القصة الكاملة لـ"فريدة".. الفتاة التي رفض أهلها دفنها
بعدما تداول رواد التواصل الاجتماعي في
الليلة الماضية منشور المحامية دينا المقدم؛ التي كتبت فيه: "فريدة رفض أهلها يدفنوها وإخواتها اللي قلوبهم كلها شر وقسوة، ودلوقتي
أنا رايحة أغسلها بإيدى وأعطر كفنها، وأوصلها لمكان أرحم مننا كلنا، عاشت ضحية ووحيدة وماتت
وحيدة بقسوة العالم، معنديش أي فكرة أنا جايبة القوة دي منين لموقف زي ده، بس الأكيد ربنا له أسبابه
وأتمنى إني أخرج من التجربة دي بسلام، أتمنى العالم يخف قسوته على الضعفاء ويسامح، ربنا
سبحانه بيسامح، الله يرحمك يا فريدة".
رفضت عادات وتقاليد مجتمعها
ليبدأ الجميع
بعدها بالبحث عن فريدة وقصتها، التي بدأت منذ 6 سنوات مضت، عندما رفضت عادات وتقاليد مجتمعها الذي كان متشددا في
نظرها، فبدأت في التعرف على جماعات من
مطالبي الحريات ومروجي أفكار مغايرة لفكر مجتمعها، وبدأت بالانسياق خلفه حتى
أقنعوها بالهروب من البيت، لإنقاذها من هذا المجتمع الذي لا تشبهه ولا يشبهها.
تخلى عنها فانتحرت
وتعرفت فريدة على شاب، وتطورت العلاقة بينهما بشكل لا تحمد عقباه، إذ حملت منه وأنجبت طفلا سمته "ضي"، ليأتي الأخير ويتخلى عنها، كما فعل كل من كانوا حولها، وتبدأ في الدخول في حالة نفسية سيئة، فحتى أهلها رفضوا رجوعها بعد فعلتها المشينة في نظرهم، وبعد أن قارب عمر صغيرها الـ6 أعوام، لم تعد تطيق الحياة وتملَّك منها اليأس فقررت الانتحار.
لم يلِن قلب أهلها ورفضوا استلام جثتها وتغسيلها حسبما نشرت المحامية دينا المقدم، وعادت المحامية لتحذف منشورها السابق وتقول: "تم حذف جميع ما يخص حالة فريدة الله يرحمها من عندى لعدة أسباب:
الأول: جزء من مجتمعنا المريض بدأ ينهش فى عرضها لأنه متدين بطبعه وهيبدأ يألف قصص من خياله المريض، جدير بالذكر فريدة كانت مرتلة للقرآن يعنى أشرف منهم جميعا.
ثانيا: أنا لما
نشرت الحالة وبعض التفاصيل كان من أجل التوعية لما تتعرض كل كل فتاة معنفة وضحية لقسوة
البيت والأهل، ولإحساسي بالمسؤولية تجاهها وقد إيه ممكن يستغلوا القتيات ويضلوا طريقهم.
ثالثا: علشان محدش يتاجر بالقصة على حساب ابنها، وأحمد الله الذى منحنى هذه التجربة العظيمة وخاصة موقف اليوم، وجعلني سببا.
محاسبة النفس أولًا
وتابعت: أسأل الله أن يتقبل صالح أعمالنا جميعا الخالصة لوجه الله تعالى، نصيحة لوجه الله تعالى أيضا لازم كل شخص يحاسب نفسه يوميا، ويقيس مدى قسوته على مدار اليوم بتوصل لحد فين، لأن العالم بقى قاسي جدا، والموت قريب دايما وربنا لا يمكن يحب قلب قاسي. "ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ". صدق الله العظيم.