الثلاثاء 08 أكتوبر 2024 الموافق 05 ربيع الثاني 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

متاعب المهندسات في مهنة الرجال.. فرص قليلة ومرتبات لا تذكر

السبت 02/يناير/2021 - 03:14 م


رضوى حسن: المجتمع المحيط بي رافض لفكرة عمل النساء "مهندسات"

آلاء درويش: أغلب الشركات تفضل الرجل على المرأة في الوظائف الهندسية 

سهير صلاح: المهنة تتطلب قوة الشخصية وتحمل ضغط العمل والتأقلم مع الظروف 

لكل مهنة صعوباتها، وربما تزداد تلك الصعوبة حين تقوم بها امرأة، خاصة أن مجتمعنا يحتاج لفترة من الوقت لكي تتوافر بيئة عمل أفضل للسيدات، ومهنة الهندسة من المهن التي يمكن أن نطلق عليها مهنة للرجال فقط، فمعظم الشركات تفضل اختيار الرجال على النساء لشغل الوظائف الهندسية، وعلى الرغم من ذلك، فإن عددًا من السيدات نجحن في إثبات الذات بتلك المهنة وتحقيق النجاح بها، "هير نيوز" تحدثت بعض المهندسات حول أبرز الصعوبات التي تواجههن فى هذه المهنة الصعبة. 

"إنها مهنة شيقة ومتعبة في الوقت ذاته"، هكذا وصفت رضوى حسن "هندسة مدني" وظيفتها الهندسية، وأكدت أنها تعمل بشركة المياه في مجال الهندسة، وأنها عملت بها لمدة 9 سنوات، وروت لنا ما واجهته من تحديات قائلةً: "عملت منذ عام 2011م في عمل خاص، وقضيت به 4 سنوات ثم انتقلت للعمل بقطاع الأعمال". 

وعن أصعب ما واجهته في مجال العمل ذكرت: "عدم المساواة هو أصعب شيء فدائمًا يشعروك بأنكِ رجل، وأن هذه المهنة غير ملائمة لي، ورغم أن العمل بالمواقع شاق للسيدات خصوصًا التعامل مع العمال، ولكن المرأة أثبتت جدارتها مهما كانت الصعوبات". 

وتابعت: "فأنا أجيد التعامل مع الآخرين في العمل، فأتذكر أنه في مرة كان العمال يغشون ويستسهلون في العمل وكنت لوحدي وقتها وأصريت أنهم يوقفوا العمل ويعيدوه بشكل صحيح". 

وأضافت: "هناك كثيرون غيري يحبون عملهم لكنهم يحتاجون إلى التقدير، فالمرتبات وخاصة في القطاع الخاص تكون قليلة وأصحاب الشركات يضحكون علينا، كذلك فكرة المواعيد، فالعمل بتلك المهنة يتطلب أن تظل لوقت متأخر، فأنا أحيانا أنهي عملي في السابعة ليلاً، وهو ما يكون له تأثير سلبي على أسرتي، فوقتي وتفكيري كله في العمل ويجب أن أكون متاحة في أي وقت حين يحتاجنى العمل بعكس وظائف آخرى يمكن أن تنتهي في وقتها". 

ومن ضمن الصعوبات التي تواجهها رضوى هي رغبتها في استكمال مرحلة الدراسات العليا؛ لكنها تواجه هجومًا من المجتمع، حيث قالت: "استطعت مع العمل والبيت أن استكمل دراساتي وحصلت على الماجستير، وتشجعت أن أواصل المشوار وحالياً بتمهيدي دكتوراه، ولكن فوجئت المجتمع المحيط بي رافض لهذه الفكرة فدائمًا يقال لي "كفاية عليا الشغل والعيال"، وبجد بلاقي مضايقات كتيرة من الأصحاب أو الشغل أوالدكاترة، لكن رغم هذا أعتبر نفسي محظوظة، لأن والدي ووالدتي وزوجي يشجعوني أن أكمل". 

