط الهجوم. كما ساهمت في بث الحملات الإعلامية للتطوع في التمريض، والتبرع بالدم، لتمتليء بسببها الإسكندرية والقاهرة وأسيوط والمنصورة بأكياس الدم من المتبرعين.

فهيمة أول عضوة في "سيناء العربية"
فكانت مقاتلا مغوارا ومراقبا مرصادا بقلب قوي لا يعرف الخوف، فهي أول عضوة في منظمة سيناء العربية، كانت تراقب العدو وترصد تحركاته ونوعية أسلحته، وكانت تنقل المؤن للجنود المصريين، برفقة زوجها الذي لم يقل وطنية عنها.

اقرأ أيضًا..
ومن ضمن عملياتها النوعية قيامها بإخفاء أحد الفدائيين في حفرة بالأرض عن جنود العدو، حيث قامت بالتغطية على الحفرة بحطب فرشته عليها، وظلت أياما تقدم لهذا الفدائي الطعام والشراب، وكانت هذه الأعمال البطولية وراء كونها أول سيدة تكرم من رئيس الدولة بنوط الشجاعة من الطبقة الأولى.

ads