بقلم مريم النويمي: قاتل الأنوثة والأمومة والطفولة

بقلم مريم النويمي: قاتل الأنوثة والأمومة والطفولة.. الأنوثة، كمصطلح هي (مجموعة السلوكيات والممارسات القائمة في ثقافة محددة والمرتبطة عادة بالإناث)، وبالتالي تعرف ثقافيًا بأنها غير ذكورية (حسب تعريف الفيلسوفين وايتهيد ورولان بارت. 2001). فتدل على الصفات أو الخصائص التي ينبغي على الأنثى إظهارها في إطار معين، أي ما يعني أن «تكون امرأة». وهي تعميمات قائمة على المعتقدات أكثر من كونها قائمة على الملاحظات أو البراهين. تتغير هذه الصفات والخصائص من مكان وزمن إلى آخر، وبالتالي هناك الكثير من تعريفات الأنوثة عالميا.
بقلم مريم النويمي: قاتل الأنوثة والأمومة والطفولة.. من المعروف أن الأنوثة مرتبطة برقة المشاعر، الصوت المنخفض، الحنان وحب الزينة (أَوَ مَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ)، الأمومة شعور فطري لدى الإناث، تمنحه كل من حولها، أبواها، إخوتها وأحيانًا حيواناتها.
ليس كل ما يفعله الرجال يناسب الإناث حتمًا، لأن تركيبة الأنثى مختلفة، حتى في طريقة تفكيرها، متميزة بإنسانيتها، معطاءة، خُلقت كي ترعى الجزء الآخر من المجتمع، لتكون الجزء المهم في الحياة، والمحور الذي إذا صلُح صلح المجتمع، لذلك صحتها مهمة، تعليمها واجب، وسعادتها مسؤولية.
بقلم مريم النويمي: قاتل الأنوثة والأمومة والطفولة.. ظروف البيئة الحياتية تجعل بعض الإناث، يمارسن (سلوكيات ذكورية)، في اللباس والحركات، حتى في بعض العادات غير الصحية، كالتدخين، لجأت بعض السيدات للتدخين إمَّا كعدوى من محيطهن أو تنفيسًا عن ضغوطات يعبرنها، بالذات في سن المراهقة، إذا غابت القدوة، ونقص الوعي، ليتحول التدخين من مجرد تجربة إلى عادة يصعب الإقلاع عنها، ومع انتشار المقاهي في كل حي وشارع، أصبحت المعسلات جزءا من روتين بعض السيدات والفتيات، ومع الوقت تظهر آثار النيكوتين على شفاههن، لتصبح داكنة، وتتلون أسنانهن، وتغمق أظافرهن، ويخشن الصوت الناعم، لتأثير النيكوتين في المجرى التنفسي والحبال الصوتية، وتحل رائحة الدخان محل فرمونات الأنوثة، التدخين لا يؤثر فقط في مظاهر الأنوثة الخارجية، بل يؤثر في صحة المرأة بشكل أكبر من الرجل، حيث أثبتت بعض الدراسات، أن النساء المدخنات معرضات لخطر أعلى للإصابة بأمراض القلب من الرجال المدخنين، على الرغم من أن السبب في ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء غير معروف، فإن الباحثين يعتقدون أن الاختلافات البيولوجية بين الرجال والنساء تؤثر في كيفية رد فعل أجسام النساء لأضرار دخان السجائر والمعسلات، كذلك اتضح من بعض الدراسات أن خطر الوفاة من سرطان الرئة لدى النساء المدخنات أعلى بمرتين من الرجال، كما أنه يزيد من خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
بقلم مريم النويمي: قاتل الأنوثة والأمومة والطفولة.. التدخين بأي صورة كانت يهدد صحة النساء في الكبر أيضًا حيث يزيد من نسبة تساقط الأسنان بعد سن الأربعين ويضاعف من نسبة الإصابة بهشاشة العظام وكسورها.
بقلم مريم النويمي: قاتل الأنوثة والأمومة والطفولة.. كذلك التدخين يهدد صحة المرأة الحامل وجنينها، فحينما تحمل المرأة المدخنة، يكون حملها مهددا بالإجهاض، أو بولادة مبكرة ليعاني طفلها من كل تبعات الخداجة، وإن أكملت حملها ولدت طفلًا ناقص الوزن، كذلك النيكوتين يزيد من نسبة حدوث التشوهات الخلقية لدى الأجنة، وأطفال الأمهات المدخنات عادة لا يحظين برضاعة طبيعية لفترة طويلة لأن النيكوتين يؤثر في إدرار الحليب، كما أن مواليد المدخنات والمدخنين في المنزل أكثر عرضة لموت المهد المفاجئ.
لا أجد أي إيجابية للتدخين، لا شيء يضفيه على الشخص سوى المرض والرائحة المنفرة، طمس لفطرة الأنثى المحبة للزينة فهو قاتلٌ للأنوثة والأمومة والطفولة.