رضا الفولي تكتب: التمكين الثقافي للمرأة

كثيرًا على ما تردد على مدي العصور والأزمان أن المرأة نصف المجتمع، وهو أمر بديهي غير أن النساء في حقيقه الأمر، هن العمود الفقري للأسرة وتنمية المجتمع فهي من أنجبت الرجال، وقامت بإعداد الرجل الصالح والمرأة القوية، وهي من خرجت عالمًا وفقيهًا وضابطًا ومعلماً وسياسياً واقتصادياً وطبيباُ ومهندساً ناجحاً.

وإذا كانت قضايا المرأة قد استحوذت علي اهتمام الدولة من الناحية التشريعية والتنفيذية، مما ساعدها علي فهم حقوقها المدنية والزوجية والإنسانية، علي اعتبار أن تـأهيل المرأة فكريا هو شرط تمكينها في المجتمع لمزاولة نشاطها فيه، فإن ذلك يلقي عليها عبء الاهتمام بالثقافة.

وأقصد بالثقافة هنا القدرة على استيعاب المتغيرات العالمية، وما تحقق فيها من ثورات علمية ومعرفية وتكنولوجية، فضلاً عن أن الثقافة تجعل المرأة على دراية بتطورات العصر ومتغيرات الزمان، وهنا تأتي أهمية إعداد استراتيجية للنهوض بالمرأة العربية يكون محورها الأساسي أن التغيير الفعلي لواقع المرأة يكون من خلال النهوض بفكر المرأة وإطلاعها على القضايا اليومية بأبعادها المختلفة.

فالنهوض الثقافي بالمرأة لا يعني تكريس المساواة والحقوق العادلة للنساء فحسب، وإنما يقتضي إيلاء الثقافة أهمية كبيرة ومنح مساحات أكبر للبعد الثقافي على سلم التنمية الثقافية أسوةً بالبعد الإجتماعي والسياسي والاقتصادي، وتسليح المرأة بالعلم والمعرفة وإدماجها في منظومة الإصلاح والديمقراطية والتحديث الشامل وتعزيز حقوقها ونبذ كل أشكال التمييز ضدها،وبناء اتجاهات ومواقف تسهم في بناء صورة إيجابية عن مكانتها ودورها المجتمعي، وهو ما يستلزم تطوير الخطاب التربوي والثقافي والإعلامي وتمكينها من أن تكون فاعلة في عمليات التغيير والبناء الحضاري لمجتمعاتها.

دكتورة رضا الفولي.. دكتوراه في الإعلام الرقمي