قصة تاجر خردة عثر على لوحة لبيكاسو تقدر قيمتها بالملايين
الأحد 06/أكتوبر/2024 - 08:18 م
سارة شعبان
اكتشف تاجر خردة لوحة في قبو فيلا إيطالية قبل ستة عقود، تبيّن أنها من أعمال بابلو بيكاسو، وقد تباع بملايين الدولارات، بحسب الخبراء.
كان لويجي لو روسو يقضي أيامه في تمشيط المنازل المهجورة ومكبات النفايات بحثًا عن كنز لبيعه في متجر الخردة العائلي في بومبي بإيطاليا.
في عام 1962، عثر على لوحة قماشية ملفوفة عليها لوحة غير متماثلة لامرأة في قبو فيلا في جزيرة كابري القريبة.
ويُعتقد الآن أنّ اللوحة تجسّد صورة حرّفت وجه المصوّرة والشاعرة الفرنسية دورا مار، التي كانت عشيقة بيكاسو، وفقًا للوكا جينتيلي كانال ماركانتي، خبير الفن والرئيس الفخري لمؤسسة أركاديا غير الربحية التي تتخذ من سويسرا مقراً لها.
حكاية لوحة بيكاسو
تتميز اللوحة الزيتية على القماش بأسلوب بيكاسو غير المتماثل لامرأة ترتدي فستانًا أزرق اللون مع أحمر شفاه أحمر.
وقال ابنه أندريا لو روسو، إنه في الرابعة والعشرين من عمره فقط، لم يدرك لو روسو أنّ التوقيع في الزاوية اليسرى العليا من العمل الفني الذي كتب عليه ببساطة "بيكاسو" يعني أي شيء.
قال ابنه إن لو روسو الأكبر سنًا، الذي توفي عام 2021، وضعه في إطار رخيص وأعطاه لزوجته ما أثار استياءها جدًا.
لم تعتقد أنها جميلة بما يكفي لبيعها، لذلك عُلقت في منزل العائلة لمدة 50 عامًا تقريبًا، وفي وقت لاحق في مطعم يمتلكانه.
وقال أندريا لو روسو: "عندما علقتها أمي على الحائط لتزيين المنزل، وأطلقت عليها اسم "الخربشة" بسبب غرابة وجه المرأة المرسوم، لم أكن قد ولدت بعد".
وروى أنه "من قصص والدي، أعلم أنه تم انتشال لوحتين من مكب النفايات في كابري. ومع ذلك، كانت واحدة فقط تحمل توقيع بيكاسو. كانتا مغمورتان بالتراب والجير، ونشرتهما والدتي وغسلتهما بمنظف، كما لو كانتا سجادًا".
قيمة لوحة بيكاسو
في ثمانينيات القرن الماضي، عندما كان أندريا لو روسو في المدرسة الابتدائية، رأى تمثالًا نصفيًا لامرأة دورا مار لبيكاسو في كتاب مدرسي لتاريخ الفن وعلم أن الرسام الإسباني قضى وقتًا في كابري في الخمسينيات.
ثم أخبر والديه أن اللوحة قد تكون ذات قيمة. وهكذا بدأت رحلة استمرت عقودًا من الزمن للتحقق من صحة التوقيع الموجود على العمل الفني.
وقالت العائلة إنها اتصلت بمؤرخي الفن، وأخبرهم الكثير منهم أنها ليست أصلية، لكنهم عرضوا عليهم أخذها منهم.
وبسبب الشك، سجّلوها لدى شرطة التراث الإيطالية التي اعتقدت بداية أنها قد تكون مسروقة، لكن نظرًا لعدم توثيقها في ذلك الوقت، سُمح للعائلة الاحتفاظ بها.
تم حبس العمل الفني داخل قبو في ميلانو منذ عام 2019. وأخيرًا، الشهر الماضي، تمكّنت سينزيا ألتيري، عالمة الخطوط في محكمة التراث بميلانو، من التصديق على أنّ توقيع بيكاسو أصلي.
عملت ألتيري على اللوحة لأشهر عدة، وقارنتها بأعمال بيكاسو الأخرى، كما أجرت اختبارات الطب الشرعي للتأكد من أنها موقعة في ذات الوقت التي رُسمت فيه.
وأفادت في بيان لوسائل الإعلام الإيطالية المحلية، الإثنين: "لا شك أنّ هذا توقيعه. لم يكن هناك دليل يثبت طبيعته الملفقة".
وقال خبير الفن ماركانتي، الذي عمل مع عائلة لو روسو، إنه واثق من أن اللوحة أصلية.
ويرجّح أن تبلغ قيمة لوحة لو روسو حوالي 6 ملايين يورو (6.6 مليون دولار)، وفقًا لتقييمات ألتيري وماركانتي، استنادًا إلى سوق الفن الحالي. وإذا تم اعتمادها من قبل مؤسسة بيكاسو في باريس، ستصبح أكثر قيمة.
وقال أندريا لو روسو: "أنا سعيد لكن دعونا ننتظر حتى نحتفل، لا يزال هناك خطوة واحدة يجب اتخاذها قبل أن نفكر في هذه القصة المذهلة".
وأشار لو روسو وإخوته إنه عندما يتم الاعتراف بها أخيرًا من قبل مؤسسة بيكاسو، التي يمكن أن تضاعف قيمتها بأكثر من الضعف، فإنهم سيبيعونها بالمزاد تكريمًا لوالدهم، الذي أراد اعتماد اللوحة وبيعها.
اقرأ أيضا...