أستاذة بالقومي للبحوث توضح كيف يفيد الصيام مناعة الجسم

كشفت الدكتورة إيمان مصطفى استاذ بقسم التغذية وعلوم الأطعمة – المركز القومي للبحوث: "طعامكم دواؤكم وداؤكم في طعامكم مقولة أبى الطب" أبقراط واتفق معه الطبيب الشهير "ابن سينا" وقال طبيب العرب الحارث ابن كلدة "المعدة بيت الداء والحمية بيت الدواء" وأيدتها رحلة العلم والأبحاث عبر التاريخ البشري.

كيف يفيد الصيام مناعة الجسم؟

وأضافت مصطفى، "تحتل شعيرة الصوم مكانة بارزة في تأثيرها على الصحة بصفة عامة وعلى المناعة بصفة خاصة حيث وجد ان صوم رمضان يساعد على تقليل ضغط الدم المرتفع وتحسين مستوى الكوليسترول وكذلك مستوى السكر في   في تقوية جهاز ً فعالا ً في أمراض السرطان". 
 

كما انه له دورا ً مساعدا ً وعلاجيا ً الدم كما أنه قد يكون عامل وقائيا المناعة. 
 

يقوم الجهاز المناعي في جسم الإنسان بعمل منظومة كبيرة من العمليات الحيوية لحماية الجسم من الأمراض والسموم والخلايا السرطانية.
 

يتكون جهاز المناعة من كرات الدم البيضاء والكثير من البروتينات والأنسجة مثل الجلد وقرنية العين والغشاء ً السيتوكين والأجسام المضادة.

ويتكون جهاز المناعة أيضا المخاطي المبطن للجهاز التنفسي والهضمي والتناسلي والطحال والغدد الليمفاوية واللوزتين والزائدة الدودية والنخاع العظمي الغدة الزعترية. 
 

يعمل جهاز المناعة وفق نظامين مناعيين:

مناعة فطرية أو طبيعية وهي المتوارثة من الآباء ومناعة مكتسبة نتيجة الإصابة بمرض أو أخذ التطعيمات المختلفة.  
 

وجد ان الصيام يسهم بدور كبير في تقوية كل من المناعة الطبيعية والمكتسبة. 
 

وبينت دراسة أمريكية أن الصيام لساعات طويلة يحفز نشاط جهاز المناعة فيتخلص من الخلايا الميتة أو التالفة التي لا يحتاجها الجسم ويساعد على انتاج خلايا جديدة مما يعزز المناعة. 
 

وقد أجريت العديد من الأبحاث حول تأثير الصيام المتقطع (مثل  ساعة أو أكثر على الخلايا المناعية فوجد ان هذه الخلايا  تغادر مجرى 16صيام رمضان)الذي يستمر حوالي الدم أثناء الصيام وتلجأ إلى نخاع العظم المعروف بغناه بالمواد الغذائية لتبدأ بالتكاثر وتعزيز طاقتها ونشاطها وقدرتها على حماية الجسم وتقليل فرص الإصابة بالأمراض مثل كورونا.  
 

ويحفز الصيام إفراز العديد من البروتينات التي تساعد بدورها في تنظيم عمليات التمثيل الغذائي وإصلاح الحمض النووي وتقوية المناعة وزيادة القدرات المعرفية. 
 

كما يؤثر الصيام على مايكروبيومات الأمعاء فتقوم مما يؤدي إلى منع الجراثيم من إكتساب الطاقة التي ً بحبس العناصر الغذائية عندما يكون الطعام محدودا تحتاجها للإصابة بالمرض. 
 

زيد الصيام إفراز مادة الإندروفين المسببة للسعادة والتي بدورها تقلل من إنتاج الأجسام المضادة من الخلايا ُي زيد الصيام من قدرة كرات الدم البيضاء فيخولها للقضاء على الميكروبات ُ المناعية فتهدئ جهاز المناعة. كما ي مما يقلل فرص العدوى. 
 

رس تأثير الصيام على مناعة الر ُد عليهم ولكنه يزيد من معدل الإرهاق الذي ً ياضين ووجد انه لا يؤثر سلبيا يعود لمستواه الطبيعي بعد إنتهاء رمضان.  
 

سهم في ُ نصح بصيام بعض مرضى الإنفصام لأنه يتسبب في بعض تغيرات في خلاياهم المناعية التي ت ُ ولا ي تأخر حالتهم الصحية. 

   
وعلى العكس أثبتت بعض الدراسات أن الصيام له دور إيجابي في بعض أمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد والسكر من النوع الأول ومرض إلتهاب المفاصل الروماتويدي وداء الأمعاء الإلتهابي. فيحسن الصيام من الأعراض عن طريق تجديد الخلايا المناعية التالفة بأخرى سليمة.  

 

نصح بإتباع نظام صحي غذائي متوازن بعد الصيام خلال وجبة الإفطار حتى تتم الإستفادة الكاملة من تأثير ُ وي الصيام على الجهاز المناعي. كما ينصح بتناول وجبات محتوية على الفيتامينات والأملاح المعدنية والبروبايوتك مع شرب كميات كافية من الماء.
 

ويجب الحرص على تناول فيتامين "سي" المتواجد في الحمضيات والفراولة والفلفل والبقدونس وغيرها فالجسم لا يستطيع إنتاجه أو تخزينه، كذلك ينصح بتناول الأحماض الدهنية "أوميجا " من الأسماك الدهنية وبذور الكتان والمكسرات. بالإضافة إلى تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم 3 الحمراء والبروكلي والإكثار من تناول الخضراوات  عد قدر الإمكان عن الأغذية الغنية بالسكر ُ والفاكهة والب والدسم والأملاح والأطعمة المصنعة لما لهم من تأثيرات سلبية على الجهاز المناعي بصفة خاصة وعلى الصحة بصفة عامة.  
ومن الضروري الإقلاع عن التدخين لأن النيكوتين يرهق جهاز المناعة عند دخوله إلى الرئتين ويقلل من عمل الأغشية المخاطية في القصبة الهوائة وبالتالي يسهل مرور الجراثيم دون حماية مما يتسبب في التعرض للأمراض وبذلك يمكن الإستفادة من الصيام للإقلاع عن التدخين وحماية تلك الأغشية المخاطية. 
 

يتضح من كل ما سبق ان ما ذكر يعد القليل من الكثير عن فوائد الصيام وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال "صوموا تصحوا