أستاذة علم اجتماع تنصح النائبات بالبعد عن «الشو الإعلامي»
الثلاثاء 12/يناير/2021 - 08:21 م
منار مجدي
بعد أداء نائبات مجلس النواب اليمين الدستورية، اليوم الثلاثاء، خلال الجلسة الافتتاحية التي ترأستها النائبة فريدة الشوباشي؛ طالبت سيدات المجتمع من النائبات الجدد عدة مطالب في مختلف المجالات، وذلك بعد استلام مهام عملهن بشكل رسمي.. إليكم التفاصيل:
قالت الدكتورة عزة عبدون، أستاذة علم الاجتماع، مدير مركز الأسرة والطفولة بوزارة التضامن سابقًا، إن كل شريحة من شرائح المجتمع تمثلها المرأة سيكون لها طلبات من النائبات الجدد، مناشدًة النائبات أن يكن على دراية وفهم تام بدور وأهمية علم الاجتماع في مساعدتهن في تقديم خدمات للمرأة وتحقيق مطالبها، مشيرًة إلى أن المرأة هي القناة التي من خلالها يتم توصيل الخدمة للأسرة بكل مكوناتها، لافتًة إلى أن خدمات المرأة هي خدمات أصيلة تعم على الأسرة ككل.
الاستفادة من علم الاجتماع في أداء الدور البرلماني
وأوضحت عزة عبدون لـ«هير نيوز»، أن علم الاجتماع به نظريات كثيرة تساعد النائبات على تفهم كيفية توصيل خدماتهن للمجتمع بشكل شامل وفيه عدالة اجتماعية في التوزيع، حتى يحصل كل الناس على حقوقهم، مثل نظرية المشاركة، والتي تستوجب أن تكون النائبة على تواصل مستمر مع الناس، من خلال عقد لقاءات واجتماعات مستمرة مع السيدات والقيادات الشعبية شهريًا أو أسبوعيًا، وذلك بعد عمل حصر بأعداد السيدات والأسر فى المنطقة التي في أشد الحاجة إلى الخدمة مثلاً، لافتةً إلى إمكانية عمل اللقاءات عن طريق النت، حتى تنتهي أزمة كورونا.
وأضافت أستاذ علم الاجتماع، أن النائبات يجب أن يقومن باستلام تلك الكشوف للتأكد من صحة هذه البيانات، ومن ثم تعقد اللقاءات ويكون هناك تمثيل للمرأة عن كل حي أو شارع، مطالبًة النائبات بعدم العمل على الخدمات الفردية، مؤكدًة أنه لابد أن تكون الخدمات جماعية لنوع معين من النقص في خدمة معينة لمجموعة سيدات لحي معين، حتى يتم تقديم الخدمات بشكل أسهل وأسرع بالنسبة لهم لتأكيد دورهم البرلماني بشكل جيد.
وتابعت "عزة"، إن مبادرة حياة كريمة على سبيل المثال والتي أطلقها الرئيس السيسي؛ تفرض على النائبات السعي لجمع بيانات عن مجموعة سيدات قرية معينة بحاجة إلى سكن كريم، ليتم عمل لهم ملفات لهن وتقديمها للجهات المنوطة بتقديم هذه الخدمة، وبالتالي تكون كل نائبة قد ساعدت مجموعة من الحالات المتشابهة بناءً على دراسات جماعية، لاسيما أن غالبية النائبات جديدات، وسوف يبدأن التعرف على المجتمعات، ونظريات علم الاجتماع ستساعد النائبات على مساعدة المواطنين في وقت أسرع وبمشاركة جماعية.
التخلي عن "الشو الإعلامي" في تقديم الخدمات
وتمنت الدكتورة عزة عبدون من النائبات الجدد التخلي عن "الشو الإعلامي" الذي يكون سلاح ذو حدين، لأنه ليس من الضروري القول بأن النائبة فعلت كذا وكذا من أجل البسطاء لأنه سيكون له رد فعل سيء ويستثير غضب المواطنين، معلنًة رفضها جلب الأسر الفقيرة وتصوريهم حتى نقول أنهم كانوا فقراء أو نوضح كيف قام النائب بمساعدتهم، أي لابد أن نراعي الحالات الإنسانية، مطالبًة النائبات بالحديث عن الإنجازات بشكل عام وليس بشكل مفصل حتى لا يكون نوعًا من أنواع الفضيحة.
