بقلم صفاء أحمد: المرأة هدية الله على الأرض
الأحد 06/أكتوبر/2024 - 08:25 م
كانت المرأة ومازالت شريان الحياة على مر العصور.. ينابيع من المحبة والحنان، فلديها فائض من العواطف والمشاعر، التي تكون بمثابة أبرز الصفات التي توصم بها، يتسع قلبها لأبنائها، تحتضن وتحمي وتشد على آذرهم، تتبنى مسؤلية فرحتهم وتقوي عزيمتهم..
حقًا "المرأة هدية الله على الأرض"
وبرغم كل ذلك، لم تشفع لها تلك السمات، ولم يرحمها الزمن، ومع اختلاف العصور..
فقد عانت المرأة بشكل كبير من أمور عدة، أبرزهم أنها للأسف دائمًا ما تكون مستهدفة، ينظر لها قطاع كبير من المجتمع نظرة متدنية، فيراها البعض جسدًا بلا عقل وبلا كيان، وصمة عار تصيب كل من يسلك هذا الفكر العقيم، وهذا ما سأتناوله معكم في سرد مواقف وأحداث واقعية..
وبين تلك السطور سنعيش سويًا ونحاول أن نزيل تلك الغمامة التي تحيط بالعقول والقلوب القاسية، ونمحي الغشاوة من على أعينهم حتى تتضح الرؤية شيئًا فشيئًا.
ننتفض سويًا لنتخلص من هذا الظلام وننطلق نحو النور، فهي لم تترفه أبدًا عن تلك التي كانت توأد في عصر الجاهلية منذ قديم الأزل، هي فقط سمحوا لها أن تظل تتنفس لكنها "روح في جسد بالي" لم تكن على قيد الحياة، مجردة من الحقوق مسلوبة الإرادة، ومع اختلاف الأجيال والعصور والتقدم البطيء حينها بدأت الفتاة تلتحق بالتعليم وتدرس علوم الحياة وعلوم الدين.
ولم تكن كل الأسر تمنح هذا الوسام لكل بناتها حتى أصبح الأمر مشاع بين الناس ومن هنا بدأت المعالم تتغير لتتضح دروبها شيئًا فشيئًا، نعلم جميعا أن كل الفتيات لديها من الحكايا والقصص التي تشيب لها الرؤوس، هن فتيات عشن في الأزمنة السابقة ومازالت تلك العادات والموروثات باقية حتى هذه الأيام وفي هذا العصر القريب، والذي يراه البعض أنه عصر انفتاح وتقدم ولكن هناك بقايا من تلك المخلفات، قد يظن البعض أن المرأة تحصل على جميع حقوقها بل وأكثر، وأن الرجل دائما مظلوم.
فأنا لا أنكر أبدًا أن هناك بالفعل من تملك تلك الحقوق، ولكن ابحثوا دائمًا عن السيدات الضعيفة المغلوبة على أمرها، فهي قريبة جدًا منكم، لا تتغاضوا عنهن أبدًا، وكونوا حائط صد للقاصرات اللآتي يجبرن على الزواج، وقبل بناء أجسادهن، ينمو في أحشائهن أجنة تولد وتواجه المجتمع، راضعة جهل، ووارثة أمراض تنفجر في وجه كل من يقابلها.
لأنها تعاني من الإهمال والتشرد فتكون بمثابة عبء على كل الدول التي تعيش فيها، كونوا أيضًا درعًا يحمي كل فتاة مهددة بترك أبسط حقوقها، وهو التعليم، علموا آبائهن أن التسرب من التعليم يعود عليهم بأشكال مختلفة، من القمع والاستبداد ويكونوا عرضة لاستعمال عقول شبابنا، تحت أي مسمى سواء من ناحية الدين أو من ناحية الكسب المادي، على حساب المجتمع، فيستقطبون الغير أسوياء الذين نشأوا في البيئات الرديئة والمستنقعات الفكرية.
وأخيرًا لكل الآباء تجنبوا التفرقة بين أبنائكم.. "لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا"..
لأن في كثير من الأحيان دائما ما تكون الفتاة هي التي تعتني بكم وتكون عكازًا لكم بعد تقدم العمر، فهي الطبيبة والصاحبة والقريبة جدًا لقلب أبيها وأمها.. لا تقسوا على أولادكم لأن في صغرهم يحتاجون إليكم، وما زرعتموه تحصدونه ولو بعد حين، وحينها ستحتاجون إلى السند الحقيقي السند الذي لا ينتظر مقابل مادي ولا حتى معنوي، فقط هو السند الذي يريد أن يرد الجميل امنحوا أبنائكم كل الحب كونوا ملاذًا لهم..
يكونوا سندًا وأمانًا يحمي ويعتني بكم أبد الدهر وإن رحلتم عن الدنيا ستجدوا دعائهم وصدقاتهم ترافق مآواكم.