الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«آهات المطلقات».. أم وأطفالها الأربعة يحاربون شهوات الأب لـ 20 عامًا

الخميس 07/أكتوبر/2021 - 01:25 م
هير نيوز

"آهات المطلقات".. عزيزي القارئ العنوان حقيقي بالفعل، المطلقات يعانين في تلك الحياة من ظروف قهرية بسبب نظرة المجتمع العامة لهن، وكثيرا من نجد الفريسة هي السيدة فقط (المطلقة) وليس صاحب التطليق (الزوج)، ولكن المبادرات الاجتماعية تسير على خطى ثابتة؛ لكي نمحو تلك النظرة وتنقشع تماما من العقول الضعيفة.

«هير نيوز» تبدأ التفتيش والبحث والحديث عن آلام المطلقات، وقصة اليوم عن إحدى البطلات اللاتي عانت طوال 20 عاما بسبب طلاقها.

بداية القصة..
آمال محمود صاحبة الـ 52 عاما، والتي تم تطليقها في عام 1999- 2000 من زوجها، ولكنه كان مغرما لدرجة تصل إلى الهوس بالنساء –بصاص درجة أولى- ولم تكن تعلم السيدة أن جهلها سيكون سببا من أسباب خراب بيتها.

في ليلة صيفية ظلماء الملامح، عاد الزوج كعادته من الخارج بعد صحبة من أبناء عمومته، ليجد الزوجة غاضبة من تأخره، بعد أن جاءتها إخبارية نسائية من البصاصات اللاتي يرغبن في خراب البيوت، بأن الزوج كان في خروجة نسائية كعادته، ولم تصمت "آمال" عن ما سمعته بل أفصحت له.

تجمع العائلة..
العائلة علمت بما يحدث، فهرولوا مسرعين لكي يلحقوا بما لا يحمد عقباه من الحدوث، الجميع جاء:

إي اللي حصل؟
الزوجة: شوفوا ابن عمكوا كان فين ومع مين؟
العائلة: إية اللي حصل يا (الزوج)؟
الزوج: ماعرفش.. شوفوا مين قالها إني كنت مع كذا كذا.
العائلة بدأت في التحايل لمعرفة من هي التي جاءت بتلك الأخبار التي ربما تكون غير كاذبة، إلا أن جهل المرأة وعنادها غير المعلوم لم يتركها تلك اللحظة الفارقة في حياة 3 بنات وولد.

استمر الموضوع لساعات في فجر أحد الأيام، ولأن العائلة من أصول عربية أنهى الزوج تلك العلاقة بطلقته الثالثة الطائشة، ويا ليتها كانت القاضية.
أخذ الزوج متعلقاته تاركا الزوجة لأبنائها الأربعة، ليبدأ الأبناء حياة التعاسة والفقر التي فرضها عليهم واقع خارجي –لا ناقة لهم ولا جمل- وبدأت الزوجة في الحصول على دور الأب والأم.

عدد الأبناء
هالة.. هي أكبر الأبناء 9 سنوات
محمود.. الولد الوحيد 6 سنوات
هناء.. 4 سنوات
إسراء.. آخر العنقود عامان فقط.

إجراء قانوني
بدأت الزوجة في اتخاذ إجراء قانوني؛ حتى تقوم محكمة الأسرة بدفع تعويض شهري لها وللأبناء، ولكن المعيشة شديدة الصعوبة والقسوة، مصاريف الأبناء ولبس المدارس والغذاء ورسوم الكهرباء والمياه والتصرف في المرض والعلاج، عرين الأسد بلا أسد.

تدرج الأبناء في التعليم حتى وصل الابن إلى 11 عامًا، الوقت لم يحن حتى يتحمل المسؤولية ويكون عنصرا من عناصر الإنتاج ومصدر لدخل الأسرة، ولكن الأسرة تقطن إحدى قرى القليوبية، وعادة ما نجد أن أبناء القرية يعتمدون على أنفسهم في سن مبكر، ولمحمود نصيب في أن يكون ضمن هؤلاء الأبناء.

يا محمود.. يلا عشان تروح الشغل

محمود بدأ في العمل بالمعمار الذي يحتاج إلى بنيان قوي ولكن الله أكبر معين!!، وها تسير الأيام والليال حتى يكون محمود الذي حلم بان يكون طبيبا او مهندسا في يوم ما، أحد مصادر الدخل للأسرة وسيف ودرع حامي للأسرة، على الرغم من صغر سنه.

