بقلم إيهاب كاسب: احتفالًا بانتصارات الماضي وميلاد جيل يقودنا نحو المستقبل

من الماضي إلى المستقبل: إرث أكتوبر وأحلام الغد

هذا الحفل جاء ليربط الماضي بالحاضر والمستقبل، حيث يمثل انتصار أكتوبر 1973 درسًا خالدًا للعالم بأن الشعب المصري لا يُقهر، مهما كانت الظروف والتحديات، وعلى الرغم من قلة الإمكانات آنذاك، استطاع الجيش المصري أن يحقق النصر بإرادة قوية ودماء طاهرة ذكية، ليبقى رمزًا للكرامة والعزة. اليوم، ونحن نشهد تخرج دفعة جديدة من قادة المستقبل، نجدهم مستعدين بكل حماس للدفاع عن الوطن وحمايته في ظل التحديات الجديدة التي تواجهها المنطقة.

حضور متميز وعلاقات أخوية راسخة

الحفل تميز بحضور عدد من الشخصيات الهامة، وعلى رأسهم رئيس جمهورية مصر العربية، الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أشاد في كلمته بجهود الخريجين وأكد على أهمية التدريب والتأهيل العسكري المتطور، كما حضر الحفل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ليعكس عمق العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين مؤكدًا على الروابط القوية التي تجمع مصر والإمارات، والتعاون المستمر على كافة الأصعدة.

عروض مبهرة تبرز القوة والتميز

كانت العروض العسكرية والفنية التي قدمها طلاب الأكاديمية العسكرية قمة في الروعة والإبداع، إذ تجسد فيها الجهد الكبير الذي بذله الطلاب في التحضير والتدريب. أظهرت العروض العسكرية مهارات قتالية عالية وقدرة فائقة على التعامل مع أحدث الأسلحة والمعدات، مما أكد جاهزية الخريجين للدفاع عن سيادة الوطن بكل احترافية.

أما العروض الفنية فقد مزجت بين الأصالة والحداثة، وجاءت في تشكيلات رائعة أثارت إعجاب الحضور ومن تابع الحفل عبر الشاشات المختلفة -لمجموعة قنوات المتحدة للخدمات الإعلامية والتي برعت في نقله مستخدمة كافة الإمكانات الفنية لإبراز هذا الجمال في أبهى صورة-، فكانت هذه العروض تجسيدًا لروح الشباب المصري المبدع، وقدرته على الجمع بين الفن الراقي والمهارات العالية.

الصراعات في المنطقة: تحديات العصر

لا يمكن الحديث عن هذا الحفل دون الإشارة إلى التحديات العسكرية الراهنة في المنطقة، والذي جاء في ظل أوضاع غير مستقرة على حدود مصر وفي منطقة الشرق الأوسط عمومًا، حيث تتصاعد التوترات العسكرية والصراعات في غزة ولبنان واليمن، وما يحدث في السودان، هذه الأوضاع تؤكد أهمية العمل المستمر والمتطور في إعداد الأجيال الجديدة من القادة العسكريين المؤهلين لمواجهة هذه التحديات والدفاع عن الوطن ضد أي تهديدات، دون انكار للمخاطر التكنولوجية غير العسكرية.

في ختام هذا الحفل الذي جمع بين الماضي والحاضر والمستقبل، لا يسعني إلا أن نعبر عن فخري واعتزازي بالقوات المسلحة المصرية وما تملكه من قدرات بشرية وإمكانات هائلة. أدعو الله أن يحفظ مصر وقادتها، وأن يبارك في جهود رجالها الذين يقفون دائمًا على خط الدفاع الأول، حماة للوطن وأرضه وشعبه. اللهم احفظ مصر وشعبها وجيشها، واجعل رايتها دائمًا مرفوعة وشامخة.