الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

عبير سُليمان تكتب: أوديب أم إلكترا ؟

الخميس 31/ديسمبر/2020 - 08:54 م
هير نيوز


حيرتني علاقة الرجل بالمرأة.. ماذا يحتاجون من بعض؟.. لماذا هذا الضياع بين ثنايا وأغوار تدفق الحب فيما بينهم؟.. لماذا لا يصلوا غالبًا إلى اكتمال القمر؟.. وإن كنا نصدق أن الحب معجزة الحياة إن وجد.. فلماذا يأتي الاختلاف والخلاف والألم والفقد؟.. أليس من الرائع أنهم تلاقوا!.. وهل هناك ما هو أهم؟.. وهل هناك ماهو أروع أن يبقيا على هذا الحب؟.

وما الذي يبحث كلاً منهما عليه في الآخر؟.. وما الذي يجب أن يرغب به كلاً من الآخر؟.. وهل يكون التفاني والعطاء شعار يدهس بعد أن يحتكم الحب ويرسو على شواطئهم دون أن يداعبه أمواج المد والجذر التي خلقها الله ليستقر البحر ويصفو.
وكيف بعد بلوغ الحبيبان مستويات عطاء وإنجاز حتمي في مشاعر أقرت وأعلنت وترجمت يمحو كل شئ باختلافات أقل بكثير من روعة وجمال تدفق الحب. 

أسئلة وعلامات تعجب تقفز إلى مخيلتي عندما أشاهد حماقات المحبين وضياع الحب بهاون لا يغتفر.. حتى خلصت أن أغلب المحبين يعاني كلاهما من عقدة أوديب إالكترا بنسبة.. كلا يبحث في شريكه عن الأب والأم.. فهو ينتظر أم تضحي لا تغضب منه مهما بلغت حماقته وتجنيه وإهماله.. وهى تبحث عن أب يبقى دافئ بحر حنان وأمان معها مهما تجاوز دلالها واحتياجها وطلباتها الحد.. ولأن كلاهما لا يعي هذا الأمر عند الاختلاف.. فلا تجد هى الأب ولا يجد هو الأم.. فيهدر وتسكب معاني الحب على الأرض كأنه لم يكن يوم. 

نعم يبدو أن تلك العقدة التي لم يدركها المحبين بعد والتي قتل علي أعتابها مئات قصص الحب البديعة بلاذنب.. لنقف نحن هنا في ساحات حرب كانت بالأمس القريب مسارح لقصائد الحب والعشق للمحبين.. ولكن يبقى حبيبًا بعيدًا هنا ينتظر كلمة البوح ليفيض متفانيًا مترجمًا لمعاني الحب دون طلب ودون رغبة في أي نيل أو سيطرة أو سطو.. فهو هذا الحبيب الذي تجاوز حبه هذا الحد المخدر من واقع شوهته أفكار نرجسية لا تعي معاني الحب.. سيبقي هذا الحبيب هنا يحتله مشاعر الأب والأم تجاه حبيبه حين تشتعل شرارة الحب في قلبه ويدرك أنها لن تكون إلا مع هذا الحب.

هذا الحبيب الذي دون طلب ودون أدنى محاولات للنيل حاملاً لواء عطاءه لا يقف عند صراعات السطو والتعالي وإثبات النفس هذا السطو الذي أحط مكانة الحب ليجعله يصل أن يكون معاناة أبعد من أن تكون آللام نشوة الحب الرائعة التي كانت مُلهم لإبداعات الشعراء والأدباء وكل صاحب رهف وحس.

يبدو أننا نحتاج أن نقف لنعيد مكانة الحب من جديد ونفهم ما نرغبه من بعض وما نستطيع أن نقدمه لبعض.. فلا منطق أن تتربع الأنانية ومسارات النيل فوق أنبل المعاني وأعزها بهدف تحقيق لا شئ.

ads