الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

أخصائية تربية توضح أسباب التنمر على المصابين بـ كورونا"

الخميس 26/نوفمبر/2020 - 10:13 م
هير نيوز

أكدت الدكتورة هبة صقر، أخصائي تربية خاصة وتعديل سلوك وتخاطب، ومحاضر معتمد من جامعة عين شمس، أن التنمر كسلوك بوادره تبدأ من المنزل، وكيف يتعامل الوالدين مع أطفالهم، فمثلما يتعامل الطفل في البيت يفعل في الشارع والمدرسة.

وأوضحت " صقر" خلال فعاليات الندوة التي أقامتها الكتلة النسائية المصرية، اليوم الخميس، تحت عنوان «التنمر - العناد - الغضب»، أن التنمر يكمن في التعامل بطريقة غير لائقة مع الأخر، بأن يشعر الطفل بأنه يتميز عن الأخر بصفة ما وخاصة القوة الجسمانية، فمعظم من يقومون بالتنمر لديهم صفات جسدية تتسم بالقوة.

وأشارت إلى أن للتنمر أشكال عدة، أسوأها التنمر اللفظي، بإيذاء الأفراد بالكلمات، أو انتقاد الأخر ووصفه بصفات تهينه حتى لو لم تكن موجود فيه ما يعد شكلًا من أشكال التنمر، وهناك التنمر البدني بـ"الضرب"، فإذا سمحت الأم لأطفالها بضرب بعضهم، وحماية أحدهم بعبارة «معلش أخوك أصغر منك – أخوك أكبر منك» أو نسمح كوالدين بالتعدي على أطفالنا من الأقارب دون اتخاذ موقف وتهدئتهم بكلمة «معلش»، فكل هذا وذاك يعد بداية أن يتعود الطفل على الضرب م والإهانة، وأن يتنازل وعليه تهتز شخصيتهم، ويسمح للأخرين بضريه والتعدي عليه وممارسة التنمر البدني عليه.

واضافت: يوجد نوع من أنواع التنمر، وهو الجنسي، سواء بالتحرش أو السلوكيات غير المناسبة، أو أن يعرض الطفل على زميله رؤية صور وفيديوهات غير لائقة لسنهما، وللأسف نحن في مجتمعنا كوالدين نعود الطفل على «الود الزائد» مع الأخرين، لأننا شعب ودود لا نتحفظ أبدًا على معاملة الأخرين لأبنائنا في التعامل، والتي يجب على الوالدين أن يقوما بنصح أبنائهما بنصائح،خاصة مثلا بأن لا يسمح لأحد باحتضانه أو تقبيله بصورة غير لائقة، وألا يخلع ملابسه أمام أحد مهما كان، والأهم من ذلك زرع الثقة بين الطفل والوالدين بأن يشجعان أطفالهم بإخبارهم بالمواقف التي حدثت معهم، وعلى الوالدين تقدير الموقف والتعامل بوعي شديد.

واستطردت هبة صقر قائلة: يوجد ايضًا التنمر الإلكتروني بتوجيه النقد اللاذع والاتهامات للأخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فانقسمنا ما بين أهلى وزمالك، مسلم ومسيحي، عربي ومصري، وقد غذت تلك المنصات التنمر ضد الأخرين، وأصبحت سببًا في إحداث إنقسامات، والتنمر على من يخالفنا دينينًا أو ثقافيًا أو فكريًا، مما يضع المتنمر عليه تحت ضغوط نفسية، فيصبح متنمر، مشيرة إلى أن تطبيق «صراحة» على الفيسبوك يعد شكل من أشكال التنمر الإلكتروني، بأن ينتقد الأخرين الفرد ولا يعرف من الشخصية التي وجهت له هذا الانتقاد وسببه، وعليه هو أيضًا يقوم بالتنمر على غيره.

وألمحت هبة صقر التنمر أفرضته الأوبئة والأمراض، فمع جائحة كورونا، أصبح بعض الأشخاص يتنمرون على من لديه أعراض برد أو ممن «يعطس»، وأيضًا الأوضاع الدينية غير المستقرة فرضت التنمر، بخلاف السياسة والتكنولوجيا والإعلام، وللأسف عندما تخلى الأب عن مسئولياته اختلف شكل الأسرة، وففي الماضي، كان للأب هيبة وثقل ومع دخوله المنزل ينضبط الجميع، أم الآن فلا نجد ذلك إذ لم يعد لدينا قيم أو مفاهيم، فثقل الأب وشخصيته في البيت تخلق جيلًا محترمًا له قدوة.

واختتم الدكتورة هبة صقر كلامها قائلة: «إننا نحتاج إلى أن نربي أبنائنا تربية صحيحة في البيوت، وألا نخلق بداخلهم نزعات في نفوسهم تجاه الأخرين، أن نعلمهم القيم بالتفرقة بين التدليل وفعل الخطأ، ومتى يتم الثواب وبأي طريقة تكون العقاب».