الخميس 13 فبراير 2025 الموافق 14 شعبان 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند ابو ضيف
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده
رئيس التحرير
هند ابو ضيف

لم يقوى على فراقها.. دفن والدته ظهراً ولحق بها في العشاء

الأربعاء 18/أغسطس/2021 - 06:30 م
هير نيوز

صدمة الفراق وما أصعبها من صدمة ربما لا يتحملها الكثيرون وكأن القدر قد أبى إلا أن تفارق الأم ابنها فلذة كبدها دون أن يجاورها في مثواها الأخير بعد أن ظل بجوارها طيلة حياته فلهذه الدرجة كانت علاقة الابن محمود بوالدته الحاجة عفاف تلك العلاقة التي بدأت منذ نعومة أظفاره وحتى نهاية حياتهما معاً في يوم واحد لم يفصل بينهما سوى ساعات قليلة ليجمع بينهما قبر واحد كما كان يجمع بينهما منزل واحد طيلة حياتهما معاً.


محمود عبد السلام قابيل ، 37 عاماً منذ نعومة أظفاره وهو مرتبط بوالدته الحاجة عفاف الجنجيهى ارتباطاً شديداً وصارت علاقته بها تزداد صلابة وقوة بعد ان اشتد عوده وظل يكرس حياته في خدمتها إلى أن أنهي دراسته وبدأ يفكر في الزواج، اضطرته الظروف للعمل في شرم الشيخ عدة أشهر لكنه قرر العودة لبلدته قرية شبرا النملة التابعة لمركز طنطا حتي يقوم برعاية والديه خاصة بعد سفر شقيقيه محمد وأحمد للعمل بالخارج وخروج والده علي المعاش وأصبح هو العائل الأساسي لهما وبدأ يفكر في مشروع يستطيع من خلاله تكوين مستقبله والارتباط ببنت الحلال حتى فكر جدياً في افتتاح مطعم وجبات سريعة وقرر الزواج من إحدى الفتيات لكنه لم يترك المنزل فقد تزوج في شقته بنفس منزل الأسرة حتى يكون بجوار والديه وأنجب 4 بنات أكبرهن سلمى في الثانوية العامة وبنتين تؤام صارا في الصف الأول الإعدادي وطفلة رضيعة , لم يشغله ذلك عن رعاية والدته التي بدأ يداهمها المرض خاصة من تقدمها في السن وتخطيها سن الستين عاماً فبدأت رحلة العلاج والتردد علي المستشفيات والعيادات المختلفة , لم تكن حياة الشاب محمود سهلة بل كانت ممزوجة ببعض العقبات والعثرات لكنه دائم الصبر ودائم فعل الخير دون أن ينتظر المقابل حتي أنه كان يحرص كل عام أن يقوم بتوزيع وجبات مجهزة علي المحتاجين هكذا كان يعتبر أن التجارة مع الله هي خير تجارة، ذات يوم كان في عمله بالمحل وتلقي اتصالاً هاتفياً من والده يخبره أن أمه مريضة وتحتاج لإجراء بعض الفحوصات الطبية.


عاد للمنزل ونقلها للمستشفى لكن حالتها لم تتحسن إلى أن فاضت روحها إلى بارئها فاعتصر قلبه حزنا عليها غير مصدق أنها أصبحت في عداد الموتى حتي أنه دخل عليها محاولاً إفاقتها وظل يداعبها كما كان يفعل من قبل علي أمل أنها في حالة غيبوبة مردداً إصحى يا أمي لكن لا حياة لمن تنادى فظل يصرخ بشدة وأصيب بحالة ذهول جعلته يفقد الوعي حتى حاول أقاربه التدخل لإفاقته لكي يتمكن من تقدم جنازة والدته بعد صلاة الظهر حيث احتشد المئات من الأهالي أمام المسجد الكبير بقرية شبرا النملة لتشييع الجثمان بعد إنهاء كافة الإجراءات وقام بأداء صلاة الجنازة عليها والدموع تنهمر من عينيه حتي فقد الوعي مرة ثانية وقام بعض أقاربه بحمله ونقله للمنزل لكنه لم يحتمل الدخول دون ان تكون والدته موجودة فجلس في الصوان المقام أمام المنزل لتلقي العزاء وفي لحظات فوجئ المعزين بسقوطه علي الأرض مغشياً عليه وحاولوا إفاقته لكنه لم يستجب إليهم وقاموا باستدعاء أحد الأطباء سريعاً والذي أخبرهم أنه قد فارق الحياة نتيجة إصابته بأزمة قلبية مفاجئة جراء تعرضه لصدمه شديدة حزناً علي فراق والدته.


ساعات قليلة كان الشاب محمود محمولاً في نفس النعش الذي تم استخدامه لنقل جثمان والدته ظهراً وقبل انقضاء اليوم كان المشيعون يقومون بتشييع جثمانه عقب صلاة العشاء حيث تم مواراته الثرى بجوار قبر والدته التي أبت ان تدفن بمفردها دون أن يكون ابنها فلذة كبدها بجوارها.


اقرأ أيضًا..

أم بـ 100 أب.. قصة المرأة التي أشاد بها شيخ الأزهر


ads