"حواديت قبل النوم".. مدرسة لتعليم الأطفال القيم والمبادئ عبر "فيس بوك"
السبت 16/يناير/2021 - 02:36 م
إسلام علام
اشتهرت الكاتبة شيماء عبد العال بتقديم "حواديت قبل النوم"، عبر صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ولقبتها الأمهات بـ "شهر زاد الأطفال"؛ لقدرتها على إسعاد جمهورها ووصولها بأفكارها لأعماق عقولهم وقلوبهم بالرغم من صعوبة وخطورة جمهورها وهم الأطفال.
تقول شيماء عبد العال في تصريحات خاصة لـ"هير نيوز": "لديّ موهبة الكتابة والتأليف منذ الصغر، فكنت أكتب قصصًا بسيطة وصغيرة، ولكنها كانت تبهر كل من يقرأها من مدرسيني حتى أمي نظرًا لصغر سني، ودراستي في كلية الإعلام أثقلت عندي الموهبة وعرفت من خلالها كيف أكتب قصة وكيف أصيغ رسالتي للجمهور؛ ولكني اخترت الكتابة لأصعب جمهور وهو الأطفال، فهم صفحة بيضاء تنقش فيها، وتنزل بمستوى عقلك لعقلهم لكي تستطيع تبسيط المعلومة لهم ولكي تستطيع إقناعهم أيضًا".
وعن فكرة إنشاء صفحة "حواديت قبل النوم" قالت شيماء: "فكرة أن أنشئ صفحة على الفيس بوك وأنشر فيها قصصي جاءت بالصدفة البحتة، كنت بحكي حدوتة من تأليفي لأولادي وأولاد إخوتي، فسمعتني أختي هند وانبهرت جدًا بالحدوتة، وسألتني من أين أشتري أو أقتبس هذه القصص، فهي توقعت أنها من موقع مثلا على الإنترنت، وعندما علمت أنها من تأليفي اقترحت عليّ فكرة أن أدشن صفحة على الفيس بوك أنشر فيها الحواديت وسميتها حواديت قبل النوم، ومر عليها خمس سنوات، وأصبح جمهورها ما يزيد عن نصف مليون متابع".
وتابعت شيماء: "نشرت من خلال الصفحة الكثير من الحواديت، حيث ركزت فيها على أخلاقيات وسلوكيات نغفل عنها في تربية أولادنا حاليا، كما تناولت فيها موضوعات معاصرة ومشكلات يتعرض لها أطفال الجيل الحالي، مثل حوادث التحرش الجنسي بالأطفال وكيفية توعية أطفالنا، فكتبت حدوتة "جسمي بتاعي أنا وبس"، وحدوتة "جسمك ملكك"، وعن ظاهرة خطف الأطفال كتبت "سما وسيف في خطر"، كما تطرقت لتناول موضوعات خاصة بتعديل السلوك مثل قضم الأظافر بحدوتة باسم "أظافر علي".
وعن نشاطها خلال فترة الحظر أثناء أزمة كورونا قالت: "بعد انتشار فيروس كورونا وفرض حظر التجول في مارس الماضي، شعرت بمسئولية تجاه الأطفال الذين فرض عليهم الحظر جبرًا، ففكرت كيف لمثل هؤلاء أن يتحبسوا في البيت مفيش مدرسة مفيش نادي مفيش زيارة لجدو وتيتة، فقررت أعمل لايف على الصفحة موجه للأطفال لكي نخفف عنهم ونسليهم وكنت أحكي حدوتة ونمثلها بالعرائس ونعمل مسابقات وتحديات مع الأطفال وفوازير".
وتنشر "هير نيوز" حدوتة بعنوان "أميرة في الصندوق"، تأليف وكتابة شيماء عبدالعال، في السطور التالية:
"كان ياما كان.. كان في زمان بنوتة جميلة ورقيقة اسمها أميرة.. كانت أميرة بنوتة مؤدبة وبتسمع كلام مامتها وباباها.. ولما دخلت المدرسة .. بقى عندها أصحاب كتير أوي.. وكل أصحابها كانوا بيحبوها وكانت هي كمان بتحب أصحابها جدا.. وبتقعد تتكلم معاهم وبدأت تحكيلهم عن نفسها.. وهي بتعمل ايه في البيت من ساعة ما بتروح من المدرسة لحد بتنام بليل..
