بقلم عبدالمحسن الحارثي: والدٌ يشكو.. وأُمٌّ تبكي..!!
الإثنين 05/يونيو/2023 - 06:35 م
العقل أساس التكليف في الشريعة؛ إذ أجمعت الشرائع السماوية على وجوب حفظ العقل، وهو من الضرورات الخمس.
إن أمةً لا تحافظ على عقول بنيها لَأُمةٌ ضائعة. ومنذ أن بزغ فجر الإسلام وهو يلقى من أعدائه صنوفًا من التحديات، وألوانًا من الهجمات، متنوعة الصور والأساليب.. هدفهم تدمير عقول الشباب؛ حتى يطفئوا نور الإيمان الوضاء؛ قال تعالى: {... وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا...}.
لسنا بمنأى عن أم الخبائث؛ فهي داء عالمي، لكن أعداء الأمة وجهوا بوصلتهم نحو شباب الأمة العربية والإسلامية؛ ليصبحوا أشباحًا بلا أرواح، وأجسامًا بلا عقول.. وما قيمة المرء إذا فسد عقله ومزاجه؟!
قال الحسن البصري - رحمه الله-: "لو كان العقل يشترى لتفادى الناس في ثمنه، فالعجب ممن يشتري بماله ما يفسده".
قال المنظِّرون: "إن خطر المخدرات وتأثيرها المدمر أشد فتكًا من الحروب التي تأكل الأخضر واليابس، وتُدمِّر الحضارات، وتقضي على القدرات، وتعطل الطاقات"؛ لذا فالمخدرات أخطر من المدافع والصواريخ؛ لأنها تقضي على الأمة في أعز ما تملك، وهو عقول شبابها!!
المسكرات والمخدرات فتكت بالناس أشد من فتك الطاعون والحروب والمجاعات، ودمرت الأخلاق، وأذهبت العقول، وأضاعت الثروات، وجلبت الكوارث.
إنها الحروب اللاأخلاقية؛ فهي من أخطر الحروب ضراوة، ومن أشرس تحديات ورسائل الأعداء في شن حرب المسكرات والمخدرات، وتصديرها لبلاد المسلمين.. ولو لم يوجد رواج لها لما استفحلت الظاهرة، وتعدت كل الظواهر، بالرغم من كل ما فعلته وتفعله الأمة العربية والإسلامية من تحصين وتوعية وتثقيف وعقوبة، لكن الخرق اتسع على الراقع؛ بسبب هذه الحرب القذرة والشرسة.
مشكلة العصر الحاضر وكفى هي: ضعف الوازع الديني، وتدني مستوى التربية الإسلامية لدى الكثير من الأجيال؛ كل ذلك تسبب في حدوث الخواء الروحي، والفراغ الكبير، والتقليد الأعمى، وجلساء السوء!!
هذا الوباء لغم يهدد الحضارة بالتفجير، ويزيد من غور الجرح، وعمق المأساة، ويهدد أيضًا القيم بالزوال، والأخلاق بالقتل.. ولا بد من الوعي بحقائق الأمور، وإدراك حجم الخطر.
لذا، على رجال العلم وأهل الرأي وحَمَلة الأقلام الدور الكبير في تحصين الناشئة من الفتن المتلاطمة؛ فالسر يكمن في كلمة وجيزة، تفعل أكثر مما يفعله السحر.
وأنتم أيها الآباء أحسنوا رعاية أولادكم، ذكورهم وإناثهم.. عليكم إيجاد محاضن صالحة للأبناء. ويأتي دور المؤسسات التربوية والتعليمية، ودور المؤسسات الاجتماعية والأندية، في توفير المناخ المناسب الملائم.
نقلا عن سبق
ونقدم لكم من خلال موقع هير نيوز، أخبار وتقارير، صاحبة المعالى، منوعات، فن وثقافة، كلام ستات، بنات، هير فاشون، حوادث، رياضة، صحتك، مال وأعمال، توك شو، مقالات، دنيا ودين.