الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

"سيدة التناقضات" نجاح العطار..أول إمرأة تتولى نائب رئيس الجمهورية في سوريا

الإثنين 25/يناير/2021 - 12:51 م
هير نيوز

ظهرت الكثير من النماذج النسائية الناجحة فى الدول العربية فى السنوات الاخيرة، وفى سوريا، كانت هناك من سميت " سيدة التناقضات "، بكل تجلياتها، يسارية درست الإسلام، متحررة حافظت على التقاليد، وتقلدت أعلى المناصب بلا انتماء سياسي، وتدرجت فى المناصب الرفيعة حتى اصبحت نائب رئيس الجمهورية في سوريا منذ 23 مارس 2006، وأول امرأة عربية تصل إلى هذا المنصب.. إنها نجاح العطار

نجاح العطار، من مواليد مدينة دمشق في 10 يناير 1933، والدها رضا العطار أحد أشهر رجال القضاء الشرعي في سوريا ومعروف بالتزامه الديني، تلقت تعليمها الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس دمشق حتى حصلت على الشهادة الثانوية عام 1950، وانتسبت إلى كلية الآداب وتخرجت عام 1954، ثم حصلت على دبلوم التربية عام 1955، وعلى دبلوم الدراسات الإسلامية 195، وسافرت لبريطانيا، مع زوجها اللواء الطبيب ماجد العظمة صاحب الفكر اليساري، لمتابعة تحصيلها العلمي فحصلت على الدكتوراة بدرجة شرف عام 1958 من جامعة أدنبرة في إنجلترا، كما حصلت على شهادات في العلاقات الدولية والنقد الأدبي والنقد الفني.

عند عودتها إلى دمشق بدأت بالتدريس في المدارس الثانوية، ثم انتقلت إلى العمل في وزارة الثقافة والإرشاد القومي ضمن مديرية التأليف والترجمة، لتصبح بعد ذلك مديرتها،ثم شغلت منصب وزيرة الثقافة من عام 1976 حتى عام 2000 في عهد الأسد الأب، الذي كان يقربها إليه، سيما أنها اختارت الوقوف مع نظامه في الثمانينات خلال حربه على الإخوان المسلمين.

وخلال فترة توليها وزارة الارشاد القومى نجحت فى اكتشاف آثار حضارة إيبلا،كما أقامت مجموعة من المعارض الأثرية،وساهمت في إطلاق أول مشروع لإنشاء متحف للفنون في سوريا، كما أشرفت على بناء المعهد العالي للفنون المسرحية والمعهد العالي للموسيقى ومكتبة الأسد ودار الأوبرا، وكانت عضو في المكتب التنفيذي لإتحاد الكتاب العرب، وجمعية النقد الأدبي.

وجد فيها حافظ الأسد مشروعًا نسويًا وثقافيًا مميزًا يخدم إمبراطوريته العائلية الناشئة، فاستدعاها وعينها سنة 1976م وزيرةً للثقافة، لتكون أول امرأة تتقلد منصب وزير في حكومة الأسد، ثم جعلها بشار الأسد نائبة له سنة 2006 لتكون اول نائب رئيس الجمهورية للشؤون الثقافية، لمتابعة تنفيذ السياسة الثقافية في إطار توجيهات الرئيس.

فكانت أول امرأة في العالم العربي تشغل منصب وزيرة، طيلة عهد الأسد الأب، ومن ثم أول امرأة عربية تشغل منصب نائب رئيس جمهورية في عهد الأسد الابن، كما سبق وكلفها بتأسيس مركزٍ للدراسات الاستراتيجية والإقليمية.

انضمت الى عدد من المؤسسات ونالت العضوية، فكانت عضوا في المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب، وعضو في جمعية النقد الأدبي، وفي 22-3-2006 تم تعيينها نائبًا لرئيس الجمهورية العربية السورية بشارالأسد، مفوضة بمتابعة السياسة الثقافية، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب في سوريا، كما تولت رئاسة مجلس أمناء جامعة القلمون الخاصة منذ افتتاحها، وهي أولى الجامعات الخاصة المفتتحة بسوريا في العام 2003، وغادرت هذا المنصب في 2010، وحاصلت على إجازة في الآداب والعلوم الإنسانية عام 1954.

ولعبت العطار بصفتها شخصية مستقلة لا تنتمي للحزب الحاكم، دورا معتدلا من خلال عملها في وزارة الثقافة، ومن ثم نائب الرئيس، فعدا عنايتها بالترجمات وما أنجزته ثقافيا وفكريا على المستوى المحلي والعربي، لم تميز بين المثقفين من مختلف التيارات السياسية والفكرية، وحاولت دائما رعايتهم وتوفير ما أمكنها من حماية وغطاء لهم، مستندة إلى العلاقة الشخصية بالعائلة الحاكمة، إذ كانت تصطدم بين فترة وأخرى مع الأجهزة الأمنية والحزبية. إلا أنها لم تغير من علاقاتها مع المثقفين، رغم تسلمها أرفع المناصب، وحافظت على تواصلها معهم عبر فتح مكتبها دائما لاستقبالهم وتبادل الأفكار والاطلاع على مشاكلهم والمساهمة في حلها ضمن ما تسمح به الهوامش المتاحة لها من قبل النظام.

وكانت العطّار عضوا في المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب، وعضوا في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، وواصلت لسنوات طويلة كتابة الدراسات النقدية في الشعر والرواية والمسرح، وكتابة الزوايا الصحافية الأسبوعية، ومقالات كثيرة في الأدب السياسي، وأصدرت عددا من الكتب في الأدب والنقد والسياسة والدراسات المختلفة. كما أولت اهتماما خاصا بالمجمع العلمي بدمشق، إحدى أقدم المؤسسات اللغوية في العالم العربي.

ولها مجموعة من الكتب والمؤلفات منها: أدب الحرب -دراسة بالاشتراك مع حنا مينة- دمشق 1967، من يذكر تلك الأيام - قصص بالاشتراك مع حنا مينة- دمشق 1974، نكون أو لا نكون -مقالات- جزأن- دمشق- 1981، من مفكرة الأيام -مقالات- دمشق 1982، أسئلة الحياة- مقالات- دمشق 1982، كلمات ملونة، إسبانيا وهمنغواي والثيران، النسيج الثوري بين آذار وتشرين.

ونالت العطار عددا من الأوسمة الرفيعة، منها وسام «الصداقة بين الشعوب» الممنوح من رئيس مجلس السوفيات الأعلى لاتحاد الجمهوريات السوفياتية الاشتراكية سابقا، ووسام «الثقافة البولونية»، ووسام «الاستحقاق برتبة الضابط الكبير» من الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران عام 1983. ووسام «جوقة الشرف برتبة كوماندوز» من ميتران أيضا عام 1992.
وحصلت كذلك على وسام «السيدة العظيمة» من فرسان مالطا، ووسام «الصليب المقدس» من الرئيس البولوني عام 1999. وكذلك وسام «الكنز المقدس ذو الوشاح الكبير» في أرفع درجاته من إمبراطور اليابان عام 2002 وميدالية الشرف من الرئيس التشيلي عام 2004.

ads