جرائم الأباء ضد الأبناء عرض مُستمر.. و«محامي» يكشف ثغرة في قانون العقوبات
الأربعاء 20/يناير/2021 - 05:34 م
نادية أحمد
هالة منصور: والدة طفلة التعرية "غبية".. والمجتمع فقد صلاحية التعاطف مع الأطفال
وفاء المستكاوي: الشك في النسب تُعاقب عليه الأمهات وليس للأطفال دخل فيه
نادية جمال الدين: الزوج ضعيف الشخصية وأتوقع تكرار جرائم مماثلة مستقبلًا
أشرف فرحات: الأشغال الشاقة المؤبدة "عقوبة" تنتظر والد طفلة التعرية بالدقهلية
"الضنا غالي".. ربما لا تكون هذه المقولة الشهيرة صحيحة في كل الأحيان، فهناك بعض الأمهات والآباء لا يستحقون ذلك اللقب، لفراغ قلوبهم من كل معاني الرحمة والأخلاق والأمومة والأبوة، حيث انتشرت في الآونة الأخيرة مجموعة من الجرائم التي تقشعر لها الأبدان بعد أن أًصبح الأم والأب هما أبطال الحكاية والأطفال هم المجني عليهم.
فعلى مدار الساعات القليلة الماضية، تم تداول مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، لشخص يقوم بتجريد ابنته، وهي طفلة رضيعة من ملابسها، ويحاول حرقها انتقامًا من والدتها، فيحاول شخص أخر تخليصها منه، ولكن الأب يمنعه، وتزحف الطفلة عارية تمامًا في الشارع، ويهدد الأب الجيران من مغبة التدخل لإنقاذها، وسط صرخات عدد من النسوة واستغاثات من شرفات المنازل أثناء التقاط بعضهم لهذه الواقعة.
ادعاء الرجولة يدل أننا في حالة خطر
الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الإجتماع، قالت: "إن الأم تمتلك غباء اجتماعي؛ لعدم استطاعتها التعامل مع زوجها وحل جميع الأزمات والمشاكل، دون تدخل الأطفال طرفًا فيها، مُستنكرًة سلبية المواطنين والشارع المصري في التعامل مع تلك الواقعة، حيث كان من المفترض أن يتدخلوا لإنقاذ الطفلة قبل حرقها وتجريدها من ملابسها.
وتابعت"هالة" لـ"هير نيوز": "لهذه الدرجة وصل بنا الجبن والأنانية"، مُشيرًة إلى أن تصرف الأب بهذه البشاعة يُؤكد عدم إنسانيته وتجرده من مشاعر الأبوة، وعدم إدراكه للواقع المحيط به، وادعاء الرجولة يدل أننا في حالة خطر".
وأكدت أستاذ علم الإجتماع، أن الوقائع المتكررة بكثرة خلال الفترة الماضية لجرائم العنف ضد الأطفال تدل على أن المجتمع فقد كل صلاحياته في التعاطف وتحمل المسؤولية، كما أصبحت حماية الطفل في خانة "كان"، مُشيرة إلى أن المحتمع يعاني من مرض شديد ولابد من معالجته.
وعن كيفية مواجهة هذه الأزمة والجرائم السائدة، أشارت إلى أننا في أمس الحاجة إلى أبحاث ودراسات اجتماعية ونفسية لمعرفة أسباب وصول هذا الأمر البشع إلى هذا الحد فى الشارع المصرية، ومعرفة كيفية معالجته من ناحية الدين وعلماء وأئمة المساجد لتوضيح الدين المعاملة.
دفع الأطفال ثمن الاختيار الخاطئ مرفوض تمامًا
ووصفت الدكتورة وفاء المستكاوي، استشاري علم النفس، واقعة رضيعة الدقهلية بأنها "متجردة المشاعر الإنسانية"، مؤكدًة أن هذه الجريمة لا يقبلها مجتمع أو دين أو قانون، خاصة وأن الأب تجرد من جميع مشاعر الأبوة.
وأكدت "وفاء" لـ"هير نيوز"، أنه لايوجد أي سبب مقنع في ارتكاب الأب والأم هذه الجريمة، كما أن الخلافات الأسرية أو الشك في النسب لابد أن تعاقب الأم عليه وليس الأبناء كما يحدث دائمًا، لافتًة إلى أن دفع الطفل ثمن اختياره الخاطئ أمر يرفضه المجتمع رفضًا قاطعًا، ولابد من محاكمته؛ ليُصبح عبرة أمام الجميع.
