نورة الفايز.. أول امرأة تتولى منصبًا وزاريًا في السعودية
الجمعة 01/يناير/2021 - 01:08 م
رضا يوسف
تسعى المرأة في الدول العربية إلى اعتلاء بعض المناصب، التي تدخل من أجلها حروبًا مع العادات والتقاليد المجتمعية، والتي قد تقف عائقًا وسدًا منيعًا أمامها لتحقيق هدفها؛ ولكنها في النهاية تكلل معركتها بالنجاح وإثبات الذات.
نورة بنت عبد الله بن مساعد الفايز الناصري التميمي، من مواليد عام 1954، ونشأت في محافظة شقراء، التي تقع على بعد ما يقرب من 185 كيلو متر شمال الرياض.
وحصلت على بكالوريوس تخصّص علم اجتماع عام 1978 من جامعة الملك سعود، ثم حصلت على شهادة الماجستير في التربية من جامعة ولاية يوتا، وتخصصت في مجال تقنيات التعليم عام 1982.
بدأت مشوارها المهني بالعمل كمعلمة، ثم مراقبة في الفترة من 1975 إلى 1974، وانتقلت بعدها للعمل في وزارة المعارف (وزارة التعليم حاليا) عام 1989، وكانت مشرفة تربوية تعمل على الإشراف على معلمات التربية الخاصة، وظلت في هذا المسار الوظيفي حتى عام 1993. في عام 2001.
وتولت نورة الفايز منصب المديرة العامة للفرع النسائي بمعهد الإدارة العامة في الرياض في عام 2001، وبسبب خبرتها في مجالات تقنيات التعليم، وحصولها على درجة ماجيستير متخصص في هذا المجال، تم الاستعانة بخبراتها لتعمل كأستاذ معاون في كلية التربية بجامعة الملك سعود، من أجل تدريس مواد تقنيات التعليم، والعمل على نقل علمها إلى الطلاب وزملائها من الأساتذة.
وكانت تعمل طوال مسيرتها المهنية هذه على المشاركة في إعداد كثير من البحوث الأكاديمية، والمشاركة في الدراسات إلى جانب استغلال مهاراتها في الترجمة والتاليف من أجل إنتاج محتوى ثري في مجالات الإدارة والتدريب والتربية.
وفي عام 2009، دخل اسم "نورة الفايز"، التاريخ في المملكة، بعد أن صدر مرسوم ملكي في فبراير من هذا العام بتعيينها كنائبة لوزير التربية والتعليم، لتكون بذلك أول سيدة سعودية تتولي منصب وزاري، واستمرت في منصبها قرابة الست سنوات، حتى تم إعفاؤها منه في مايو 2015.
شاركت في عدد من الأبحاث وأوراق العمل والمؤتمرات المختصة بالتعليم، وساهمت في ترجمة كتاب "تدريب القيادات"، الذي يسعى إلى تطوير مهارات العاملين في مجال التعليم.
وفي 2016 تولت "نورة" منصب مساعدة المدير العام للشئون التعليمية بمنطقة الحدود الشمالية، وبخلاف توليها للمنصب الوزاري، عملت نورة الفايز في الملحقية الثقافية السودية في واشنطن في عام 2010، وكانت ضمن الجهاز الأكاديمي، ولها مسئولياتها الاجتماعية الأخرى، فعملت كرئيسة وعضوة ومستشارة للعديد من الجمعيات والمنظمات الخيرية في المملكة العربية السعودية، فكانت مسئولة عن المتحف الوطني، والجمعية الخيرية لمتلازمة داون (ديسكا)، وكذلك جمعية رعاية الطفولة.
وفي مؤتمر "قمة المرأة العالمية الـ 20"، الذي انعقد في الصين عام 2010، حصلت نورة الفايز على الجائزة الأولى عن أفضل الممارسات من أجل توسيع نطاق عمل المرأة وفرص توظيفها، كما منحتها المؤسسة العربية للسيدات جائزة "المرأة العربية المتميزة" لعام 2011 عن مجهوداتها في مجال التعليم، ومنحتها جامعة يوتا الدكتوراى الفخرية عام 2012، في حين صنفتها مجلة "أرابيان بيزنيس" في قائمة "أقوى 30 امرأة سعودية" لعام 2014.
وسعت " نورة"، من خلال توليها شئون تعليم البنات بوزارة التعليم أن تعمل على تطوير وضع الفتيات، وتحسين مستوى التعليم الذي يتلقوه مع إمكانية المساهمة في الزج بهم نحو تولي المناصب أيضا فيما بعد.
ودعت إلى ضرورة تعليم الفتيات الرياضة بالمدارس، وفتح أندية متخصصة لهن، وهو الأمر الذي سبب لها كثير من الهجوم، حينها، من قِبل بعض المتشددين، على اعتبار أن الرياضة لا تناسب الفتيات، ولكن استمرت في محاولاتها من أجل تحقيق ما تسعى له.