تعاني الأمهات اللاتي ينفصلن عن أزواجهن من كيفية شرح الطلاق وأسبابه للأطفال، خاصة إذا كان الطفل في عمر أقل من 8 أعوام، فهو بالفعل مدرك للتغيرات التي حدثت وابتعاد والديه عن بعضهما ولكنه لا يفهم ماذا يعني الطلاق، وماذا حدث حتى يبتعد الأبوان عن بعضهما.

وقد تسبب تلك المشكلة أحياناً أزمات نفسية متعددة للأطفال، وحتى يمكن تجنب ذلك يجب أن تتحدث الأم مع الأطفال بشكل معين حتى يمكن أن يفهموا ذلك الأمر.

ومن جانبها شرحت استشاري العلاقات الأسرية، الدكتورة نادية جمال، أفضل طريقة يمكن أن يتم بها إخبار الأطفال عن أسباب انفصال الأب والأم، حتى يتقبلوا الأمر دون التعرض لمشاكل نفسية.

وقالت: «يجب أن يكون الأب والأم مع بعضهما عندما يبلغان أطفالهما بالطلاق، وحتى يمكنهما تجنب إصابة أطفالهما بالصدمة، وللحفاظ على سلامتهم النفسية، وأن لا يكون لديهم مشاكل وعقد يجب أن يتم التحدث والشرح مع كل طفل على حدة، فكل طفل يكون له وجهة نظر وشخصية وطبيعة أفكار ورد فعل للموقف مختلف عن الآخر، فإذا تحدثت الأم أمام الأطفال جميعهم فسوف يتأثرون بآراء بعضهم؛ ولذلك يجب أن يتم عرض الموضوع لكل طفل بمفرده».

وأكدت أنه يجب إبلاغ الأطفال بالموضوع بشكل مبسط ويتم وضع مثال على الأصدقاء عندما يتخاصمون معًا، وكذلك ما حدث مع الأب والأم أن بينهما مشاكل ولا يمكنهما الاستمرار معًا؛ ولذلك يجب أن يكون كل شخص منهما في مكان ويبتعد عن الآخر حتى تهدأ الأمور قليلًا، ويمكنهما التعامل مرة أخرى مع بعضهما.

وأشارت الدكتورة نادية جمال، إلى أنه يجب أن يؤكد الأب والأم أن الانفصال لن يؤثر على الأطفال، وأن حب الأب والأم تجاههم سيظل كما هو وأي وقت يحتاجون الأب والأم فيه سوف يجدوهما.

وأضافت: «يجب إخبار الاولاد أنهم ليسوا طرفًا في مشكلة أو خلاف بين والديهم أو سبب في الانفصال؛ حتى لا يشعروا بالذنب أو أنهم السبب، كما يجب أن تهتم الأم بمستوى الأبناء الدراسي والاجتماعي؛ حتى تتأكد أنهم لم يتأثروا من تلك الجوانب، ومن المهم أيضًا أن تتحدث معهم وتقضي وقتًا أطول بينهم».

وتابعت: «تحديد عمر الأبناء سوف يحدد لغة الحوار، فحتى يمكن التحدث معهم بطريقة مناسبة تناسب عمرهم وماذا يمكنهم أن يستوعبوا، كما يجب التحدث معهم بتلقائية وبساطة وإقناعهم أن ذلك شيء طبيعي يحدث للكبار عندما لا يكون لديهم قدرة على الاستمرار معًا».