الباحثة الإعلامية نانسي فودة تكتب: صراع الحق والباطل
منذ خلق الله الإنسان وتعددت الصراعات المختلف في الحياة بجميع أشكالها ظهر صراع الحق والباطل فهما سنة أقام الله عليها هذه الحياة، وأن الحياة لا يمكن أن يسودها الخير فقط ،ولا الشر المطلق، وإنما هو صراع يضع الله فيها العظة لجميع البشر فمهما بلغ من قوة الباطل ففي النهاية ينتصر الحق والعدل .وتعددت التفسيرات لهذا الصراع التاريخي الإنساني، فالبعض يراها بأنها صراع بين الطبقات، والبعض الآخر يراها بين الحضارات لإثبات كل حضارة انتصاراتها وبطولاتها ، والبعض يفسره على أنه صراع من أجل البقاء، في حين أن التفسير القرآني يقرر أن حركة التاريخ لا يحكمها أي تفسيرات وإنما يحكمها صراع الحق والباطل وإثبات العدل في الكون.
فصراع الحق والباطل قد
وقع منذ فجر التاريخ، ومنذ أن وُجد الإنسان في هذه الحياة، وكان من أولي الجرائم و
الأمثلة المعروفة ( هابيل وقابيل ) وهو يمثل الصوره الأولى في هذا الصراع الذي
تمثل في نموذجين من نماذج الحق والباطل. لتكون عظه لجميع البشر إلى قيام الساعة ،
ثم تلاها العديد من القصص المختلفة التي سردتها الكتب السماوية إلى البشر، ثم
ذكرها القرآن الكريم لنا من خلال الصور والآيات القرآنية لتكون موجه ومرشد لنا
أجمع فيضع لنا الأسس الهامة في الحياة البشرية، والعظة الهامه بأن ما يحدث في
الحياة من طغيان الباطل علي الحق فإن إرادة الله وقدرته على إظهار الحق والعدل
نافذة في هذا الكون، وسيظل الصراع قائماً بين الحق والباطل فيكون هناك العديد من
الابتلاءات التي يرسلها الله ليميز الله الخبيث من الطيب، وليعلم الذين آمنوا
ولِيعلم المنافقين، و ليعلم الذين صدقوا ما عاهدوا الله وليعلم الكاذبين. ومن هنا
يستوجب
التمييز بين الحق
والباطل فالتبس على الناس في بعض الوقت معرفة الحق والباطل في كثيرٍ من أمور
الحياة، ولا شك في أنّ هذا الالتباس بسبب عدم وجود معايير حقيقية للحكم على
الأشياء والأحداث والأفكار بالصحة أو البطلان، وقد يكون سبب ذلك في قلّة
بصائرهم وضيق أفكارهم للحكم على الأشياء
بحيث لا يستطيعون الوصول إلى الحقائق والتفريق بين الحق والباطل وكان من أكثر
الأمور التي يمكن الإستناد إليها في التمييز بين الحق والباطل أن الحق مرتبط بكل
فضيلة وخير وتطبيق لتعاليم الله ولسنه نبيه محمد عليه السلام بينما الباطل مرتبط
بكل مذموم وشر ومخالف لقوانين الله في الكون .وأيضا الحقّ تحبّه الأنّفوس ولا
تأباه، بينما الباطل تأنفه النّفوس وتكتمه وتخشى عواقبه، لذلك يفتخر صاحب الحقّ
دائمًا بحقّه ويجهر بالدّفاع عنه وإظهاره، بينما يكونوا أهل الباطل مستخفين يخشون
عواقب أعمالهم ويراعون نظر الناس إليهم فقط فمن طلب عزا بباطل أورثه الله ذلا بحق.
عليكم بكلمة الحق في الرضا والغضب، وبالعدل على الصديق والعدو. من استثقل الحق أن
يقال له أو العدل أن يعرض عليه، كان العمل بهما اثقل عليه. حين سكت أهل الحق عن
الباطل، توهم اهل الباطل انهم على حق. فسيظل الحق والعدل ذات قوة وصرامة وحزم لأنه
هو من يتكلم عن نفسه فمهما بلغت قوة الحضارات من ظلم اندثرت ومحو أثرها ، وذكر
التاريخ بطولات الحق في حضارات أثبتت ذاتها وعز شأنها ،فإذا حادت عن الحق وقعت
وطمس أثرها . فهذا قانون الله في الكون.