يسير الابن الوحيد في طريق تعليمه بجانب عمله الذي كان يأتي منه قرابة عشاء اليوم والذي يبدأ من صباح السابعة كل يوم، مصحوبا بألم وآهات لأمه التي غلبها الزمن وظروف الحياة، والعيش بأقل القليل.

يوم العيد
لم يشعر الأبناء بقهر شديد على فراق الأب الذي بَعُد كثيرا عن ماهو مرغوب، التواصل المستمر من قبل الوالد غير موجود، ليس بسبب عمله الدائم، ولكن ربما أهواء الدنيا غلبته، أو قلب قسى عليهم بشدة أو ما شابه.

تمر الأيام ودخل الابن الوحيد كلية من بين كليات القمة، راغبا في أن يصبح يوما ما مؤكزا مرموقا بين أبناء عمومته، أصحاب التعليم المتوسط، ولكن كيف؟؟ وأعباء الأسرة تزيد وإخوته يرغبون في أن يتزوجون وهن بنات.

تخرج محمود وإحدى بناته
البنت الكبيرة تخرجت وأصبح محمود أبو البنات يريد أن يزوجها ولكن "العين بصيرة.. والإيد قصيرة"، ولكن أبناء عمومته وقفوا ليقنعوا والده في أن يعود بعد زواجه مرتين وإنجابه سماح وياسمين من الثانية.

لا حيلة سوى الاستجابة السريعة من الأب لأبناء العم، ولكن هذه المرة بعد أن أصبح الأبناء كبار السن، وها قد جاء العريس المناسب لـ هالة، وقد قبلت بعد رفضها الزواج من آخرين غير مناسبين.

الأم (آمال) أصبحت هرمة كبيرة السن، لم تعد طاقتها في "الشيل والحط" كسابق عهدها في الشباب، ولكن محمود موجود، وبالفعل تزوجت الابنة الكبيرة وأنجبت "أحمد وياسين ورزق"، والدور على محمود كعادة بلدته، وكبقية أبناء عمه، ولكن القدر يأبى أن ينتظر قليلا فهناك أختين يرغبن الزواج بعد ان أنهت الثالثة تعليمها الأزهري، والأخرى على وشك إسدال الستار قريبا.

الأب خرج من الخدمة وأصبح ضابطا بالمعاش، ولكن كل خيره لأسرته الثانية، فهو يعتمد بنسبة كبيرة على ابنه (راجل البيت) صاحب الـ 28 عاما، ولكن كيف يعتمد على شاب لا يستطيع ان يدبر لنفسه تكاليف زواجه مستقبلا أو جلب شقة وما شابه.

تزوجت هناء ويوم فرحها رقص محمود فرحا للحظة لا تتكرر كثيرا في حياته، فالتعب والإرهاق يغلبه يوما تلو الآخر بسبب علمه في وظيفتين، وبدأت الأم في شكواها من مرض الهرم في "المعدة والأسنان والنظر.. وغيرهم".

محمود ينتظر عودة الأب
تقول أم العيال (آمال): "محمود نفسه أبوه يرجع عشان يسند معاه شوية.. الدنيا بقت صعبة ونفسه يتجوز زي ولا عمه.. حب مرتين وماعرفش يتجوز بسبب الظروف ومفيش شقة"، لا ننسى نذكر أن محمود عاش ولا زال يعيش مع أمه في بيت قديم ذور طابق وحيد، يتوسطه غرفتين صغيرتين وحمام ليس بالفاخر، وطرقة مطبخ يحتاجان إلى أفضل مما هما عليه الآن.

اقرأ أيضًا..
محمود يصرح ويقول: "أنا كل الي يهمني أبويا واخواتي اللي بعاد عني، نفسي الاقي دفا العيلة وحماية الأب الي ماعشتهاش من 20 سنة، وينتظر ويتمنى ويرغب في إكمال المثلث الناقص.. فهل يستجيب الأب ويلبي دعوات الابن؟ أم أن القدر يخفي ما هو غير مرغوب فيه.. ختام القصة؟، وإلى اللقاء في قصة جديدة.

ads