التأقلم والتخطيط المهنى والصداقات.. 3 مشاكل خطيرة تواجه بنات الجامعة
تواجه الفتاة في مراحل مختلفة من عمرها العديد من الأزمات والضغوطات النفسية التي تلحق بها الأذى النفسي، وقد يتحول الأمر إلى أمراض مزمنة تظل ملازمة للفتاة طيلة حياتها، وقد تكون أمراض عضوية أو نفسية ولكن تبقى الآلام واحدة، وهناك مرحلة في عمر الفتيات تعد مرحلة فارقة فى العمر، وهي بعد انتهاء فترة المرحلة التعليمية المدرسية وتجاوز سن المراهقة وبداية النضوج ودخول الجامعة،حيث تواجه حياة جديدة وتحديات ومسؤليات تكتشفها كلما تقدم عمرها.
محمد عبدالحليم صالح المعالج النفسي،عضو الجمعية العامة للمعالجيين النفسيين، قال، إن الحياة الجامعية نقطة تحول جوهرية في حياة الفتيات جميعًا بلا استثناء، غير أن هذه الحياة الجديدة لا تخلو أبدًا من مشكلات وأشكال من الضغوط النفسية التي قد تسبب بالفعل اضطرابا وعدم استقرار نفسي لكل فتاة جامعية.
وتابع، فمن المشكلات التي تواجه فتيات الجامعة، " مشكلة عدم الـتأقلم والتكيف مع حياة الجامعة الجديدة"، وفي الغالب تظهر أعراض هذه المشكلة خلال العام الأول من الجامعة، إذ تجد كل فتاة صعوبة في تحويل إيقاع حياتها من حياة النظام والروتين والرتابة التي كانت تعيشها خلال الحياة المدرسية إلى شكل مختلف من الدراسة في الحياة الجامعية، حيث لايوجد نفس النظام والروتين بل يوجد كثير من عدم انتظام أوقات المحاضرات.
واستطرد "صالح"، كما أن حياة الجامعة لا تتطلب مذاكرة منتظمة قائمة على الحفظ والتلقين والاستذكار، وإنما هي حياة تقوم في المقام الأول على البحث والإطلاع والتفتح الذهني، ولكي تصل الفتاة إلى إدراك هذا التحول تحتاج لكثير من الوقت والجهد والمثابرة،مما قد يشكل لها عقبات ضاغطة بشكل كبير.
وأكد أنه من المشكلات أيضا في الحياة الجامعية، " مشكلة عقد الصداقات"، قائلًا، إننا نجد كثير من فتيات الجامعة يشكين من الوحدة والعزلة والعجز عن تكوين صداقات، وهذا الأمر قد يتسبب في حدوث عدد من الاضطرابات النفسية مثل القلق والرهاب الاجتماعي والاكتئاب وغيرها.
وتابع، وإننا نوصي كل فتاة جامعية تعانى من هذه المشكلة بمراجعة اختصاصي نفسي أو معالج نفسي ليقوم بتنمية مهارة عقد الصداقات لديها، وألا تستهين بهذا الأمر في بدايته، لأن له توابع وعواقب وخيمة على الصحة النفسية لهذه الفتاة، ولا تتردد أي فتاة فى طلب المساعدة، لأن طلب المساعدة لايعني الضعف، بل منتهى القوة في مواجهة مشكلاتها وإيجاد حلول لها.
وأضاف "صالح"،إن مشكلة التخطيط للمستقبل المهني تعد من الأمور التي تشغل بال فتيات الجامعة وتسبب لهن ضغوطًا كثيرة، فالفتاة الجامعية قد لا تجيد التخطيط للهدف الذي ترغب في الوصول إليه، بل إنها قد تستمر في سنوات الدراسة الجامعية ولا تحدد إلى أين تسير خطواتها، وهذا الأمر ليس صحيحًا بالطبع.
واستطرد، إن الهدف المنشود من وراء الدراسة والتخصص العلمي يجب أن يكون واضحًا ومحددًا، حتى تتيقن الفتاة الجامعية أنها تسير في المسار الصحيح الذي ينتهي بها في آخر المطاف إلى تحقيق هدفها وطموحها، وأيضا أعود وأكرر إذا لم تستطع الفتاة تنظيم وتخطيط مستقبلها المهني بمفردها وبقدراتها الذاتية، فلا يقلل من شأنها أبدًا اللجوء إلى المساعدة من أحد المختصين حتى يتحقق لها النجاح والرضا مستقبلًا.