"الحرمان من الميراث" ظاهرة تهدد المرأة الصعيدية.. والدين: حرام شرعًا
الأربعاء 06/يناير/2021 - 02:32 م
نادية احمد
على الرغم من حصول المرأة على جميع مستحقاتها في المجتمع والعمل بالمؤسسات كافة، فإنها حتى هذه اللحظة لازالت تعاني في بعض المحافظات من حرمانها من الميراث، خاصة في الأرياف ومحافظات الصعيد، ويرجع ذلك لجهل المرأة بحقوقها الشرعية والقانونية والتي يجعلها تعتبر أن حرمانها من الإرث هو حق للرجل، وربما لحرصها الشديد على الترابط الأسري مع عائلتها وأشقائها، مما يجعلها تمتنع عن المطالبة بميراثها.
%95 من السيدات لا يرثن وفقًا للعرف والتقاليد
وأكدت دراسة حديثة أن العائلات بالصعيد تستخدم ما يسمى بعرف "الرضوى"، حيث يتم ترضية الأنثى بمبلغ مادي عوضًا عن الميراث، وكشفت الدراسة أن حوالي 95.55% من النساء بمحافظتي سوهاج وقنا لا يرثن وفق العرف والتقاليد التي لا تحبذ توريث المرأة خوفًا من استيلاء زوجها وأبنائها على الميراث.
طرق حرمان المرأة من الميراث
ويلجأ بعض الآباء والأشقاء لحيل لمنع شقيقاتهم وبناتهم من الحصول على الميراث، فقد يبيعون ممتلكاتهم لشخص صوريًا، أو يسرق بعضهم بصمة إصبع الأب على فراش الموت أو بعد وفاته ليبيع لنفسه أو لأشقائه الذكور كل ممتلكات والدهم، أو تزوير مستندات رسمية تثبت البيع.
الحرمان من الميراث يأتي من مراحل السقوط الظلامي
واستنكرت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، من قيام بعض العائلات في الصعيد بحرمان الفتاة من الميراث، على الرغم من تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، أكثر من مرة على منح المرأة جميع حقوقها بداية من حقها في المجتمع إلى داخل الأسرة، مؤكدًة أنه لا يوجد دين سماوي أو قانون وعرف يسمح بذلك على الإطلاق.
وأشارت "سامية"، في تصريح خاص لـ"هير نيوز"، إلى أن انتشار هذه الظاهرة يرجع إلى طمع الإنسان الداخلي في السيطرة على جميع الأشياء، بالإضافة إلى التخوف من ذهاب أموال الأب إلى زوج البنت، كما أنه يساهم في زيادة أمواله، مؤكدًة أنه لا يوجد سبب تاريخي لتفشي هذه الظاهرة في المحافظات، وأكبر دليل على ذلك المرأة في عهد الفراعنة، ومنحها جميع الأموال وتكريم المرأة في حياتها ومماتها، ويرجع ذلك إلى قوتها.
وأضافت أستاذ علم الإجتماع، أن هذه الجريمة في حق المرأة تعتبر مرحلة من مراحل السقوط الظلامية، بحيث تصبح الحياة للأقوى، مطالبة المجلس القومي للمرأة ببذل قصارى جهده للقضاء على هذه الظاهرة من خلال توعية المواطنين.
جهود الدولة ضد حرمان المرأة من الورث
وفي ذات السياق، صدق رئيس الجمهورية في نهاية عام 2017 على قانون يعاقب لأول مرة من يحرم شخصًا من ميراثه، بالحبس والغرامة، بعد مرور نحو 75 عامًا على إصدار القانون رقم 77 لسنة 1943 بشأن المواريث، ونشر التعديل الأخير في الجريدة الرسمية في 30 ديسمبر الماضي.
حكم الدين في حرمان المرأة من الميراث
وعن حكم الميراث فى الدين الإسلامي، فقد أكدت دار الإفتاء المصرية، على أنه لا يجوز حرمان المرأة من الميراث، حيث أنصف الإسلام المرأة، وكفل لها حقوقها، وحقَّق لها ذلك من خلال الآتي: أولًا أبطل الإسلام جميع المُمارسات الظالمة ضد المرأة لا سيما ما يخصّ الميراث، والتي ذُكر طرف منها، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ..» [النساء: 19].
حبس ستة أشهر وغرامة 20 ألف جنيه
وأكد أشرف فرحات، المحامي، أن قانون العقوبات يعاقب المتسبب في حرمان المرأة من الميراث، بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن عشرين ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من امتنع عمدًا عن تسليم أحد الورثة نصيبه الشرعي من الميراث أو حجب سندًا يؤكد نصيبًا لوارث أو امتنع عن تسليم ذلك السند حال طلبه من أي من الورثة الشرعيين.