وأشارت استشاري علم النفس، إلى أن الخلافات الأسرية التي تنشب بين الأب والأب كثيرًا، ليس حلها رمي الطفلة في الشارع أمام المارة، ومن الممكن اللجوء لأي وسيلة لحل تلك الخلافات.
الضغوط الحياتية هي السبب
وأكدت نادية جمال الدين، استشاري العلاقات الأسرية والزوجية، أن وقوع الزوج والزوجة في العديد من الضغوط الحياتية ينتج عنه ضعف الشخصية، مما يدفعهم إلى ارتكاب تصرفات هستيرية غير متوقعه، مُشيرًة إلى أن الزوج في واقعة "رضيعة الدقهلية" ضعيف الشخصية، لم يستطيع التعبير عن غضبه إلا من خلال هذه التصرفات.
وتابعت "نادية": الزوج اعتقد أن نقطة ضعف الزوجة نجلتها، فقام بالضغط عليها من هذا الجانب"، مُشيرًة إلى أن الفترة المٌقبلة ستشهد وقائع أخرى على هذا النمط.
إجراءات لحماية رضيعة الدقهلية
وفي ذات السياق، أكدت الدكتورة سحر السنباطي، أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، عن اتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة، بشأن الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يظهر فيه أب يقوم بحمل طفلته الرضيعة، ووضعها على الأرض، بالطريق وتجريدها من ملابسها مهددًا بحرقها، موجهًة على الفور بإحالة الواقعة لمكتب حماية الطفل، بمكتب النائب العام.
وأكدت "سحر"، أن هذه الواقعة تشكل تعريض الطفلة للخطر، وتهديد حياتها وسلامتها وأمنها، كما تتضمن واقعة هتك عرض للطفلة بتجريدها من ملابسها بالطريق العام، طبقًا للمادة 268 من قانون العقوبات، فضلا عن ما قد تشكله من جريمة شروع في قتل، حال ثبوت قيامه بمحاولة إشعال النيران بها.
محامي بالنقض يكشف ثغرة في قانون العقوبات
كما أشار عصام هلال، المحامي بالنقض، إلى أن جرائم العنف التي يرتكبها الآباء ضد أبنائهم ترجع لعدة أسباب، أولًا، أن الأب دخل لحالة نفسية غير مستقرة وأصبح غير طبيعي، ثانيًا، أسباب اقتصادية، أو بسبب الخيانة الزوجية، لافتًا إلى أن قانون العقوبات نظم جرائم القتل بأنواعها وتم تقسيمها لثلاث تقسيمات، هي،قتل خطأ وقتل عمد، وقتل عمد مع سبق الاصرار والترصد.
وأضاف "هلال"، إن المادة 230 من قانون العقوبات والمادة 235 يجرمان ارتكاب الأب جرائم ضد الأطفال، لافتًا إلى أنه في بعض الأحيان نلاحظ أن بعض القضاة يستخدمون المادة 17 من قانون العقوبات في الرأفة، ويخففون الحكم، مراعًاة منهم لظروف الواقعة وأن المتهم فيها أب.
وأوضح محامي النقض، أن هناك الكثير من الأحكام في قانون العقوبات تتصدى لمثل هذه الجرائم، ولكن لابد من تشديد العقوبات لمثل تلك الجرائم؛ لكي يصبحون عبرة للآخرين، في عدم ارتكاب هذا الجرم.
عقوبة واقعة رضيعة الدقهلية
ومن جانبه قال أشرف فرحات المحامي، إن الأب توجه له عدة تهم باعتباره الولي الطبيعي على الطفلة، متوقعًا أن تدخل نجدة الطفل على خط هذه الواقعة وتتقدم ببلاغ للنائب العام ضد هذا الأب.
وأضاف "فرحات" لـ"هير نيوز"، إن الأب ستوجه له أيضا تهمة هتك عرض الطفلة، لأنه قام بتعرية جسدها، للإساءة، والشروع في ارتكاب الجريمة لأن شهود عيان ذكروا أنه أقدم على حرق الطفلة كما ورد في الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا يمثل شروعًا في ارتكاب الجرم.
ولفت "فرحات" إلى أن المتهم سيعاقب بعقوبات متنوعة على حسب الجرم، ومن المرجح أن تكون الأشغال الشاقة المؤبدة.