حل الأحزاب بين القبول والرفض.. نائبات:"تخالف مبدأ التعددية".. وأخريات:"لابد من دراسته"
تضاربت الآراء البرلمانية وكذلك التشريعية حول مشروع القانون الذي أعلن عنه سليمان وهدان، وكيل البرلمان الحالي، وعضو مجلس النواب الجديد، والذي يطالب فيه بحل الأحزاب غير الممثلة في مجلس النواب الجديد.
رأت بعض النائبات أن فكرة مشروع القانون تخالف مبدأ التعددية الحزبية، في حين رأت أخريات أن هناك عدد كبير من الأحزاب ليس لها تمثيل في البرلمان ولا في الشارع المصري، وبالتالي يجب حلها أو دمجها مع غيرها من الأحزاب لتشكل كيان حزبي جديد وقوى.. إليكم التفاصيل:
يتعارض مع تعدد الأحزاب
قالت نشوى الديب، عضو مجلس النواب، إنها لا تدعم مشروع القانون الذى أعلن عنه النائب سليمان وهدان بشأن حل الأحزاب غير الممثلة تحت قبة البرلمان، مؤكدة أنه ليس من الشرط أن تكون كافة الأحزاب ممثلة تحت قبة البرلمان، لافتة إلى أن مشروع القانون يتعارض مع مبدأ حماية وتعدد الأحزاب ويحاربه.
وأضافت لـ"هير نيوز": "الأحزاب التى دخلت فى البرلمان ليس بكبير بالنسبة لعدد الأحزاب الموجودة فى مصر"، مشيرة إلى أنها مع دمج الأحزاب وليس حلها وإلغائها، لافتة إلى أن عدد الأحزاب التى تمثل اليسار يجب أن تندمج مع بعضها البعض وكذلك أحزاب الناصرية واليمين والليبرالية ولكن برضى من هذه الأحزاب دون إجبارها على ذلك.
وأكدت عضو مجلس النواب أن دمج الأحزاب يهدف إلى تقويتها وجعلها أكثر تأثيرًا وليس لتقليل العدد، مشيرة إلى أن مسألة الإكتفاء بالأحزاب الممثلة داخل البرلمان يعتبر ضرب للتعددية الحزبية وحريتها ولا يجب تطبيق هذا الأمر بل يجب التفكير فى جعل الأحزاب غير الممثلة فى البرلمان أكثر تأثيرا حتى تستطيع الفوز فى الانتخابات المقبلة.
غير منطقي
وفى ذات السياق قالت الدكتورة شادية ثابت، عضو مجلس النواب، إنها ترفض بشدة مشروع القانون الذى سيتقدم به النائب سليمان وهدان بشأن حل الأحزاب غير الممثلة فى البرلمان، مؤكدة أنه لا توجد تداعيات لحل الحزب غير الممثل فى البرلمان والحجر عليه، متابعة: "كلام مش منطقى".
وأوضحت لـ"هير نيوز"، أن فكرة عمل التكتلات الحزبية تم تطبيقها فى القائمة الوطنية التى شاركت فى انتخابات مجلس النواب لكن حزب مستقبل وطن حصل على كل المقاعد اغتصابًا من كل الناس.
وانتقدت عضو مجلس النواب تقسيم الدوائر الكبير، معتبراه غير دستوى وخطأ وكان يجب التمهيد له لأنه سبب رئيسي فى تراجع المنافسة المستقلة الفردية فى الانتخابات البرلمانية، مما شكل عائق كبير على الناخب والمواطن معًا.
ليس له علاقة بالواقع المصرى
ومن جهة أخرى قالت فريدة النقاش، عضو مجلس الشيوخ ونائب رئيس حزب التجمع، إن مشروع القانون الذى أعلن عنه النائب سليمان وهدان الذى يطالب فيه بحل الأحزاب غير الممثلة فى البرلمان كلام غير سياسي.
وأضافت فريدة النقاش لـ"هير نيوز"، أن مشروع قانون النائب سليمان وهدان لا يراعى أن التعددية الحزبية فى مصر جديدة على الحياة السياسية وبما أنها جديدة فمن الطبيعى أن تكون هناك أحزاب غير قادرة على أن تكون ممثلة فى البرلمان.
وتابعت عضو مجلس الشيوخ أن هذا كلام ليس له علاقة لا بالواقع المصرى ولا بالسياسة، أما فكرة الاندماج فهى تعود للأحزاب نفسها ولا تأتى من خلال أن يفرضها أحد من الخارج عليها، بل لابد أن تنطلق من داخل الأحزاب نفسها.
وجهة نظر جديرة بالإحترام
وفى سياق متصل قالت الدكتورة حنان يشار، عضو مجلس النواب الجديد، إن مشروع القانون الذي سيتقدم به النائب سليمان وهدان لحل الأحزاب غير الممثلة في البرلمان يعد وجهة نظر جديرة بالإحترام، لكن لابد من دراسته بدقة أولًا قبل إصدار الحكم النهائي عليه.
وأكدت النائبة لـ"هير نيوز"، أن الحزب الذى لم يستطيع الحصول على مقاعد فى البرلمان الجديد لديه قصور وعدم قدرة على توصيل صوته للجمهور، وبالتالى لابد على جميع الأحزاب أن تكون قوية ولديها تواجد على أرض الشارع ملموس.
وأشارت عضو مجلس النواب الجديد إلى أن بعض الأحزاب ترفض فكرة الإندماج مع بعضها البعض بالرغم من أن اندماج حزب مع حزب آخر يشكل حزب أكبر وهناك فرق بين الاندماج والانصهار والتكتلات؛ فالتكتلات تعنى أن كل كيان قائم بذاته مثل القائمة الوطنية.
وأضافت أن هذا الأمر حدث فى القائمة الوطنية التى انضمت لها فى انتخابات مجلس النواب، حيث ترشح كل نائب عن حزبه ضمن القائمة الوطنية، مشيرة إلى أن بعض الأحزاب القوية ترفض عمل ائتلاف مع حزب ضعيف لكن توافق على عمل اندماج معه.
وتابعت حنان يشار حديثها قائلة: " مش هيبقي موجود والحزب الأكبر هو الذى سوف يسيطر وفى هذه الحالة سيتم إلغاء الحزب الصغير"، مطالبة بحل الأحزاب التى ليس لها تواجد فى الشارع وليس التى لم تستطيع التمثيل فى البرلمان.
وأكدت عضو مجلس النواب الجديد أن هناك أحزاب كثيرة لا يوجد لها مقرات فى كل مكان وغير ممثلة فى أماكن كثيرة فى الدولة، متسائلة: " لماذا لا يتم عمل فلترة لتلك الأحزاب الصغيرة من خلال اندماجها مع بعضها البعض دون إلغاؤها، ومن ثم تنتج لنا حزب جديد لتكون الفائدة أكبر؟".