السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

"أم الإمارات".. مسيرة من العطاء للمرأة العربية

الأحد 22/نوفمبر/2020 - 07:00 م
الشيخة فاطمة بنت
الشيخة فاطمة بنت مبارك

قادت جموع الإماراتيات نحو التمكين في كافة المجالات، حتى رفعن لواء التألق محلياً وعالميًا فاهتمت بالنشء، وأخذت بيد الفتيات ودعمت المرأة من أجل التقدم مُستندة إلى نهج قوامه أن الإنسان هو الركيزة الأساسية لبناء الوطن، ولم يجد الإماراتيون أفضل من لقب "أم الإمارات" ليعبروا به عن إمتنانهم لها.

قدمت الشيخة فاطمة بنت مبارك، قرينة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مسيرة طويلة من العطاء والخير ودعم المرأة، حتى أمست القدوة الحسنة التي أسهمت برؤيتها الحكيمة في تربية أجيال صالحة معطاءة وخيرة، فأسست الاتحاد النسائي العام والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة ومؤسسة التنمية الأسرية وأشرفت بنفسها على المشاريع التي تنفذها.

الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة ومؤسسة التنمية الأسرية، ولدت في منطقة الهير التابعة للعين عام 1943، وترعرعت في كنف أسرةٍ محافظة ما ساعدها على حفظ القرآن الكريم ودراسة تفسيره والإطلاع على الحديث الشريف وحفظه.


وفي عام 1960 تزوجت من الشيخ زايد  بن سلطان آل نهيان، وكان آنذاك ممثلاً للحاكم في المنطقة الشرقية، ثم انتقلت معه للعيش في مدينة أبوظبي بعد تقلده الحكم في إمارة أبوظبي في 6 أغسطس عام 1966 لتساند خطواته نحو بناء دولة الإمارات، وتعمل وفق رؤيته على منح بنات الدولة الجديدة الفرصة ليشاركوا في نهضة أمتهم.

ومع انتقالها إلى أبوظبي بدأت الشيخة فاطمة بنت مبارك دراسة مجالات الآداب المختلفة والعلوم الإنسانية والتاريخ وعلوم السياسة والأصول الدبلوماسية.

وبالتزامن مع إعلان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة بعد إعلان قيام الدولة في 2 ديسمبر 1971، بدأت نشاطات الشيخة فاطمة بنت مبارك ومبادراتها نحو الأوضاع المعيشية والاجتماعية لسيدات الإمارات.

كانت بداية "أم الإمارات" بالاهتمام بالطفل والأسرة وتقديم الدعم القوي والمساندة للمرأة الإماراتية لتأخذ دورها في المجتمع وتحقق المكانة اللائقة، ثم توسعت أعمالها لتصبح رائدة للعمل التطوعي والتسامح الإنساني، وتتحول بمرور الأيام إلى منارة وأيقونة ثمينة غالية تنهل "بنات زايد" من معينها الذي لا ينضب، وتنعم بخيرات دعمها ورعايتها لهن في عصر ذهبي لم تشهده النساء من قبل، لتحقق المرأة الإماراتية أعلى المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية مقارنة بغيرها في الدول الأخرى وتتبوأ مراتب عالمية متقدمة.

وبفضل إيمان الشيخة فاطمة بنت مبارك بقدرات النساء، تعاظم دور المرأة الإماراتية يوماً تلو آخر لتتبوأ مناصب محليا وإقليميا وعالميا، ورغم أنها بدأت بدعم المرأة في الجانب التعليمي ومحو الأمية، امتدت مع الوقت إلى جميع مناحي الحياة لتمكين المرأة، حتى أصبحت لها بصمتها في كثير من المجالات العلمية والبحثية وحتى في قطاع الفضاء.

يزخر سجل الشيخة فاطمة بنت مبارك بعشرات الإنجازات المهمة التي بدأتها فعليا عام 1973، أغلبها يتمحور حول دعم المرأة والأسرة والعمل الإنساني، إذ أسست العديد من الجمعيات المحلية والإقليمية التي تركت بصمة إيجابية في نواحي الحياة المختلفة، منها جمعية نهضة المرأة الظبيانية عام 1973 والاتحاد النسائي العام أغسطس 1975 و مركز للصناعات اليدوية والبيئية 1978 .

كما أنشأت الشيخة فاطمة مكتبا لشؤون المواطنات والخدمات الاجتماعية سبتمبر 1999 ، وصندوق المرأة اللاجئة بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عام 2000، والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة عام 2001، والمركز الثقافي الاجتماعي للاتحاد النسائي ومؤسسة التنمية الأسرية عام 2006.

وأطلقت برنامج رائدات الدار 2012 والبرنامج الوطني لقيم الشباب الإماراتي 2016 ، وكان الطفل فى محور اهتمامها فتم عمل يوم الطفل الإماراتي عام 2018 على أن يكون الاحتفال به يوم 15 مارس سنويا وأنشات مركز فاطمة بنت مبارك لأبحاث الأمومة والطفولة، غضافة إلى زيادة المناصب الوزارية التي تشغلها المرأة عام 2019 لتصبح بنسبة 28% من إجمالي المناصب الوزارية وإنشاء أول برلمان للطفل الإماراتي 2020 .

شاركت "أم الإمارات"، في تأسيس المنظمة المرأة العربية، فقد قادت حملات وطنية مكثفة لمحو الأمية بين النساء في البوادي والحضر، وأطلقت العديد من المبادرات للاحتفال بعطاء المرأة بعطائها وتضحياتها في مجالات مختلفة وإثبات جدارتها وكفاءتها، لذلك أطلق عليها "أم العرب"، و"رائدة النهضة النسائية"، و"أم الشيوخ"، و"رائدة العطاء المتجدد"، و"نصيرة الأُسرة"، و"فخر الأمة العربية".

حصلت الشيخة فاطمة على العديد من الجوائز فتخطت 31 جائزة، تقديرا لدورها الريادي ومساهماتها الإنسانية والخيرية والاجتماعية، وكان صندوق الأمم المتحدة الإنمائي يعتبرها "بطلة حقوق المرأة، وكرمتها جمعية الشرطة النسائية العالمية في 2019، ومنحها محافظة لوس أنجلوس شهادة تقدير عام 2018؛ تقديراً لدورها في دعم الرياضة النسائية ورياضة الفروسية، ومنحتها المنظمة العالمية للأسرة لقب "نصيرة الأسرة" عام 2017.

كما حصلت على جائزة "Agent of Change" من هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنتدى الشراكة العالمية للنساء القياديات في مجال السلام والأمن ، وتم منحها قلادة مؤسسة الأمير محمد بن فهد العالمية للأعمال التطوعية في الوطن العربي عام 2019؛ ودرجة الدكتوراه الفخرية من جامعة النيلين في السودان 2018؛ وجائزة "رواد العطاء العربي" من الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض؛ ووسام شرف ولقب "روح الإنسانية ونبع الخير والعطاء بالوطن العربي" من مجلس الشباب العربي.

ads