حياة مرشاد.. رائدة الحراك النسوي فى لبنان
حملت على عاتقها قضية النساء ودافعت عن كل النساء، بإيمان مقدس بأنها ستنجز ولو كان الطريق شاقًا، فلم تيأس أو تعرف التقصير تجاه قضيتها، ولم تساوم لنسويتها، التي هي جزء من جوهر كيانها، فكانت صادقة مع نفسها وفي مشاركتها وسعيها المتواصل الدؤوب لإحداث التغيير الذي تطمح له هى وجميع النساء.. إنها حياة مرشاد، الحقوقية التى دافعت عن قضية وجود المرأة.
حياة مرشاد، ناشطة نسوية وصحفية حقوقية ، ولدت فى لبنان، حصلت على ليسانس الأداب قسم اللغة الانجليزية من "الجامعة اللبنانية" عام 2010 ، كما حصلت على دبلوم في التنمية والمساعدات الإنسانية من "الجامعة اللبنانية الأمريكية"، كرست وقتها وجهدها لضمان حصول النساء على العدالة والمعلومات والحماية والحقوق.
فهى مؤسسة ومديرة البرامج في المنظمة النسوية "fe-amle"، وهي حراك جمعي نسوي رائد في لبنان ومسؤولة التواصل والإعلام في "التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني" منذ مارس2013، كما أنها مدرّبة في مجال الاتصالات والحملات منذ 2011، ومديرة التحرير في "موقع شريكة ولكن".
شغلت عدد من المناصب ، منها منصب مديرة المشروعات في "مجموعة الأبحاث والتدريب للعمل التنموي" بين 2009 و2013، وباحثة في المجموعة ذاتها بين 2010 و2012، ومحررة في "موقع بوابة لبنان للمعرفة والتنمية" بين 2009 و2013، وعملت كمنسقة برامج ومشروعات ومسؤولة إعلامية في عدد من المنطمات النسوية، بالإضافة إلى التدريب على قضايا الجندر والإعلام.
واخترقت " حياة"، المجال الاذاعى والتليفزيونى ، كمراسلة صحفية ومعدّة برامج مع عدد من المؤسسات الإعلامية اللبنانية، فكانت مقدمة ومنتجة للبرنامج على "إذاعة صوت الشعب"، ومراسلة لكل من "قناة الجديد"، وقناة أو تي في "OTV"، إضافة الى كونها صحفية في "جريدة النهار"، و"مجلة النداء".
أطلق عليها التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني لقب "الثائرة النسوّية"، نظرًا لنضالها فى كل ما يتعلق بقضايا المرأة العربية بشكل عام ، واللبنانية على وجه التحديد في سبيل تحقيق العدالة والمساواة لجميع النساء والفتيات، فكانت مصدر إلهام لغيرها ونورًا لحياة جديدة لهن.
دافعت حياة مرشاد، عن مجموعة من القوانين التى من شأنها الاهتمام بمصلحة المرأة، ومنها "قوانين الأحوال الشخصية الطائفية حيث كانت غالبيتها تمييزية ضدّ النساء ،وملف الحضانة بشكل خاص، فكانت دائما بمطالبة بإقرار قوانين مدنية لحماية حقوق النساء.
ورغم كل المصاعب والكبوات، صارت على نهج النساء عبر التاريخ، فى نضالهن ، فكانت من متحديات النظام الأبوي، وواصلت كفاحها من خلال التضامن والعمل بروح الأخوة والحب، وطالبت بمستقبل تسوده العدالة والمساواة .
ونظراً لإصرارها على تحمل عبء قضيتها التى آمنت بها ، وبأنها ليست قضية فردية وإنما هى قضية حياة ووجود ، كانت "حياة" جديرة وقديرة على أن تحتل رأس قائمة الـ "بي بي سي" لأكثر 100 امرأة ملهمة ومؤثرة لعام 2020، وتأتي أهمية هذه االقائمة في تسليط الضوء على النساء اللواتي قدّن التغيير وأحدثن فرقاً خلال هذا الوقت المضطرب الذي نعيشه في العالم، بسبب جائحة كورونا، وأسباب أخرى.