بقلم وفاء الرشيد: زوجٌ بدون «بَوْز».. هل هذا ما نريد؟
بقلم وفاء الرشيد: زوجٌ بدون «بَوْز».. هل هذا ما نريد؟.. نجيب يماني تساءل ساخرًا في مقالته البديعة «زوجة منزوعة النكد» عن مستقبل العلاقات في زمن الذكاء الاصطناعي، حيث تُفصّل الزوجة حسب الطلب، وتُبرمج على الرضا، والطاعة، والابتسامة اللامتناهية. لكن دعونا نقلب الطاولة، ونطرح السؤال المعاكس: ماذا عن زوج من غير «بوز»؟
بقلم وفاء الرشيد: زوجٌ بدون «بَوْز».. هل هذا ما نريد؟.. زوج لا يغضب، لا يتهرّب من الحديث، لا يختبئ خلف شاشة هاتفه، لا يتحجج بـ«تعبان» كل ليلة، ولا يُلقي الصمتَ الثقيل كلما سألت زوجته سؤالًا بسيطًا مثل «وين كنت؟» حتى لو كان بـ(الاستراحة)...
زوج بلا «بوز» يعني زوجًا لا ينفجر إذا تأخرت القهوة خمس دقائق، ولا يعتبر الطبخ مسؤولية «المدبرة المنزلية التي لم تولد بعد»، زوجًا لا يُمارس صمتًا عقابيًا يستمر ثلاثة أيام لأنه لم يُعجبه الملح في السلطة، أو كيّ الثوب أو مرزام الشماغ، زوجًا لا يسخر من دموع شريكة حياته ويشخر وهي تبكي... زوجًا يفهم أن الحنان لا يقل رجولة، وأن الاحتواء ليس عيبًا.
بقلم وفاء الرشيد: زوجٌ بدون «بَوْز».. هل هذا ما نريد؟.. لكن تمامًا كما أن «زوجة بلا نكد» قد تملّنا لفرط مثاليتها، فإن «زوج بلا بوز» قد يفقد شيئًا من تلك الرجولة التي نُحب أن نتجادل معها، نتحدى بها صرامتها، ونشتاق لها حين تغيب. الزوج المثالي جدًا، كالمسلسل الذي لا يحتوي على صراع درامي: مسلٍّ في البداية، مملٌّ في النهاية.
بقلم وفاء الرشيد: زوجٌ بدون «بَوْز».. هل هذا ما نريد؟.. المعادلة الإنسانية الصحيحة ليست في الحذف ولا في البرمجة، بل في التفاهم؛ أن تقبل شريكك كما هو: بضحكه وبـ«بوزه»، بشروده واحتوائه، بعثراته ومواقفه البطولية. فكما قيل في المثل «أحلى الزعل.. زعل الحبايب»، وما أجمل التصالح بعد عناد، حين يكون الحب هو الأصل، والنية هي السلام.
بقلم وفاء الرشيد: زوجٌ بدون «بَوْز».. هل هذا ما نريد؟.. فليخترع الذكاء الاصطناعي ما يشاء من نساء ورجال حسب الطلب، ولكننا -نحن البشر- سنظل نشتاق لنكهة الحياة الحقيقية: تلك التي لا تُبرمج، بل تُعاش.
ويا ريت لو الزوج وقت «البوز» يعرف يقول كلمة حلوة... ليتفادى النكد.