السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

رضا حسن يكتب: الطفل الشجاع

الخميس 04/نوفمبر/2021 - 12:27 م
هير نيوز


كتب مؤرخو "الحملة الفرنسية" على "مصر" قصة عجيبة حدثت لهم في معسكرهم في قرية صغيرة تابعة لمحافظة "بني سويف" ..

 وبدأت أحداث القصة عندما تمركز الجنرال الفرنسي "ديزيه" في هذه القرية، ولفت نظره اختفاء كمية من الأسلحة من المعسكر

ثم تكرر الأمر في الليلة التالية .. ولهذا تم تشديد الحراسة والمراقبة في المعسكر

 وخلال المراقبة رَصد الفرنسيون صبيٌّ صغير عمره ( 12 ) عاماً فقط  يتسلل إلى المعسكر في الليل ويجمع ما يستطيع حمله من البنادق ليقدمها للمقاومة الشعبية

فطارده جندي فرنسي حتى أصابه في ذراعه وأسره

 استدعى الجنرال "ديزيه" الصبي، وسأله: "لمَ تسرق أسلحة الجيش الفرنسي؟"

قال الصبي: "لأنها أسلحة أعدائي وأعداء بلادي"

فقال الجنرال: "من حرّضك على هذه الجريمة؟"

رد الصبي: "ألهمني الله أن أفعل ما فعلت" !

قال الجنرال: "هل تعرف أن عقوبتك هي الشنق؟"

فقال الصبي: "هذا رأسي فاقطعه"

 عندها أراد الجنرال أن يختبر شجاعة الصبي فأمر بإعدامه ..

ولكن العجيب أن الصبي لم يبكِ ولم يصرخ ولم يطلب العفو، بل رفع رأسه إلى السماء وتمتم ببعض آيات من القرآن الكريم

أُعجب الجنرال بموقف الصبي وصلابته، فاستبدل حكم الإعدام بالجلد 30 جلدة تحملها الصبي في صبر وجلادة.

بعد انتهاء حكم الجلد قال له الجنرال: "يا بني، سأكتبُ في تقريري اليوم إنني قابلتُ أشجع ولد في الصعيد، بل أشجع ولد في العالم كله

وقال المؤرخ الفرنسي "فيفيان دينون" الذي كان شاهداً للواقعة: "لقد عرضتُّ على الصبي أن أتبنّاه وأن أكفل له مستقبلاً سعيداً"

 ولكن الصبي رد عليه، قائلاً: "ستندم على تربيتي، لأنني سأقتلك وأقتل معك من أستطيع من أعداء وطني"  الله_أكبر

 الشجاعةوالایمان بما هوحق وعدم الخضوع للذل والانتماء للحریة في الحیاة لا یتعلق ولا ینتسب فقط الی کبراء السن والعقلاء إنما هو شعور إیجابي یتبلور ویغرس منذالصغر في وجود الإنسان الحر.

 المصادر :

المؤرخ "فيفيان دينون" في كتابه "رحلة الوجه البحري و مصر العليا أثناء حرب الجنرال بونابرت"، الجنرال "بليار" في مذكراته.


ads