قصة عالمة مصرية بجامعات أوروبا.. "ماهيتاب":أنشأت أول مبادرة مجتمعية في دمياط لتدوير زيوت الطعام
"أنا
أستحق أن أكون سعيدة... لقد ولدت لأضيف شيئًا ما إلى هذا العالم.. أنا صانعة
قدري... القوة كلها لي"... كلمات كتبتها إحدى الفتيات باللغة الإنجليزية ووضعتها على مكتبها نصب أعينها، وبالرغم من أنها في ذلك الوقت كانت في أشد
أوقات حياتها ضبابية، فاقدة البوصلة، ولا تعرف من أين تبدأ.
استسلام لبعض الوقت
استسلمت
"ماهيتاب" لبعض الوقت، حتى اتخدت قرارها بأن
تقوم وتعافر مع الحياة، ومع مطلع
عام 2016
تقدمت لمسابقة دولية تديرها الخارجية الألمانية، يتم اختيار أربعة شباب فقط من نشطاء
المجتمع المدني للسفر وتمثيل مصر من خلالها في 4 مجالات مختلفة، بالفعل وقع على "ماهيتاب" الاختيار لتمثيل مصر في مجال البيئة والتنمية، وحصلت على منحة ifa CCP fellowship.
قالت ماهيتاب: "بعد عودتى لمصر أنشأت أول مبادرة مجتمعية في دمياط لتدوير زيوت
الطعام المستهلكة وإنتاج الوقود الحيوي، وكان كل هدفي أن أصنع فرقًا في حياة الناس بأن
أغير فكرهم، وأزيد وعيهم حول الممارسات البيئية السليمة المتعلقة بالتعامل مع زيوت الطعام، وكيفية التخلص من الهالك منها وتأثيره على الصحة، وقد فاز المشروع في مسابقة She
Entrepreneurs
التي تمولها
الخارجية السويدية لاختيار أفضل المبادرات المجتمعية المؤثرة في الشرق الأوسط وشمال
إفريقيا".
الكثير من المنح والمشاركات
حصلت
ماهيتاب في الفترة من 2016 حتى 2018 على الكثير من المنح ودعوات المشاركة من جامعات ألمانية وفي السويد، قالت: "في أواخر 2018 سافرت إلى مدينة ديلت لدراسة الماجستير،
لكن حدث ما لم أكن أتوقعه؛ حيث علمت هناك أنني مصابة بمرض اضطراب المناعة الذاتية الذي بسببه هاجم جسمي البنكرياس لأفقد معه قدرتي إلى الأبد على إنتاج الأنسولين".
وبالرغم
من مرضها واصلت ماهيتاب رحلتها لتحقيق حلمها، فحصلت على منحة في عام 2019 من المعهد الفيدرالي
السويسري لعلوم وتقنيات المياه Eawag لتكون مسئولة عن تصميم وتنفيذ برنامج لاستخدام تقنيات الأقمار الصناعية
في تعريف وتقييم المخاطر البيئية للمبيدات الحشرية الزراعية على جودة المياة السطحية،
كما فازت بجائزة Science Leadrs for the Future Award من معهد
CIAT في فيتنام.
لم أعد مصدر خجل لأهلي
تفخر "ماهيتاب" بنشر قصتها على الجروب الرسمي لمعهد ديلت لعلوم المياة والهندسة البيئية بهولندا؛ حيث قالت :"قصتي التي كتبت بالعربية انتنشرت في هولندا وسط خريجين وأساتذة المعهد من كل دول العالم.. وكأن ربنا أراد يكرمني ويجعل إنجازي المتواضع يصل للناس حتى لو بلغة غير لغتهم"، وأضافت: "لكن فخري الأكبر أنني لم أعد مصدر خجل لأهلي، فلا أنسى المواجهة غير السهلة إطلاقًا مع والدي حينما علم بسفري لأول مرة، تلك المواجهة التي انتهت بقوله إنه لن يستطيع أن يرفع رأسه وسط الناس بسببي؛ لأني لم أتزوج، في أوائل العشرينات من عمري".
"ماهيتاب"
حاليًّا مرشحة للفوز بجائزة
علماء بيوسينس في علوم البيئة التي يعتمد التقييم النهائي فيها على ترشيحات الجمهور للباحث
الذي يرون أن له أثرًا إيجابيًّا فى المجتمع.