السبت 05 أكتوبر 2024 الموافق 02 ربيع الثاني 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

استشارية أسرية تقدم روشتة لتجنب الحب المعذب

الخميس 21/يناير/2021 - 04:03 م
صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

كثيرًا ما ثتار أسئلة عدة تكون محل حيرة لكثير من الزوجات والأزواج "رجل وامرأتان أو امرأة بين رجلين"، حول قصة حب جديدة وظهور شخص آخر فى حياة أي منهما ولا يستطيع أي منهما التخلص والابتعاد عنه.

وهنا يثار سؤال ما الحل الأمثل في تلك المشكلة خاصة إن كان لدى الزوجين شريك حياة وبينهما أبناء وحياة مستقرة؟.

الدكتورة شيماء عراقي استشاري صحة نفسية وإرشاد أسري وتعديل سلوك، توضح أن الزوجة قد تقع في علاقة عاطفية تدخل حياتها بشكل مفاجئ وتتعلق بشخص آخر توجه له بوصلة اهتمامها وتنجذب نحوه بمشاعرها وتقع في حبه، تلك المشاعر وذاك الحبيب الذي طرأ على حياتها قد سبب لها الكثير من الحيرة والقلق، بعد أن فقدت مشاعرها تجاه زوجها وشريك حياتها لأسباب كثيرة قد تكون سوء العشرة والقسوة في المعاملة، أو الأهمال العاطفي وعدم الشغف في العلاقة الحميمة معها وإشباع رغبتها، وقد يتعلق بجوانب مادية في الإنفاق وأحيانا حرمانها من أبسط متطلبات حياتها، أيضًا قد يكون العنف البدني وإيذاؤها سببًا كبيرًا في البحث عن آخر يحقق لها الأمن النفسي والعاطفي، هنا تقع أثيرة خاصة إن ظهر شخص آخر في حياتها يشغل حيز تفكيرها وتنجرف نحوه بمشاعرها، يشعرها ذلك الحبيب بأنوثتها التي فقدتها مع الشريك، وتشعر معه بالأمان والثقة، ذاك التقدير لذاتها الذي اندثر من زمن مع شريك حياتها.

وأضافت شيماء عراقي في تصريحات لـ"هير نيوز": "هنا تدخل في مرحلة صراع نفسي ما بين قلق وخوف من الاستمرار في تلك العلاقة الجديدة أم تنهي حياتها مع شريك حياتها؟! تبدأ بالامتناع وحرمان نفسها وشريك حياتها من حقوقه الزوجية، تكون في حالة رفض لكل ما يتعلق بعلاقتها مع شريك حياتها ولم تستطع تقبله أو التوافق معه، تدخل في حالة من التوتر وعدم الاهتمام بأسرتها خاصة لو لديها أبناء، فهل تترك استقرارها وأسرتها وتطلب الانفصال كي تبدأ بحياة جديدة مع الحب الآخر الذي يشبع رغباتها ويرضي مشاعرها، أم ترضى بحياتها ونصيبها وتعيش لأبنائها مجبرة حياة تفقد فيها نفسها وذاتها، مع رجل لم تعد قادرة على الاستمرار معه.

وتابعت أن "على الجانب الآخر نجد أن بعض الرجال يعاني من تلك المشكلة فهو يمتلك امرأة وشريكة حياة وأسرة مستقرة.. فيقع بين امرأتين في حيرة تسيطر على حياته.. ما بين تلك المرأة التي يعيش معها حياة مستقرة تحقق له كل طلباته المادية واليومية ولكن يفتقد فيها الدفء العاطفي والإهمال لرغباته وعدم تحقيق وإشباع غرائزه، أو قد يشعر أنه يقدر شريكة حياته ويحمل لها مشاعر طيبة ولكن هي لا تكفي".

وزادت استشاري الصحة النفسية "هنا يدور في دائرة الحيرة ما بين إنهاء علاقته بشريكة حياته وما بين الحبيبة التي ظهرت في حياته ولا يستطيع فقدها.. باحثًا معها عن إشباع رغباته وملء فراغه العاطفي والشعور برجولته ويفكر في كيفية الحفاظ عليهم سويًا، لا يفرط في شريكة حياته ولا يتخلى عن تلك المرأة التي أحبها، أم يضحي بحبه من أجل استقرار أسرته وراحة أبنائه وسعادتهم على حساب سعادته".

