الثلاثاء 08 أكتوبر 2024 الموافق 05 ربيع الثاني 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

ناضلن من أجل حرية المرأة.. شوارع مصر تخلد ذكرى نسائها

الأربعاء 16/ديسمبر/2020 - 03:02 م


النساء قوة لا يستهان بها، لديهن من العزيمة والإصرار ما يكفي لملء الأرض نجاحًا، وقوة النساء تعادل قوى أكبر جيوش العالم، فعلى مر التاريخ جاءت نساء عظيمات أثرن في المجتمع وتمردن على الواقع المفروض عليهن، وحققن إنجازات جعلتهن يدخلن التاريخ من أوسع أبوابه.
 
وفي ظل الظلام الذي واجهتته النساء في كل العالم، كانت المرأة المصرية ملكة تحكم أعرق حضارة في التاريخ، وأميرة تسكن القصور، وسيدة ترعى زوجها وصغارها لتبني بهم مجتمعًا عريقًا عجِز الجميع على مر التاريخ عن فهمه، فكان خلف كل نجاح مبهر امرأة مصرية عريقة، ونجحت المرأة المصرية أن تخلد ذكراها وتاريخها في كل مجال، وعرفانًا بدور المرأة في مصر تم تسمية مجموعة من الشوارع بأسمائهن من أجل تخليد ذكراهن ونضالهن في القضايا التي تبنتهن، "هير نيوز" تسلط الضوء على أهم الشوارع التي سميت بأسماء نساء تيمنًا بالمرأة المصرية.

أم كلثوم
الفنانة العظيمة أم كلثوم، والتي لقبت بـ"كوكب الشرق"، ولدت عام 1898 في محافظة الدقهلية، وأصبحت من أهم المطربات التي احتفى بها العالم أجمع، وسمي شارع الجبلاية بالزمالك باسمها،على الرغم من أنه كانت هناك اعتراضات كبيرة على تلك التسمية.

شجرة الدر
هي عصمة الدين أم خليل، ولدت في عائلة مسيحية الديانة، وتحمل الجنسية التركية ومن أصل أرميني، وكانت قد اختطفت وبيعت كجارية في سوق النخاسة المصري، واشتراها السلطان صالح نجم الدين أيوب الذي أغرم بها حتى تزوجها وأنجب منها، وكانت تتصف بدهاء ومكر كبيرين، وهو ما جعلها قادرة على إدارة البلاد بعد وفاة زوجها الملك الصالح وتزوجت من بعده السلطان أيبك وتنازلت له عن العرش، وتم تسمية منطقة أبو الفدا بحي الزمالك باسمها تخليدًا لذكراها.

هدى شعراوي
من أشهر شوارع وسط البلد، وتم تسميته على اسم السيدة نور الهدى محمد سلطان، وشهرتها هدى شعراوي، القادمة من صعيد مصر، والتي ولدت عام 1879، وتربت في عائلة أرستقراطية، وتزوجت في سن صغير من ابن عمتها علي شعراوي، ولذلك لقبت باسم عائلة زوجها، وكان علي شعراوي له نشاطات كبيرة في فترة ثورة 1919، وهو ما جعل هدى تدخل المجال النسوي وتصبح رائدة النهضة والاستقلال النسائي في تلك الفترة، ودعت برفع السن الأدنى للزواج ونجحت في الحصول على قاعة محاضرات نسوية بإحدى الجامعة المصرية "جامعة القاهرة"، كما أنها كانت إحدى القياديات فى المظاهرات النسوية في ثورة 1919، وكانت تشجع النساء للحصول على حقوقهن.

عائشة التيمورية
هي عائشة بنت عصمت إسماعيل محمد كاشف تيمور، سليلة الأسرة التيمورية مؤسسة الثقافة العربية الحديثة، وكانت قد درست الخط والصرف والنحو والفقه، وحفظت القرآن الكريم كاملا، وتعلمت اللغات التركية والفارسية، وتزوجت من محمد الإسلامبولي وبعد وفاته تفرغت إلى الأدب والشعر والثقافة العامة، والحفاظ على الطابع والتراث العربي فكتبت الرويات والقصص والدواويين ذات الطابع المختلط والجامع بين التراث المصري والتركي والإيراني، وعانت كثيرًا بعد وفاة ابنتها الوحيدة وحزنت وبكت لسنوات عديدة حتى كادت أن تفقد حاسة النظر، وكتبت العديد من بيوت الشعر رثاءًا لها، ويقع الشارع المسمى باسمها في منطقة جاردن سيتي، والتي تعد من أهدى مناطق القاهرة، وأكثرها رقيًا.

باحثة البادية

"باحثة البادية"، لقب حصلت عليه ملك حفنى ناصف، وهي أديبة ومُصلحة إجتماعية، وهي من مناصرات حقوق المرأة في أوائل القرن العشرين، وتلقت دراستها في مدارس أجنبية وتخرجت من المدرسة السنية وعملت في قسم المعلمات بالمدرسة، وتزوجت من أحد أعيان الفيوم، ومن ثم بدأت في البحث واكتشاف معاناة المرأة في تلك البيئة، ومن هنا لقبت بـ"باحثة البادية"، ودعت إلى تحرير المرأة دون المساس بالقيم والعادات والدين.