دعاء عزت هندسة كهرباء، لم تعمل بمجال الهندسة كثيراً، فالحصول على وظيفة تفضل قبول الرجال لم يكن سهلاً بالنسبة لها، قالت: "كنت أعمل في معاونة مهندس كان يعطي كورسات أوتوكاد وعملت عده أشهر ثم تركت العمل لظروف الحمل والولادة، وأصعب شيء في مهنتنا أن أغلب الشركات الخاصة تطلب مهندسين فقط ولا تطلب مهندسات لهذا حق المهندسة ضائع جداً مع أغلب الشركات".

آلاء درويش حاصلة على هندسة كهرباء، وتعمل بمجال الهندسة منذ سنتين، تعاني من عدم المساواة مع الرجال فى تلك المهنة حيث قالت: "أغلب الوظائف بتلك المهنة يفضلون بها الرجال عن السيدات، كما أن مرتباتنا تكون قليلة مقارنةً بما يأخذه الرجال". 

وعن أبرز المواقف التي كان فيها تمييزا للرجال روت "آلاء": "كان فى تدريب و كنا بنشوف محول كهربا المفروض نطلع من فوقه بسلم علشان نشوفه، فالمهندس اللى هناك قالنا المهندسين بس اللى هيطلعوا". 

وبرهنت على صعوبة وجود السيدات بهذا المجال، بقولها: "التحقت بشعبة باور وظللت بها سنة، وحين علمت أن 90% من فرص العمل لهذه الشعبة سيكون للرجال قررت أن أحول من شعبة باور لحاسبات، فهي ملائمة أكثر لنا كسيدات،مضيفةً " الهندسة سواء كدراسة أو عمل تضع علينا ضغط نفسي كبير".

"على قد ما هي عظيمة على قد ما هي قاسية"، هكذا عبرت سهير صلاح هندسة مدني عن مجال الهندسة وقالت: "في بداية تخرجي ظللت بالبيت 3 سنوات ثم وجدت عمل بعد ذلك، أنا أحب مهنة الهندسة جداً، لكن هي فعلا مهنة صعبة، خاصةً على السيدات، فهي تتطلب قوة الشخصية وتحمل ضغط العمل والمرونة في التعامل والتأقلم على أي وضع".

وعن أبرز المواقف الصعبة التي مرت بها سهير روت لنا: "كنت أشرف على تنفيذ كوبري وكان عملا جديدا علي وكان مديري غير مرحب بفكرة أن من ستقوم بالعمل مهندسة، فكان الأمر صعب علي من جهتين، من جهة إني مازلت جديدة في العمل، والجهة الآخرى أنه غير مرحب بي، لكنى أثبت لمديري أننا بنات بـ100 راجل وقدرت أكسب ثقته وبقى هو اللي يساعدني وبيدينا من خبراته".

وعلى الرغم تعب المشوار عليها الأمر الذي جعل زملاؤها من الرجال يتعجبون من قوة تحملها، فإنها كانت تشعر بذاتها ومحبتها لمهنتها، أميرة محمد هندسة كهرباء شاركتنا الحديث عن مهنة الهندسة قائلةً: "عملت سنة في مصنع مستلزمات طبية كنت مهندسة إنتاج على الرغم من إني قسم كهرباء، ولم أدرس إنتاج إلا أنني أحببت العمل جداً ونجحت به". 

وتابعت: "وهذا ما جعلني أجازف وأنسى أنني بنت، وكنت أذهب للمدينة الصناعية ساعتين ذهاب وساعتين إياب يومياً، ورغم صعوبة الأمر، خاصة إني أعاني من دوار بحر وأركب ثلاث مواصلات لكي أذهب للمصنع، وهذا ما جعل أحد زملائي من المهندسين يقول لي، " أنت إزاي مستحملة تيجي المسافة دي كلها".

وعن أصعب ما شعرت به بسبب تلك المهنة، قالت: "أكثر السلبيات اللي قابلتني فعلاً وكنت بحس بظلم رهيب فيها هو عدم التقدير، لأني حديثة التخرج وكمان بنت فكان مرتب عمال الصيانة أكبر من مرتبي، وكنت بحس أنهم عاوزين يقولولي أنت بنت لكن هو ولد".