وبينت أن "هناك آثارًا نفسية تترتب على الإبقاء على المرأة والرجل في تلك المشكلة، قد تختلف سيكولوجية الرجل عن المرأة من حيث التكوين الجسمي والانفعالي، غالبًا ما تتعرض تلك المرأة إلى قلق حاد وخوف شديد قد يتحول إلى قلق مرضي خوفًا من الخوض في تجربة هدم استقرار أسرتها ومصير أبنائها وما بين فقد مشاعر وحب قد حقق لها الإشباع العاطفي وأعاد إليها توزانها، فضلا عن اضطرابات النوم والأرق والأحلام المزعجة والاكتئاب واضطرابات الطعام وفقدان الشهية والابتزاز النفسي واضطراب الشك والغيرة المرضية".

ولفتت إلى أن "المرأة قد تتعرض إلى إيذاء نفسها لا سيما أن كانت دخلت في علاقة محرمة مع ذلك الرجل، شخصية المرأة هنا هي التي تحدد مدى الصمود وحل أزمتها فنجد من النساء من لديها القدرة على المواجهة والصراحة واتخاذ قرارت حاسمة، وبعضهن لا تستطيع المواجهة وعدم القدرة على حل مشكلتها، أيضًا نجد آثار اجتماعية على المرأة تحول بينها وبين حسم موقفها واتخاذ قرار، من نظرة المجتمع لها وإلقاء اللوم عليها والاتهام بالخيانة لكونها هدمت أسرتها وتركت زوجها لترتبط برجل آخر كانت على علاقة معه، القيود العائلية التي تفرضها الكثير من العائلات بعدم الطلاق ورفض الانفصال والاستمرار في حياتها مهما كانت صعبة.

وبينت أن "هناك بعض الآثار النفسية التي قد يتعرض لها الرجل في تلك المشكلة، قلق وتوتر وفقد التركيز والإنجاز في العمل، قد يترتب على اتخاذ قرار سواء بالاستمرار او التخلي عن الحب الجديد، عواقب وخيمة".

ولفتت إلى أن "اتخاذ قرار الإبقاء على الشريك والتخلي عن الحبيب قد يصيب المرأة بنوبات اكتئاب حادة وصدمات نفسية متتالية، مع فقد الرغبة في الحياة، وإهمال أبنائها وأسرتها وعدم الاهتمام بأمورهم"، منوهة إلى أنه "في حال التخلي عن شريك الحياة قد تفقد الكثير من حقوقها المادية وقد تحرم من أبنائها، تقع في مشاكل من جانب عائلتها وقد تنتهى بحرمانها من ميراثها وحقوقها، إذا تم اكتشاف أمرها من قبل زوجها قد تتعرض للعنف الجسدي بل وقد يمتد إلى القتل وإنهاء حياتها، وهذا وجدناه في حالات متعددة وجرائم قتل الأزواج لزوجاتهم".

وتابعت أن "الرجل قد يتعرض هو الآخر للإيذاء البدني من قبل شريكة حياته وفقا لبعض الحالات والجرائم الزوجية، تفكك أسرته وحرمانه من أبنائه، الابتزاز المادي المستمر من قبل شريكه حياته لاسيما لو اتخذ قرار بالارتباط بالمرأة الأخرى، في حال عدم الانفصال عن شريكة الحياة يلجأ إلى الخيانة وأشباع احتياجاته العاطفية بشكل غير مشروع".

واختتمت قائلة إنه "لا بد من الوقوف مع الرجل أو المرأة من قبل متخصصين فى مجال الإرشاد الزوجي والاستعانة بالأهل من العقلاء منهم للنصح والإرشاد، على المرأة والرجل أن يقيما مدى الضرر والنفع من الاستمرار في تلك العلاقة مع الحبيب الجديد والشريك للحياة، ويبدأ الأمر من المواجهة بالمشاكل والتحدث إلى الشريك بعيوبه وكيف يمكن أن يصلحها، والمصارحة أنه يعاني من حرمان عاطفي وجسدي، وعليهما تقييم العلاقة جيدا وإعادة النظرة إلى شريك الحياة وما يصب في الاستقرار الأسري لهما دون ضياع حقوقهما في الاستمتاع بالحياة العاطفية وإشباع احتياجاتهما".