منيرة ثابت

يقع شارع منيرة ثابت بمدينة الإسكندرية، والتي ولدت بها عام ١٩٠٦، وكان والدها يعمل بوزارة الداخلية، ووالدتها تركية، وهي أول فتاة مصرية تحصل على ليسانس الحقوق وأول صحفية نقابية وأول كاتبة سياسية وأول رئيسة تحرير لجريدة سياسية، وكانت دائمة المطالبة بحقوق المرأة في الحياة الدستورية والتصويت في الانتخابات، وشاكست الحكومة بمقالات عظيمة، وطالبت الحكومة بمنعها من الكتابة، وكانت أول فتاة عربية دون السن القانوني يتم التحقيق معها أمام النائب العام آنذاك، وطالب المندوب السامي البريطاني في مصر بالتحقيق معها أيضًا بسبب مهاجمتها للتدخل الأجنبي في مصر، وتم الإفراج عنها لصغر سنها، وأعترف بها كصحفية وهي في عمر السابع عشر.

نبوية موسى

كانت نبوية موسى ابن مدينة الزقازيق في محافظة الشرقية أول فتاة حاصلة على شهادة الثانوية العامة "الباكالوريا"، وهي من مواليد 1886،وكان والدها ضابط بالجيش المصري، وفي عمر الـ13 عامًا أرادت الالتحاق بالمدرسة الابتدائية وكان هناك اعتراض كبير من أهلها معتقدين أن بنات العائلات لا يصح لهن الذهاب للمدرسة، ولكنها حققت حلمها والتحقت بالقسم الخارجي للمدرسة السنية ومن بعدها قسم المعلمات، وتخرجت وتم تعيينها معلمة بمدرسة عباس الأول الابتدائية للبنات، وأصبحت رائدة التعليم فيها، وكانت أول ناظرة مدرسة ونجحت في تعليم فتيات الفيوم، وشاركت في تأسيس الاتحاد النسائي المصري والعديد من الجمعيات النسوية وتوفت عام 1950 وسمي أحد شوارع الإسكندرية باسمها تيمنًا بها.

الشهيدة أم صابر
فلاحة مصرية بسيطة اسمها يقترن بالعديد من الشوارع والمدارس في محافظة الإسكندرية، كما أن لها قرية كاملة باسمها "أم صابر" بمحافظة البحيرة، وكانت متزوجة من أحد مزارعيها، وخلال فترة الاحتلال الإنجليزي كانت في طريقها لمنطقة التل الكبير من أبو حماد، وكانت هناك تقاط تفتيش كثيرة بتلك المنطقة بسبب المقاومة الشعبية قبل ثورة 23 يوليو، وأراد الجنود الإنجليز تفتيش الأتوبيس الذى كانت تستقله أم صابر فرفضت ونهرت الجنود بشدة عندما حاولوا لمسها، فما كان عليهم إلا إطلاق رصاصهم الغادر لتقع أم صابر شهيدة العفة والشرف.

مفيدة عبدالرحمن

ولدت مفيدة عبد الرحمن، في حي الدرب الأحمر الشعبي بالقاهرة عام 1914، وكان والدها بعمل خطاطًا للمصحف الشريف، والتحقت بمدرسة داخلية للبنات وهي في الخامسة من عمرها، ثم مدرسة السنية، وحصلت على درجة البكالوريا قبل أن تتزوج من كاتب وتاجر للمصاحف، وبعد الزواج شجعها زوجها للالتحاق بكلية الحقوق فأصبحت أول مصرية متزوجة وأم لأربعة أطفال تلتحق بالجامعة وتتخرج كمحامية وتترافع أمام القاضي وهي "حامل"، وحققت نجاحا وتميزا كبيرا في عالم المحاماة حتى أصبحت تطلب بالأسم قبل أن تنشأ مكتبها الخاص وتيمنًا بها تم تسمية احدى شوارع القاهرة الجديدة باسمها.

بنت الشاطئ
ولدت عائشة عبد الرحمن في دمياط عام 1913، وكان والدها وجدها علماء دين أزهري، وتلقت تعليمها في كتاب القرية وحفظت القرآن الكريم، ومن ثم أرادت الإلتحاق بالمدرسة عندما كانت في السابعة من عمره، ولكن والدها رفض طلبها بسبب العادات والتقاليد، وتلقت التعليم من البيت وتفوقت في الامتحانات حتى التحقت بجامعة القاهرة وتخرجت من كلية الآداب قسم اللغة العربية، والغريب فى الأمر أن والدها هو الذى شجعها لدخول الجامعة، وحصلت على درجة الماجستير مع مرتبة الشرف ودعمت تعليم المراة واحترامها بمنطق إسلامي وحجج فقهية أصولية.

الشريفة دينا

ولدت الأميرة دينا في القاهرة عام 1929 ووالدها هو الشريف عبد الحميد بن محمد عبد العزيز العون، وهو من نسل الأسرة الهاشمية في السعودية، وأكملت دراستها في إنجلترا وحصلت على ليسانس آداب إنجليزي ودبلوم دراسات عليا في العلوم الإجتماعية، ثم عادت للقاهرة وبدأت في التدريس الجامعي، وأثناء إحدى رحلاتها بلندن التقت بالحسين بن طلال، وأعجب بها وتزوجها وهو في عمر 19 عاما، وبعد إنجابها انفصلا، فاهتمت فى حياتها بالعمل العام والخيري في القاهرة، لذلك سمى شارع باسمها في منطقة المعادي.