الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

نهى الطالوني تكتب.. نقطة رجوع

الأربعاء 10/نوفمبر/2021 - 11:23 ص
هير نيوز


مسكينة هي عندما توسمت خيراً في الدنيا ، الدنيا التي خذلتها وصفعتها غدراً وإقتصت منها مراراً وتكراراً وكأن كل ذنبها كان في لين قلبها وحلمها بالأمان !

أصيبت بفوبيا العلاقات فكانت دائماً تختار الوحدة تخشي الإرتباط تشكو الله بني آدم و ترجو منه الستر و القوة والرضا عن حالها متمنية يتولى أمرها وحمايتها وكل ما بصدرها من ذكريات مؤلمة فلا ملجأ لها إلا هو ، ورغم حذرها الشديد إلا إنها وقعت في فخ الحب ف رماها القدر بسهام العشق يوماً ، العشق الذي كانت ترهبه تخافه ترفضه حد الجنون والتعقيد والسخرية حد النفور والتعصب والتطرف ، أصابتها اللعنة هي من لا تعرف للغش سبيل في زمن المكر والخداع والكذب والنفاق والخيانة ، إستسلمت لحبها العذري الغير مشروط في زمن يتسم بالأنانية والبرود والتبلد في كل شيء ، كانت تناجي الله دوماً بألا يؤذيها فيما لا تملك عليه سلطان قاصده إياه فهو حبها الوحيد الأول والأخير ، أعطت الكثير من المشاعر بل أعطت كل ما تملك من مشاعر التي هي كانت بمثابة كنز ثمين ممتلئ بالجواهر النادرة لا يحق لأحد الإقتراب منه سواه ، سعت جاهدة بكل ما بوسعها لإسعاده و راحته دون أي مقابل أو شروط أو حدود أو قيود أو إلزام وبكل سذاجة وإفراط وهبت قلبها الأخضر له دون أي ضمانات ، شعرت إتجاهه بالمسؤولية وكأنه طفلها المدلل الذي طال إنتظاره طوال سنين عمرها تتمناه وتترجاه ،،

تحولت لإمرأه حالمة تتنفس بالحب ، تجيد الإستماع لأنين القلوب ، تحسن التعامل مع خفقات الأفئدة ، لا تسوعب سوي كلام العاطفة النابع من عمق الروح ، لا يطربها إلا صوت الحب الذي يدق في القلوب فيملؤها سعادة ترن في الآذان فتطير بروحها لأعالي الغمام ، هكذا حياتها وذاك منطقها ،،،

 

ومع كل عطاءها اللامتناهي كان كل رجائها وإحتياجها أن تستشعر الود والمودة والثقة والتقدير والإحترام فقط مع مَن إستثنت وأحبت ، كان كل أملها أن تحصد ثمار زرعتها الطيبة المخلصة ، رغم كل لحظات القسوة والفقد والحرمان التي عاشتها بجواره إلا إنها كانت متوهمه حين ظنت إنها تستطيع التدخل في تغيير طبيعة من صنع الله ،، المولى عز وجل خلق المرآة عاطفية بالفطرة تقودها غريزة الأمومة وخلق الرجل بعقلية عملية وقلب يمكنه التعدد والتجاوز والتخلي ، لا ينبض إلا لمصلحته وراحته فقط

 

طرح أدباء وشعراء وروائيين كثيرون الفرق بين المرأة والرجل بخصوص مفهوم كلاهما عن الحب:

أنيس منصور ( الحب مرحلة من حياة الرجل ولكنه كل حياة المرآة )

مدام دو ستايل ( الحب هو تاريخ المرآة وليس إلا حادثاً عابراً في حياة الرجل )

توفيق الحكيم ( ليس للنساء عمل في الحياة سوى الحب ، أما حياة الرجل فهي حب العمل ومن هنا بدأ سوء التفاهم )

 

ومن هنا كانت الأزمة ومن هنا حقاً بدأ سوء التفاهم

كان يجب منذ البداية لتجنب تلك الفجوات والفاجعات المريرة التي حدثت في علاقات عديدة أن تدرك المرآة مدى إختلافها الكلى والجزئي عن ثقافة الرجل في العقائد والتكوين والصفات والتفكير والأولويات ، كان ينبغي أن تسأل نفسها إذا كان يمكنها التكيف مع هذه الفروقات الجذرية أم لا .. وإذا كانت تستطيع التحكم والتوازن في عواطفها أم لا .

 قبل دخولها بئر الظلمات والوجع الذي قذف بها وبغيرها داخل دروب الأحزان والإحباط واليأس والرخص والإهانة وقبل الإمساك بأمل لن ترى له خيطاً حقيقياً يصل بها إلى بر الأمان والسلامة والسلام

 

وبهذا نكون وصلنا للسبب المنطقي للأزمة  هو مجازاً وهي حقيقية هو أقاويل وهي أفعالاً هو رجل وهي أم هو عمل وهي حب

 

بالطبع تمنحنا الحياة حق التجربة والإختيار لكن ينبغي على بنات حواء ألا ينجرفوا مع تيار الوهم فالحياة أقسى من أن تمن علينا بما نرجوه كما تمنينا ، فالحب الأسطوري موطنه الروايات الخيالية فقط .. إياكِ والخضوع لضعف إرادتك وعواطفك ، أصلبي ذاتك وقاوميها فنحن جميعاً نتعلم دروساً جديدة مع كل حدوتة فلا تسمحي لشيء يحطمك لطالما عرف السبب بطل العجب فالأمر كله يرجع لله وطبيعة خلقه .. أفيقوا يرحمكم الله

ads