السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

الخنساء.. ما لا تعرفينه عن الشاعرة الجميلة "أم الشهداء" التي فقدت أبناءها الأربعة

الإثنين 24/أكتوبر/2022 - 09:27 ص
الخنساء
الخنساء

شخصيتنا اليوم هي شخصية عربية إسلامية، شاعرة من شاعرات العرب القلائل، أعجب النبي عليه الصلاة والسلام بشعرها، ضرب بها المثل في الصبر، وكانت أما لأربعة شهداء استشهدوا في معركة واحدة.


ولما سمعت باستشهادهم قالت قولتها الشهيرة: "الحمد لله الذي شرفني بشهادتهم وأسأل الله أن يجمعني معهم في مستقر رحمته"، وكانت في شبابها من جميلات العرب، أدركت عصر الجاهلية ولما ظهر الإسلام اعلنت اسلامها، إنها الصابرة أم الشهداء الخنساء.





من هي الخنساء؟


هي السيدة أم عمرو تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد، وهو عمرو بن رياح بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة، وينتهي نسبها إلى بنو عدنان، من آل الشريد من سادات وأشراف العرب وملوك قبيلة بني سليم في الجاهلية.


وهي تتصل مع النبي عليه الصلاة والسلام، في هذه القبيلة حتى أنه كان يقول: "أنا ابن الفواطم من قريش، والعواتك من سليم، وفي سليم شرف كثير"، وآل الشريد كانوا سادة بني سليم.


والدها هو عمرو بن الحارث من وفود العرب على كسرى، وكان يأخذ بيدي ابنيه معاوية وصخر إخوتها في الموسم حتى إذا توسط الجمع قال بأعلی صوته: أنا أبو خيري مضر، فمن أنكر فليقاتلني، فلا يقاتله أحد.


ولقبت بالخنساء، ليس كما يشاع عن أنها صبرت على موت أخوتها وأبنائها، وإنما لقبت بالخنساء، بسسب قصر أنفها وارتفاع أرنبتيه، وهذه الصفة من من صفات الظباء، والظباء هي أنثى الغزال الجميلة، وكانت الخنساء من جميلات العرب، وكانت ولادتها في العام 575م، وهو نفس العام الذي ولد فيه هرقل عظيم الروم.




حياتها في الجاهلية


نشأت وترعرعت الخنساء في قبيلتها وسط أبويها واخويها، وكانت فاتنة الجمال بجسد ربعي كأنه غزال ذو تقاسيم متناسقة، حتى إن شباب قبيلتها كانوا يتغزلون فيها كثيرا فشبهوها تارة بالغزال الظبي، وتارة بذات العيون، ولهذا استمد منه اسمها بالخنساء.


تعلمت الفروسية واستخدام السيف والدرع مع أخوتها، ولما كبرت وشبت اصبحت عاقلة حازمة، حتى أنها عدت من شهيرات النساء اللائي لا يجرؤ أحد عن التهجم عليها أو التحدث عنها.


ولما أجادت الشعر صارت تشعر وتقول اشعارها أمام الناس وسط نفوذ وقوة أخويها ووالدها، فأصبحت من الشاعرات العربيات اللاتي عدهن المؤرخون، ولم يجرؤ أحد أن يبارزها بالشعر أو يتكلم عنها، ولم يتفوه شاعر بشيء يمكن أن ينقل وتحمله الألسن.


تقدم لخطبتها "دريد بن الصمة"، بعد أن رأها عندما أناخ "بنو جشم" إبلهم، للراحة من عناء السفر الطويل إلى مكة خلال موسم رحلات التجارة من الشام، وكان منزلهم في بادية الحجاز قريباً من منازل بني سليم، فشاهدها وهي تدلل بعيرها الصغير، فسأل عنها وعرف أنها شقيقة صديقه معاوية.



فتقدم لخطبتها وتلقاه والدها بالترحاب، ودخل على ابنته وقال لها: أتاك فارس هوازن دريد بن الصمة يخطبك، قالت - وكان دريد يسمع حديثهما: " يا أبت: اتراني تاركة بني عمي مثل عود الرماح، وناكحة شيخ بني جشم؟ فخرج اليه أبوها فقال له: قد امتنعت.


فقال دريد: قد سمعت قولكما فانصرف دون أن يزيد عليها، ويبدو أن أخاها معاوية، أراد أن يجاور صديقه دريد فحاول معها ولكنها أصرت على موقفها من الرفض.



اقرأ أيضًا..

الملكة ماوية.. الفارسة العربية التي هزت عرش الإمبراطورية الرومانية






حياة الخنساء زوجة


تزوجت الخنساء من رجل من قبيلتها اسمه عبد العزى السلمي وأنجبت منه ابنها عبد الله الملقب بأبو شجرة" عبد الله، وقد استنزف مالها ومال اخوتها ثم طلقها، فتزوجت مرداس بن أبي عامر.


وكان مرداس يلقب بالفيض لكرمه، وكان زواجها بعد مقتل صخر، وفي أثناء حدادها على أخيها وأبيها وكان مرداس إلى سخائه رجل جد وعمل لم يترك فرصة إلا اهتم بها، ليوفر لأسرته اسباب الحياة، حتى مات في إحدى معاركه تاركاً للخنساء أربعة بنين هم: العباس، وزيد، ومعاوية، وبنت اسمها عمرة.


ابتليت الخنساء بعد وفاة زوجها وقامت بتربية الأبناء، وصارت تبادلهم الأيام بالنوائب والنكبات، حتى توفي رسول الله عليه الصلاة والسلام ولقي ربه الكريم، فابتلي أهل الشمال بالارتداد عن الإسلام، وكان ابن الخنساء أبو شجرة واحد من حاملي لواء الارتداد، يحرض بشعره المرتدين على المسلمين وقاتلهم، ولم يلبث طويلا حتى عاد مرة أخرى للإسلام وقد قبلها منه أبو بكر وعفا عنه.


وابتليت الخنساء مرة أخرى فافترق عنها أبناؤها ولم نرهم معها إلا في ليلة خروج المسلمين لغزوة القادسية، فخرجت مع بنيها تحرضهم على الحرب وتمسح عن نفوسهم الخوف أو القلق على مصيرها، وقد خطبت فيهم خطبتها الشهيرة عن مكانة الشهادة في سبيل الله.


وما زال أبناؤها يقاتلون حتى استشهدوا جميعاً في الحرب، وبلغها الخبر، فقالت: "الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته".




وفاتها


تذكر كتب التاريخ أن وفاتها كانت في عام 24 هـ، 645م، وقد عمرت إلى أن أدركت نصر الإسلام، وكان موتها في عامها الحادي والسبعين.


ads