الأحد 06 أكتوبر 2024 الموافق 03 ربيع الثاني 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

قرار وقف الدراسة يؤجل قلق الأمهات من الامتحانات

الجمعة 01/يناير/2021 - 12:22 م


جاء قرار تأجيل امتحانات نصف العام ليزيد من قلق الأمهات في معظم البيوت المصرية، بعد أن كانت قد أعلنت معظمهن حالة الطوارئ، خاصة أن كثيرا من طلاب المراحل الانتقالية قد بدأوا بالفعل الامتحانات، سواء العملية أو النظرية والمستوى الرفيع. 

وأكدت معظم النساء أن القرار سيضطرهن لاستكمال مسلسل الدروس الخصوصية، حتى فبراير القادم، وهو ما يزيد من حالات التوتر والقلق التي تعيشها الأسر المصرية في ظل جائحة كورونا.

وقال الدكتور عادل عامر الباحث في شؤون المرأة، إنّ حالة القلق المصاحبة للأم خلال فترة الامتحانات تعوق الطالب أحيانًا عن تلقّي المعلومات وتجعلها أكثر صعوبة، فالمرأة دائمًا تسعى لأن يكون أبناؤها من الأوائل، وبالتالي تطلب منه دائمًا الاستمرار في الاستذكار، ويكون ذلك أحيانًا بالصوت العالي فيشعر الطالب بالقلق ويضطر لسماع كلامها ويذاكر دون وعي، كأنّه لم يقرأ هذه المادة من قبل.

وأضاف "عامر"، أن اقتراب الأم من أبنائها خلال الامتحانات بشكل يخيفهم ويشعرهم بالتوتر والرهبة وأحيانا القسوة، من الإنجاز، يصيبهم بالإحباط وعدم التركيز، وحتى تمر هذه الفترة دون توتر فعلى الأم أن تعرف أولا إمكانيات وقدرات ابنها أو بنتها وعدم مطالبته بأكثر من إمكانياته وقدراته وتعزيز ثقته بنفسه من خلال تشجيعه وإشعاره بالطمأنينة وعدم تأنيبه على الخطأ أثناء الاختبارات وتوفيرها للجو الهادئ المريح بالمنزل والاهتمام بصحة أبنائها من حيث التغذية والنوم الكافي وعدم إظهار القلق والتوتر لهم حتى لا يؤثر ذلك سلبيًا عليهم.

وأضاف الدكتور علاء الغندور استشارى التحليل والتأهيل النفسي والعلاج النفسي السلوكي، أن الامتحانات تحولت إلى مرض "الرهاب"، وهو حالة نفسية وخوف شائع عند الأولاد والأمهات عند بدء الامتحانات ولا يختلف الأمر، إن كان الطلبة فى المرحلة الابتدائية أو الجامعية، وهذا الرهاب ناتج عن الاهتمام المبالغ فيه وتصعيد الخوف من تحمل المسئولية والخوف من الفشل من جانب الأمهات. 
وتابع: "وهو أمر طبيعي وفطري من جانب السيدات ويكون صحيًا إن كان في الحد المعقول، ويدفع للنجاح والتفوق بعزيمه وإرادة قوية على تحقيقه ولكن إن زاد عن الحد المسموح به تحول إلى حالة رعب وأصبح رهابًا مرضيًا مدمرًا يمنع التركيز ويزيد التشتت، فلا تستقر معلومة في العقل وتطير بسرعة". 

واستطرد، وبالتالي تكون النتيجة الفشل أو الحصول على الدرجات المنخفضة، وهناك سلوك سلبي شائع لدى الكثير من الأمهات، يتمثل في التهديد بالعقوبة للأولاد في حالة عدم الحصول على أعلي الدرجات، ويطبقون نظام حياة ومذاكرة صارم فيمنعوا الأولاد من الخروج والزيارات، وهو الأمر الذي يؤثر سلبًا على نفسية الطالب وعلى قدرته على التحصيل.

وشدد الدكتور علاء الغندور على الأمهات لمواجهة هذه الحالة المرضية من خلال الاهتمام بممارسة الأولاد للرياضة واليوجا والتأمل، مع زيادة جرعة الاهتمام والحب لهم وتوفير مناخ المذاكرة المناسب والثناء على جهدهم، وعدم مقارنتهم بزملائهم أو أقاربهم، وعدم التهديد بالعقوبات في حاله عدم التفوق، إضافة إلى منحهم الثقة الكاملة لمواجهة المقف.

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد محمود حسن، أستاذ خدمة الفرد بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية بالقاهرة، أن الخوف هو ظاهرة تواجهها المرأة بشكل عام، ويزداد هذا الخوف على من تحبهم وفي مقدمتهم الأبناء في فترات الامتحانات، ونظرًا لأنها تتحمل العبء الأكبر في متابعة أبنائها في المدرسة تصاب بالتوتر والخوف من عدم تحقيقهم نتيجة جيدة.

وأضاف أن ذلك ينقل التوتر لأبنائها طوال فترة الامتحانات، ومن هنا تبدأ مظاهر هذا الخوف على الأبناء في صور متعددة، منها الشعور بالمرض أو الخوف من عدم اجتياز الامتحان أو النسيان، ويخلق استمرار هذا الخوف أجيال تعاني من بعض العقد النفسية والاجتماعية المؤثرة بطبيعة الحال على شخصياتهم في المراحل العمرية الأخرى. 

وتابع، وهذا الأمر يتطلب تبني برامج تأهيلية للأسرة بشكل عام والأم بشكل خاص لتوعيتها بالأسلوب الأمثل للتعامل مع الأبناء في فترة الامتحانات، والتي من خلالها يمكن توفير حالة من الاستقرار الاجتماعي والنفسي للأبناء، بما يغرس في أنفسهم معارف ومهارات التعامل مع فترات الامتحانات.