رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف
هير نيوز هير نيوز
رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف

بقلم علي الشريمي: فصل الاختبارات عن الدراسة ضرورة تربوية

هير نيوز

بقلم علي الشريمي: فصل الاختبارات عن الدراسة ضرورة تربوية.. في لحظة حساسة من كل عام دراسي، تتهيأ المدارس لمرحلة الاختبارات النهائية، وهي المرحلة التي يُفترض أن تُمنح للطالب والمعلم بكامل هدوئها وتركيزها، لا أن تُدمج وسط زحام الحصص وضغوط الجداول اليومية. إلا أن القرار الأخير الذي أُعلن رسميًا بتنفيذ اختبارات نهاية الفصل الدراسي الثالث خلال اليوم الدراسي، مباشرة بعد العودة بأسبوع واحد من إجازة عيد الأضحى، يثير تساؤلات جوهرية لا يمكن تجاهلها.

بقلم علي الشريمي: فصل الاختبارات عن الدراسة ضرورة تربوية.. كيف يُمكن لطالب أن يبدأ يومه بحصص دراسية مكتظة بالمعلومات، ثم يُطلب منه - في اليوم ذاته - أن يخوض اختبارًا نهائيًا في مادة قد تحدد مصيره الأكاديمي؟ أي مستوى من التشتت والانهاك العقلي سنحمّله لأبنائنا في يوم واحد؟ ثم كيف لمعلم يُكلف بالتدريس صباحًا، ثم مراقبة لجان، ثم تصحيح أوراق في نهاية اليوم، أن يحافظ على جودة أدائه ومصداقية تقييمه؟

بقلم علي الشريمي: فصل الاختبارات عن الدراسة ضرورة تربوية.. الأمر لا يتوقف عند الإرهاق الذهني، بل يتعداه إلى ارتباك إداري حتمي داخل المدرسة. في بعض المدارس، الصف الواحد قد يضم أربعة إلى خمسة فصول مختلفة، فكيف ستُنظم اللجان؟ فما بالك وأن تتحدث عن ثلاثة صفوف مثلا في مرحلة متوسطة أو ثانوية في كل صف فيه أربعة إلى خمسة فصول! ومن يضمن صمت القاعات في وجود طلاب لا يزالون يدرسون في الجوار؟ بل ما مصير الجدول الزمني اليومي للمدرسة حين تتحول بعض ساعاته إلى اختبارات؟ إنها أسئلة تنظيمية لا تجد إجابة واضحة أمام هذا القرار.

بقلم علي الشريمي: فصل الاختبارات عن الدراسة ضرورة تربوية.. في الأنظمة التعليمية المتقدمة، تُفصل أيام الاختبارات تمامًا عن أيام الدراسة، إدراكًا لاختلاف طبيعة كل منهما. فمثلًا، فنلندا، التي تُعدّ من أعلى الدول تصنيفًا في جودة التعليم، تعتمد على تقييمات فصلية تُنفذ في بيئة مرنة ومستقلة، وتُمنح المدارس حرية تنظيم جدول الاختبارات بعيدًا عن الجدول الدراسي اليومي. وفي سنغافورة، المعروفة بدقتها التنظيمية، تخصص أيام محددة للاختبارات، وتُعطل فيها الدروس تمامًا لضمان بيئة تعليمية متفرغة. أما بريطانيا، فتخصص جداول وطنية منفصلة للاختبارات النهائية (GCSE, A-levels)، وتُلغى جميع الحصص في تلك الأيام، في حين تفصل كندا والولايات المتحدة أسبوعًا كاملاً يُعرف بـ«Exam Week» لتُمنح المدارس الوقت الكافي لإدارة العملية بشكل مستقل.

بقلم علي الشريمي: فصل الاختبارات عن الدراسة ضرورة تربوية.. هذه النماذج ليست رفاهية تعليمية، بل إجراءات مدروسة تحمي جودة التقييم، وتؤمن بيئة عادلة للطلاب والمعلمين. فهل من الحكمة أن نتجاهلها ونُجرب نموذجًا لم تثبت جدواه؟

لسنا ضد التغيير، بل معه، شريطة أن يكون مدروسًا ومبنيًا على أسس تربوية وتنظيمية. ما نحتاجه هو إعادة التفكير في هذا القرار، ومنح المدارس مرونة تطبيقية في تنظيم اختبارات الفصل الثالث، بما يراعي واقعها وإمكاناتها. بل الأجدر أن تُفصل أيام الاختبارات عن اليوم الدراسي المعتاد، وأن يُمنح الطالب حقه في التركيز، والمعلم حقه في الإعداد والتصحيح، بدلًا من أن يتحول اليوم الدراسي إلى سباق مرهق لا يُرضي أحدًا.

صاحب القرار أمامه فرصة للمراجعة، ليس لأننا ضد الكفاءة، بل لأننا نؤمن أن جودة التعليم لا تُقاس بعدد الأيام، بل بنوعيتها، وعدالة ما يُقدم.

نقلا عن الوطن السعودية

تم نسخ الرابط