صابرين: زوجي المُسن العاجز أهان أنوثتي
انسابت الدموع الغزيرة من عين صابرين تبلل وجهها، وهي تستند إلى الحائط بعد أن شعرت بأنها قد تسقط على الأرض.
مشاعر متناقضة بين الفرحة والندم امتزجت داخلها، وهي تخرج من قاعة المحكمة، بعد أن أصبحت حرة، في أعقاب خمسة أشهر من العذاب، هي عمر زواجها برجل في سن جدها، حيث كانت تشعر بأنها أخيرا ستتنسم الهواء النظيف الخالي من الغيرة والقسوة.
وأفاقت صابرين من شرودها لتسرع الخطى إلى خارج المحكمة، خوفا من أن يلحق بها طليقها المسن، ويجبرها أن تعود إلى سجن الزوجية، الذي شهدت فيه ألوانا من العذاب لم تكن تتوقعها.
وتذكرت، صابرين الشهور الخمسة الماضية والتي بدأت منذ زواجها من كهل اقترب عمره من التسعين بينما لازالت هي في الثانية والعشرين،
وافقت عليه أسرتها رغم فرق السنوات
التي تصل إلى السبعين، اتستطيع الاعتراض أو الرفض فأهل الريف لا يقبلون
أي اعتراض، وافقت على مضض وهي تحلم أن يخلصها العريس الكهل من مياه الفقر والبؤس، أصبحت تحلم ببيت كبير رغم أنها تعرف أن لزوجها
ثلاث زوجات أخريات وبنات وأولاد
يكبرونها سنا، ولكنها تتمنى أن تكون لها حجرة مستقلة واسعة تعيش فيها على حريتها، ومنذ اليوم الأول بعد زفافها إلى العريس
العجوز تأكد لها أنها انتقلت من حياة الفقر
إلى حياة أخرى تمتاز بالثراء والنعيم ولكنها حياة جافة قاسية، فالزوج
يعاملها بجفاء منذ اليوم الأول، أملي عليها شروطه فهي ممنوعة من الخروج، ممنوعة من فتح النوافذ، ممنوعة من تبادل الزيارات مع الصديقات،
ممنوعة من كل شيء تحبه، فهي طول اليوم حبيسة في حجرتها، وفي المساء يأتي
ليقضي الليل معها، فتبدأ رحلة العذاب
فهو عاجز عن تلبية رغباتها، عاجز أن يشعرها بأنوثتها، وعجزه يسبب له العصبية فيعاملها بقسوة تصل إلى حد الضرب.
مرت شهورها الخمسة وهي تتعذب من كل شيء، حتي جاء يوم لا تنساه فقد عاد إلى البيت في وقت مبكر عن موعده ولسوء حظها أصبحت تقف أمام النافذة المفتوحة وهي في كامل زينتها، فثار الزوج وانهال عليها ضربا وركلا وسبا، حاولت أن تشرح له السبب وأن تجعله يفهم أنها كانت تشعر بالاختناق فأرادت نسمة هواء، ولكنه لم يسمع بل تمادى في ضربها ثم طردها إلى بيت أبيها، خرجت مسرعة في ظلام الليل تجري في الشارع وكأنها تحررت من قيودها وعندما وصلت بيت والدها ألقت جسدها على فراشها وسط زحام أخوتها ونامت وكأنها لم تنم منذ تركت بيت أسرتها.
وفي الصباح قرر والد صابرين إعادتها إلى زوجها ولكنه رفض دخولها وفوجئت أنه يبدد كل منقولاتها ونقلها إلى بيوت زوجاته الثلاثة، اتهمته بالتبديد ورفضت أي تنازل.
وقررت المحكمة حبس الزوج العجوز ستة شهور مع الشغل، وخرجت
مسرعة من المحكمة تنتظر الطلاق لتعود إليها الحرية من جديد وكفاها ما قضته من شهور مع ذلك الكهل الغيور.
..اقرأ أيضًا