هيام داود تكتب.. المسخ
بمجرد ذكر هذه الكلمة يتبادر إلى الذهن أنه شيء غير مرئي غير مقبول، لأن فيه إيحاء لعدم الثقة بالنفس والأبرز عدم الرضا، وهما من الصفات المزعجة جدًا للإنسان عندما يراها أمامه بهذه الفجاجة.
فهذه الشخصية (المسخ) هي الشخصية التي تتقمص الآخر بشكل مرضي وبالتأكيد لا أقصد من يقومون بتقمص وتجسيد أدوار بغرض مهنة التمثيل لكن أقصد وأُعني هؤلاء (المسوخ ) الذين لا يتمتعون بالرضا عن أنفسهم والهبات التي منحها الله إياهم والتي وبالتأكيد هي عطاء وميزة لهم عن الآخرين ولكنهم لا يروا أو يتشوقون إلا بما يمتلكون الآخرين من هبات.
وهذه الصفة القميئة ( المسخ ) لو شعر أصحابها بما وصلوا إليه لابتعدوا دون عودة ولكن يبدو أن صفة ( المسخ ) مرتبطة ارتباطا وثيقا بعدم الإحساس وهي الطامة الكبرى فعدم الرضا بما يمتلكون ومنح الله لهم؛ جعلهم يهبطون يوما بعد يوم بآدميتهم.
وأعتقد
وأكاد أجزم أن الجميع رأي هؤلاء في الواقع وهم من يتقمصون دور الآخرين متكبرين متناسين ما أنعم الله عليهم من هبات لا يروها أو قد يروها في أنفسهم ولكنهم لا يقنعون إلا بما لدى الآخرين.
وبالطبع ومع الوقت لن يستطيعوا أن يتقمصوا طول الوقت؛ لأنها بالتأكيد مجهدة ومرهقة لأنها ليست الطبيعة التي خلقه الله بها فيقومون بالاتجاه
إلى حل آخر وهو السرقة نعم السرقة وليس بالضرورة أن تكون ماديات قد تكون أفكار وكلمات
وأسلوب ومظهر وغيره.
والعجيب كل العجب ومع بلوغ عدم الإحساس الذي أصابهم والذي حولهم إلى (مسخ) في نظر الآخر وهو الجزاء العادل من الله.
تجدهم مازالوا متحرقين ومشغولين بما لدى غيرهم من هبات.
اقرأ أيضًا..