«حبة الموت» تنهي حياة فتاة هربًا من زواج إجباري في سوهاج
الخميس 11/أغسطس/2022 - 05:59 م
في مشهد مأساوي يعود بالزمن لعقود مضت، الأب يبحث عن المال من وراء زواج ابنته، واليوم شهدت إحدى قرى مركز البلينا جنوب محافظة سوهاج مأساة جديدة بطلتها فتاة لم تكمل عامها الثاني والعشرين.
وروت إحدى قريبات الفتاة القصة قائلة: "أبوها السبب كان عاوز يغصبها على الجواز وياريت جوازة عدله إلا ملهاش أي لازمة نهائي.. عيل شمام ربنا كرمه وسفروه أهله الكويت ورجع معاه شيء وشويات واتقدم للبت ورفضته وأبوها راسه وألف سيف يا تتجوزه يا يقتلها"، بهذه الكلمات بدأت كلامها عن قريبتها التي أنهت حياتها قبل ساعات؛ بتناولها حبة الموت.
وأوضحت أن قريبتها كانت في غاية الجمال، وكانت هادئة الطباع مُنغمة الصوت، طيبة الألفاظ، لا تحتمل الظلم ولم تستطع الصمت عن الحق.
واستكملت قريبة ضحية زواج الفرض، قائلة: "كانت بريئة لا ليها في حب ولا ارتباط، الفكرة كلها إن العريس ده مش الشخص المناسب ليها ولا لطباعها وشخصيتها ولا تعليمها وثقافتها.. إيه المشكلة بس للأسف لأول مرة تتخلى عن وقوفها دفاعًا عن الحق وتوصل لدرجة إنهاء حياتها.. ربنا يغفر لها ويسامحها ويصبر قلوبنا على فراقها".
وأكدت أن الجميع تفاجأ بسيارة إسعاف أمام منزلها، وهرول الجميع في خوف شديد وسؤالًا واحدًا تُردده ألسنتهم: "فيه ايه مين تعبان؟ يا ساتر يارب.. استر يارب استر يارب"، لتصدمهم الإجابة أنها ماتت.
بكاء وعويل يملأ أرجاء المنزل، واللون الأسود أصبح لون الجدران والحياة قبل أن يكون لون ملبسهم، الحزن يٌخيم على منزل أسرتها وكأن السماء أمطرته بغير ميعاد، فارقت الحياة وتنازلت عن حريتها في اختيار من تُريد أن تُشاركة الباقي من عمرها، فأنهت ما تبقى من حياتها بحبة الموت، حبة حفظ الغلال التي قطعت وريد الحياة بداخل أسرة بأكملها وليس فتاة عشرينة فقط.
وتعود أحداث الواقعة عندما أقدمت حاصلة على بكالوريوس خدمة اجتماعية، على إنهاء حياتها؛ إثر تناولها حبة لحفظ الغلال داخل منزلها بدائرة مركز شرطة البلينا جنوب محافظة سوهاج.
تلقى اللواء محمد عبدالمنعم شرباش، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة البلينا، يفيد بورود إشارة من المستشفى المركزي، مفادها وصول المدعوة (سلمى ص ا- 22 عامًا- حاصلة على بكالوريوس خدمة اجتماعية- وتقيم دائرة المركز)، مُصابة بحالة إعياء، وتوفيت أثناء تقديم الإسعافات اللازمة لحالتها الصحية.
وبالانتقال والفحص وبسؤال والدها المدعو (ص ا م- 60 عامًا- عامل- ويقيم بذات الناحية)، أفاد بتناول ابنته قرصًا لحفظ الغلال بالمنزل؛ لإنهاء حياتها؛ ما نتج عنه إصابتها التي أودت بحياتها، ولم يتهم أحدًا بالتسبب في ذلك.
تم التحفظ على الجثة بمشرحة المستشفى المركزي؛ حتى العرض على الطبيب الشرعي واستصدار التقرير الطبي عقب تشريح الجثة.
حُرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات.
اقرأ أيضًا..