وأكدت "عزة" على ضرورة وجود دراسة للخدمة المقدمة وكيفية تقديمها وكيفية الاستفادة منها دون أن نجرح الفقراء، كما يجب النظر إلى الأسر المفككة كنوع من أنواع الخدمات، حيث تقوم كل نائبة برسم الدائرة التابع لها، ومن ثم تقسم الخدمات إلى أقسام ونقوم بعمل جدول بأنواع وحجم المشكلة في كل مكان ومدى تفشي ظاهرة الطلاق والفقر والتسرب من التعليم والإدمان وغيرها وفقًا للظواهر الموجودة في كل طبقة من طبقات المجتمع، متابعًة: "لابد من التقسيم ومن ثم يبدأ العمل على حلها".
وأعربت أستاذ علم الاجتماع عن أمنياتها من المرأة المصرية كنائبة أن تثبت جدارتها في محل عملها كنائبة وتكون بمثابة وزيرة ومحافظ وتكون سيدة دولة بالمعنى الحقيقي، وتكون على دراية تامة بمجتمعها وتقسمه شرائح وتعرف حاجات ومشكلات كل شريحة، ومن ثم تعالج المشاكل حزمة حزمة.
العمل بشكل جماعي والبعد عن الفردية
وأوضحت أن العمل بشكل فردي لن يعالج المشاكل، وإنما سيؤدي إلى أن الوزارات والهيئات سوف تهملها، لافتًة إلى أنه عندما تدخل النائبة على وزير بقاعدة بيانات بعدد من الأسر التي بحاجة إلى خدمات يمكن للوزير التأكد من البيانات وحل المشكلة بطريقة جيدة ومنظمة.
وطالبت عزة عبدون النائبات الجدد استخدام نظريات علم الاجتماع في علاج الظواهر الطارئة من خلال عمل لقاءات وندوات في النوادي في حضور المتخصصين والخبراء، فضلاً عن إطلاق المبادرات التوعوية، والتي سيكون لها دور مهم ومؤثر في المجتمع، وذلك من خلال الاستعانة بعلم الاجتماع وعلماء الاجتماع في تنظيم حياتهن البرلمانية في الخمس سنوات الموجودات فيها في البرلمان، لأن علم الاجتماع هو العلم المؤثر لنجاح أي مجتمع.
تقديم فكر جديد وإعداد قواعد بيانات بمشاكل ومطالب الناس
واختتمت حديثها قائلًة: "أتمنى التوفيق للنائبات الجدد وهن يعملن بناءً على دراسة وعلم وقاعدة بيانات، وألا يكون العمل فردي وحسب الحالة، وأن يقدمن فكرًا جديدًا ويفيدن المجتمع، مطالبًة بعمل منافسة برلمانية فيما بينهن، وأن يعرضن عملهن بشكل مشرف؛ حيث تقوم كل نائبة باستعراض خدماتها في الدائرة وكيف قامت بتطويرها، وذلك من خلال عمل دراسة قبل وبعد توليها هذا المنصب؛ لتقييم أدائها ومدى تأثيرها في المجتمع، لاسيما أن التجربة الماضية لمجلس النواب كانت محمودة، ولكنها كانت غير ناجحة بالشكل الذي يليق بمصر.
وفي سياق متصل، قالت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وائتلاف أولياء أمور المدارس الخاصة، إن نائبات البرلمان عليهم مهام وأدوار تتعلق بهن كأمهات ويمثلون المرأة وكأولياء أمور من ناحية أخري.
وأضافت عبير أحمد لـ«هيرز نيوز»، أن نائبات البرلمان عليهم مسؤولية الدفاع عن المرأة والفتيات من التحرش والعنف من البعض داخل المجتمع، وسن مشروعات قوانين لصالحهن تحميهم داخل المجتمع.
وأوضحت "عبير" أن المسؤولية الثانية التي تقع علي عاتق النائبات، أنهن أمهات لطلاب بالمدارس في مختلف المراحل التعليمية، وبالتالي يجب أن يكونوا دائمًا يشعرن بأولياء الأمور من الأمهات ومعاناتهن مع أبنائهن، سواءً فيما يتعلق بالمناهج والتعليم "أون لاين"، وإزالة أي معوقات تواجههن، لافتًا أن الأم يقع عليها عبء كبير الآن في ظل التعليم "أون لاين" بسبب جائحة كورونا.
القيام بالدور الرقابي والتشريعي بشكل جيد والقضاء على الفساد
وعلى صعيد آخر، طالبت بعض النائبات السابقات في تصريحات خاصة لـ«هير نيوز» من النائبات الجدد بالقيام بدورهم الرقابي والتشريعي بشكل جيد ومحاولة علاج قضايا ومشكلات المجتمع والقضاء على الفساد، مثل النائبات: مارجريت عازر، ماجدة نصر، غادي عجمي، عبلة الهواري، شادية خضير الجمل.