سعاد خفاجي تكتب: عذرًا خديجة
كنت صغيرة لا أعلم شيئًا سوى أنى أريد الفرحة واللعب، كنت أحلم كثيرًا وأتمنى الكثير والكثير، لكن لا يمكن تحقيق أي شىء إلا عن طريق والدتى، وهنا كانت العقبة، فأنا أطلب.. والرد محفوظ ما بين "إن شاء الله" أو "بكرا"، ومر الوقت، لا "بكرا" جاء، ولا "ربى قد شاء".
وها أنا أكرر نفس "الحكاية"، لكن مع ابنة أخى.. "خديجة"!
فعذرا "خديجة".
من أهم العلامات النفسية التى رسما الزمن داخل جدران نفسى، هى الوعود التي لا تحقق، والتي يصعب الاعتياد عليها، التى تحمل الكثير من الأوجاع، ولم يعد في القلب قوة لمقاومتها، فقد أنهكته الوعود الكاذبة، وما زلت حتى الآن.. لا أستطيع إدراك ذلك الترابط في ثقافتنا بين "الوعود" و"عدم الوفاء بها"؟ّ!
لماذا نقدم وعودًا إذا لم يكن باستطاعتنا أن نوفى بها، فالقلب ذوبه الرجاء في "بحور عدم الوفاء".
لا أستطيع إحصاء الوعود التي مرت علىّ في حياتى ولم تتم، بسبب عدم المسئولية والانتباه للكلام حين يفارق ألسنتنا من دون حساب، هل الوعود طريق للصعود، أم منحدر نحو السقوط السريع في محيط الأوجاع ورسم الشروخ بالقلب، الذى ملّ عدم مسئولية الآخرين وعدم مراعاة أحلامنا التي تتحطم.
كما تدين تدان.. نعم.. فمثلما لا تفى بالوعد.. فلن تحصل على البهجة المأمولة!
أتدرون مدى السعادة التي تغمر الروح عندما يرى الإنسان وعدًا ما يتحقق أمام عينيه؟!
عذرًا.. ليس الكل يعلم، لأن من اعتاد عدم الوفاء بالوعود، لا يملك الكثير من المفاهيم ولا يدركها وأولها "المسئولية".
لم يعد مفهوم المسئولية موجودا في قاموس الكثيرين، فهو لا يتطلب معرفة علمية، بل خبرة عملية ودراية بأسرار الحياة ذاتها.
رجاء.. رجاء.. فكروا قبل إطلاق الوعود!
ورجاء آخر.. لا تمدوا حبال الوهم والأحلام لأقرب الأقربين، بل واجهوهم بالحقيقة من دون وعود زائفة، أو إطلاق العنان لأحلام لن تتحقق.
أرجو مراعاة الحق في الحلم.
أتعلمين يا أمى.. لقد كبرت.. وأصبحت من دون أدرى.. أعد ولا أوفى!