الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

الرأسمالية واستخدام الدين وازدواجية الفكري النسوي... أبرز اتهامات "المرأة والسياسات الثقافية"

الخميس 24/ديسمبر/2020 - 10:26 ص

توزعت اتهامات المثقفات المصريات بين اتهام وزارتي التربية والتعليم والثقافة، واتهام الرأسمالية، واتهام الدين, مع اتهام المرأة نفسها وتحملها نصيب الأسد من قهرها, في ندوة "المرأة والسياسات الثقافية" بالمجلس الأعلى للثقافة والتي أدراتها الكاتبة إيمان رسلان وحضرتها كل من الدكتورة هدى بدران رئيس اتحاد نساء مصر وأستاذة علم الإجتماع, والمستشارة تهاني الجبالي النائبة السابقة لرئيس المحكمة الدستورية العليا، والدكتورة إلهام عبد الحميد أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس بمعهد البحوث والدراسات التربوية.

وقالت المستشارة تهاني الجبالي: "المرأة جزء من كل, ولايمكن للجزء أن يتقدم إلا بتقدم الكل, فالعالم منذ منتصف السبعنيات تآمر عليه الأغنياء ضد الفقراء, وثقافة الاستهلاك هي مرتبطة بالنموذج الاقتصادي الذي يسود العالم الآن وهو الرأسمالية المتوحشة والذي حول المرأة لسلعة, وامتهنت المرأة للأسف هذه الثقافة, وخير مثال الإعلانات الترويجية التي تستخدم وتتلاعب بالمرأة".

وأضافت: "ليس لدينا تمييز ضد المرأة على مستوى الدستور أو القانون, ولكن لا نستطيع أن نطبقهم لأننا لم نوزاي بين النص وبين البئية الحاضنة للنص, والتي أراها أصيبت بمرض استخدام الدين كمنهجية في غير حقيقة مقاصد الدين, أي دين وليس الدين الاسلامي فقط, والذي وجه له الجزء الأكبر من سهام الاتهامات, من خلال التفسير الخاطئ والتأويل المنحرف والذي أصاب المرأة في مقتل, فنحن صنع لنا أديان, فالأئمة الكبار لم يقدسوا أنفسهم, وكانوا متواضعين جدا ولكن الناس قدستهم وأصبح من حقهم تكفير أي حد يختلف معهم في الرأي, ولهذا أرى أنه صنع لنا أديان, فالدين برئ من العنصرية التي تمارس باسمه في فلسطين المحتلة باسم الدين اليهودي, والتي يقوم على أساسها نظام ودولة تقوم على العنصر الديني والعرقي, والدين المسيحي بريء من كل المذابح التي حدثت باسم راية المسيح والتي استغرقتنا 6 قرون ونحن نواجه الحمالات الصليبية, والدين الإسلامي برئ من حملات داعش والجماعات المتطرفة, فلابد أن يكون لدينا شجاعة ونواجه هذا الانحراف والقائمين عليه".


ووجهت إيمان رسلان أثناء الندوة اتهامها لوزارة التربية والتعليم التي تضع صورة لفتاة محجبة في مناهج الإبتدائية متهمة إياها بأنها تحاول خلق انقسام في المجتمع لأن هذا يكرس في عقلية الطفل أن الحجاب للمسلمات فقط وغير المحجبات ليس بمسلمات, بالرغم من قولها بأن" نسبة المحجبات المسلمات في مصر بلغ 96%", وردا على سؤال الدكتور أيمن عامر أستاذ علم النفس لماذا جميع ضوف الندوة نساء لا يتخللهن رجل واحد, امتعنت عن الرد إلا أنه في أخر الندوة ردت بأن الشيء هو الأكثر قدرة على التعبير عن نفسه, فالمرأة هي الأكثر قدرة على التعبير والدفاع عن حقوقها, وتابعت بتوجيه دعوتها لضرورة تدخل وزارة الثقافة بكل مؤساستها في متابعة ومراقبة جميع المناهج الدراسية, ولا تتراخي عن أداء دورها.


وعبرت الدكتورة إلهام عبدالحميد عن أسفها لممارسة المرأة القهر على نفسها وبنات جنسها, وقلة نسبة مشاركتها في الأعمال السياسية, ودور الإعلام الهجومي بطرق مباشرة وغير مباشرة على المرأة, وحتى الموروث الثقافي مثل الأمثال الشعبية التي تهين المرأة وتدعم دونيتها, وأخيرا تحدثت عن الفجوة الكبيرة بين القول والفعل للنسويات اللواتي يقلن ما لا يفعلن, وخطورة الإزدواجية الفكرية, وهذا أيضا ما أكدت عليها المستشارة تهاني الجبالي أكثر من مرة خلال حديثها.