لماذا تهرب الفتيات من لقب "فيمينيست"؟.. خبير: الإعلام السبب
ظهرت في الفترة الأخيرة مصطلح جديد تطلقه بعض الفتيات على أنفسهن، أو يطلقه عليهن أحدهم، وهو "فيمينيست"، وهو توصيف يطلق على الفتاة أو السيدة التي تدافع عن القضايا النسوية بشدة وبوجه عام، غالبًا ما تشكو ظلم الرجل، أو تمجد في تحمل المرأة لمصاعب الحياة.
على الرغم من فرحة بعض الفتيات بهذا اللقب، الذي يوحي بالدفاع عن حقوقهن، إلا أنه مؤخرًا اتخذت بعض الفتيات موفقًا معادي من المصطلح، وباتت تتهرب من حمل لقب "فيمينيست، خاصة في المرحلة الجامعية وما يليها، جاء هذا موافقًا لما أوضحته "قسمة محمود"، طالبة الفرقة الرابعة بمعهد الخدمة الاجتماعية، والتي توضح أنها تشعر في هذا اللقب بإهدار كبير لحقوق النساء أكثر من الحفاظ عليها، فالمرأة لا تحتاج للقب يعزلها عن المجتمع لتدافع عن حقوقها، وتنميطها داخل لقب بعينه تراه نوع من التقييد لها وليس في صالح حريتها على الإطلاق.
على الصعيد ذاته توضح أنها اشتركت في كثير من الندوات والمؤتمرات خلال فترة دراستها دفاعًا عن حقوق المرأة لكنها لا تنتظر لقب فيمينيست نظير ما تقوم به، من لبنها ندوات مكافحة العنف ضد النساء، وندوات تعريفية بحقوق المرأة بعد الخلع.
"الناس بيشوفوها بنت غير ملتزمة ومحبة للمشكلات".. تقولها مروة شكري طالبة الفرقة الثالثة بكلية الآداب جامعة القاهرة موضحة أن كثير من عائلتها كانوا ينظرون لها على اعتبار إنها فتاة منحلة فقط لأنها تدافع عن حقوق المرأة وحضرت أكثر من ندوة من تنظيم جماعة من صديقاتها النسويات، ما جعل العائلة تراها فتاة منحلة، وغير مرغوبة، بل وقرروا ترويعها بأنها لن تتزوج مستقبلًا، وأن مصيرها أو اللقب القادم الذي سوف تحمله هو لقب لها "عانس" معللين وجهة نظرهم أنه لا يوجد رجل يقبل الزواج من فتاة تتحدث ليل نهار عن حقوق المرأة المهدرة من قبل الرجل، ما ضاعف خوفها من المستقبل، فبدأت تبادر برفض التهمة وإبعادها عن محيطها بالدفاع عن نفسها قائلة "أنا لست فيمينيست".
تقول الدكتورة منال زكريا، أستاذ علم النفس الاجتماعي، إن وجهة نظر الأهل لم تأتي من فراغ، بل جاءت بفعل ما زرعته الدراما والإعلام والمفاهيم التي تقدمها تلك المنابر والتي من شأنها أن تبرز عيوب الشيء وليس مميزاته، ما جعل الأفراد والأسر تنظر للنسويات نظرة غاضبة منهن ومن أفكارهن، موضحة أن الأمر سيأخذ وقته في المجتمع ثم تعود الأمور لما كانت عليه مسبقًا.