وبالتدريج بدات أميرة تحكي لاصحابها كمان عن كل حاجه بتحصل في البيت.. مش بس الحاجات اللي تخصها وبس.. يعني بدأت تحكي لأصحابها مثلا إن مامتها اشترت ملابس جديدة.. وحاجات تانية كتير.. حتى كلام مامتها مع باباها واتعود أصحابها كمان إنهم يسألوها كل يوم.. أكلتي ايه امبارح؟ خرجتي فين مع مامتك وباباكي.. وهي تجاوبهم بكل صراحة.. مرة في مرة اتعودت أميرة انها تحكي وتتكلم مع أي حد وتقوله على كل اللي بيحصل في بيتهم بالتفصيل..
وفي يوم من الأيام.. سمعت أميرة مامتها بتتكلم مع باباها إن في واحدة صاحبة مامتها عايزة تيجي تزورهم في البيت..وقالتلوا كمان إنها مش بتحب صحبتها دي لانها بتقعد تتكلم على باقي أصحابهم و تقول عليهم كلام مش حلو.. وهي مش بتحب كدة لأن دة حرام ولما جتلهم صاحبة مامتها البيت عندهم ....دخلت مامه أميرة المطبخ علشان تجيب لها عصير.. وبسرعة قعدت أميرة جمب صاحبة مامتها وفضلت تحكي لها علي الكلام اللي سمعت مامتها و باباها بيقولوه قبل كدة.. صاحبة مامتها زعلت جدا وقامت فتحت الباب ومشيت.. جت مامة أميرة بسرعة وسألتها هو في ايه.. هي طنط راحت فين.. حكت أميرة لمامتها على كل اللي حصل.. اتضايقت مامتها جدا منها وقالتلها انتي جبتي الكلام اللي قولته لطنط ده منين..؟
قالتلها سمعتك وانتي بتتكلمي مع بابا.. زعلت مامتها جدا منها..استغربت أميرة و قالتلها انتي زعلتي ليه يا ماما.. أنا اتكلمت مع طنط صاحبتك عادي زي ما بتكلم مع أصحابي في المدرسة وبحكيلهم على كل حاجة.. اندهشت مامتها جدا وقالتلها معقول يا أميرة.. بس دي جه غلط خالص ومش صح.. ساعتها بس فهمت مامتها أن أميرة كانت بتقع في غلطة كبيرة أووووي طول الفترة اللي فاتت..
قعدت مع أميرة و قالتلها بصي يا حبيبتي.. أنا هسامحك المرة دي لأنك كنتي بتعملي حاجة غلط بس انتي مكونتيش تعرفي انها غلط.. تعرفي يا أميرة.. بيتنا اللي إحنا عايشين فيه دة عامل زي الصندوق.. والباب بتاع شقتنا دة هو الغطا بتاع الصندوق.. وأي حاجه بتحصل جوة الصندوق دة تعتبر سر.
كانت أميرة مركزة جدا في كلام مامتها.. كملت مامتها وقالتلها.. والصندوق بتاعنا مدام مقفول بالغطا بتاعه ومحدش من الناس اللي برة شايف او سامع اللي بيحصل جواه يبقي مينفعش احنا نحكي و نقول للناس اللي بيحصل جوة الصندوق بتاعنا.. لاننا كدة بنطلع اسرارنا كلها اللي برة الصندوق بتاعنا..
هزت أميرة رأسها وقالت... خلاص يا ماما انا فهمت يعني مينفعش اني احكي لاصحابي أو لاي حد اللي بيحصل في بيتنا.. أنا كدة كنت بعمل حاجه غلط. بس من النهاردة مش هقول لأي حد على اللي بيحصل جوة الصندوق بتاعنا خالص سكتت أميرة شوية و قالت لمامتها ..طيب لو حد سألني عن اي حاجه بتحصل جوة الصندوق بتاعنا ارد اقول ايه بقي ؟؟ ردت مامتها و قالتلها.. تقوليلوا اسأل ماما لانك طفلة صغيرة ...اللي عايزة يسأل عن أي حاجة يجي يسألني انا أو بابا.
وتوتة توتة خلصت الحدوتة".