الأحد 06 أكتوبر 2024 الموافق 03 ربيع الثاني 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

قرار تأجيل الامتحانات يضع الأم العاملة في مأزق صعب

السبت 02/يناير/2021 - 02:07 م
هير نيوز


في الوقت الذي فرح فيه الكثيرون بقرار رئاسة الوزراء بتأجيل الامتحانات، هناك فئة أصبحت في مأزق حقيقي بسبب كيفية التوفيق بين أمومتها وحياة أبنائها وبين عملها وتحقيق ذاتها، هذه الفئة هي فئة الأمهات العاملات في مصر، واللواتي يعتبرن ذهاب أبنائهن للمدرسة بمثابة فرصة للتخلص من أعباء ثقيلة، يرمين بها على عاتق المدرسة.

"أنا كنت بعتبر المدرسة ملجأ أتخلص خلاله من متطلبات أطفالي لمدة 7 ساعات يومياً" تقولها "أسماء حسين" وهي مهندسة ديكور، لديها طفلان في المرحلة الابتدائية، قدمت على طلب إجازة من عملها بداية الشهر الجاري بعد قرار تأجيل الامتحانات، فهي كانت تخطط أن يظل أبناؤها يذهبون لمدرستهم حتى إتمام الامتحانات، ثم تلحقهم بإحدى الحضانات القريبة من المنزل خلال فترة إجازة منتصف العام، إلا أن أملها في ذلك خاب تمامًا بقرار استكمال العام الدراسي أون لاين، وهو ما يعني أنها لن تكون قادرة على الذهاب لعملها صبيحة كل يوم كما اعتادت أن تفعل من قبل.

تضيف "أسماء" أنها تعلم جيدًا الظروف الطارئة التي تمر بها الدولة بأكملها بل العالم كله؛ لكن هذا العالم لا يعلم شيئًا عن احتياجات أسرتها لعملها، وأن العائد الذي يدخل لها يساهم بدرجة كبيرة في تعليم الأولاد، وهو ما أصبح مهددًا بالضياع بسبب كثرة عدد أيام الغياب التي تطلبها منذ بداية الجائحة وإلى الآن.

مرض نفسي

أما "سارة أحمد" وهي تعمل صحفية ولديها طفل واحد في المرحلة الابتدائية، فتقول، إنها الآن تعالج لدى طبيب نفسي من أعراض اكتئاب حاد، ومن المتوقع أن تتكرر زيارتها للطبيب النفسي كثيرًا خلال الفترة المقبلة.

وتوضح "سارة" أن تأجيل الامتحانات من الأمور التي تفاقم أزمتها، فأعراض الاكتئاب بدأت لديها منذ الموجة الأولى لكورونا، وكانت بسبب عدم قدرتها على الذهاب لعملها واضطرارها للجلوس مع ابنها، فلم يكن بوسعها أن تتركه للجدة أو لأي شخص آخر وسط كم من التحذيرات والإجراءات الاحترازية التي دعتها إلى تفضيل بقائها إلى جانب ابنها بدلاً من النزول لعملها وتهديد حياة طفلها.

تبدو تضحية بسيطة لكنها تركت أثرها على حياة سارة وتسببت لها في اكتئاب شديد عانت منه فترة طويلة، وقد عاد شبحه يطاردها بسبب قرار استكمال الدراسة عن بعد، وهو ما يعني أنها ستضطر لأخذ إجازة مجدداً حتى تراعي صغيرها.

العالم لا يقدر

ترى "نسمة كامل" وهي موظفة بقسم المبيعات بإحدى الشركات، أم ولديها 3 أبناء، أن العالم لا يقدر تضحياتها المستميتة التي تقوم بها من أجل استكمال حياتها بنفس درجة الحفاظ على أبنائها دون أن تضحي بعملها، لكنها لا تعلم كيف سيكون الوضع خلال الفترة المقبلة مع قرار استكمال الفصل الدراسي عن بعد، وهو ما سيجبرها على مواصلة التضحية من أجل استمرار المحافظة على المستوى الدراسي لأبنائها.

ads