الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

بنات الجامعة وقصص الغربة.. نور: "حب مزيف".. وضحى:"المصاريف دبحتني"

الجمعة 11/ديسمبر/2020 - 08:00 ص
هير نيوز


"اطلبوا العلم ولو في الصين".. حديث شريف يوصي بأهمية العلم سواء للشباب أو الفتيات، فلم يكن طلب العلم مقتصرا على المحافظة التابعة لها الفتاة، بل قد يجبرها التنسيق على التعلم في محافظة تبعد عن أسرتها آلاف الأميال؛ ولكن من المؤكد أن الغربة للفتيات تعد شعورًا مخيفًا. 

مخاطر عديدة تواجهها الفتيات في السفر والغربة ومع الابتعاد عن الأسرة قد تصيبها بحالة من الاكتئاب والحزن الشديد، فيما تستغل فتيات أخريات الابتعاد عن الأسرة والحرية في التحرك أسوأ استغلال ما يسيء لها ولأسرتها. 

حدثتنا نور موسى، عن قصتها لتكون عِظة وقدوة لفتيات كثيرات قد يقعن في الفخ، تلك الفتاة التي تتمتع بقدر عال من الجمال والرقي، قالت: "كنت عايشة في مدينة بسيطة هادية من مدن الوجهه البحري.. وقررت ماما تبعتني القاهرة علشان أكمل تعليمي ودخلتني جامعة من الجامعات الخاصة في أكتوبر.. ودورتلي على سكن جامعي جنب الجامعة علشان مبقاش بعيدة عنها ولا أمشي في طرق كتير لوحدي أو أتعرض لأي موقف".

وتابعت: "اتفرجت على السكن والبنات اللي هناك كان شكلهم عاديين وكويسين.. ولأول مرة هكون بره بيتنا بعيدة عن أهلي وده كان بالنسبالي يوم ميتنسيش.. أوحش يوم مر عليا فعلًا".

وأضافت: "ومع أول يوم في الجامعة حكيت لأختي خطواتي أول بأول لكن كنت أشعر بالقلق، بدأت أتعرف على ناس من الجامعة ونتكلم مع بعض ونمشي مع بعض وكانوا لطاف بصراحة وبنات محترمين جدًا وكانت الدنيا ماشية كويسة أوي".

وتعرضت الطالبة لأول المشاهد المرعبة: "فجأة حصلي موقفين ورا بعض.. الأول بنت من زمايلي في السكن أسمها نهى جات واتعرفت عليا وطلعت معايا في نفس الكلية كمان.. بس أكبر مني بسنتين.. بقت تتكلم معايا كتير بقينا زي الأخوات كانت لطيفة وكويسة وطيبة أوي معايا لدرجة إني اعتبرتها أختي فعلًا، وابتدت تعوضني إحساس الغربة وبعدت عن صحابي التانيين اللي اتعرفت عليهم في أول أيامي في الجامعة لأنهم مكنوش بيحبوها ولا بيحبوا يقفوا معاها بس أنا مرضتش أسيبها لوحدها".

واستكلمت قصتها: "قررت إني مكلمش غيرها وأن أي حد أعرفه هعرفه عليها زي ما هي بتعمل، وفي يوم جات قالتلي تعالي أعرفك على هيثم زميلنا ولد جدع أوي وخدوم وأنا وهو صحاب وهيساعدنا كمان في الجامعة مكنتش مقتنعة بصراحة لأني متعودتش أني أتعرف على شباب بس قولت أجرب هيحصل إيه يعني ما كلنا زمايل".

وبدأ "هيثم" يتحدث معها بشكل ملحوظ، وأخد رقمها، وأعجبت بيه، وقال لها: "حبيتك من أول نظرة.. وأنا كمان حبيته وبقى كل يوم يعدي عليا أنا وصاحبتي نهى ونخرج ونتفسح ونرجع متأخر كل يوم وبقيت أكدب على ماما لأول مرة في حياتي وأقولها أني نايمة من بدري في البيت وطبعًا لما كانت تشك كنت أديها نهى تسلم عليها كنوع يعني من التأكيد أني نايمة في البيت ومرة في مرة بقت نهى تتحجج ومتجيش معايا وأحنا خارجين لحد ما في يوم حاول هيثم أنوا يجرني في طريق وحش وكنت هقع فيه لولا ستر ربنا".

مفاجأة مدوية كانت للطالبة حينما علمت إن صديقتها نهى اعتادت على استقطاب فتاة للشاب تكون طيبة وساذجة.. يضحك عليها ويوهمها بالحب زي ما حصل". واجهتهم الطالبة بكل ما علمت به، واعترف "هيثم" لكنه أقسم إنها أول إنسانة تدخل قلبه ولهذا فلم يؤذها. 

ومن نور إلى ضحى جمال، الطالبة بالصف الرابع بكلية الإعلام، سردت لنا تجربتها في السنة الأولى، لها دون علم أهلها والأمر الأصعب إنها ليست مغتربة من محافظة إلى أخرى بل أتت إلى بلدها الأم مِصر تاركة والديها وأخواتها ببلد أخرى وهي السعودية فقالت: "أنا كنت عايشة طول عمري في السعودية من وأنا طفلة في ابتدائي سافرت أنا وبابا وماما وأخواتي الولاد الأتنين واستقرينا في السعودية وكونت فيها صداقات كتير وخدت على العيشة هناك لحد بعد الثانوية العامة أهلي قرروا إني أرجع على مصر علشان أكمل تعليمي في الجامعة".

تابعت: "فعلًا سافرت مع أهلي قدمولي في الجامعة وسبوني عند قريبتنا ورجعوا السعودية من تاني وهنا وقف بيا الزمن وحياتي كلها اتشقلبت رأسًا على عقب وحسيت بوحش الغربة اللي فضل يأكل في قلبي واحدة واحدة.. أولًا كده فكرة أن مفيش ماما اللي كانت بتعملي كل يوم الأكل اللي أطلبه وأدلع عليها براحتي انتهت.. وبابا كنت كل يوم أقوله أنا خارجة أو عايزة أخرج ومتحركش إلا بعربيته، انتهى، ومبقتش أركب إلا باص الجامعة اتصدمت بالمواصلات اللي مكنتش أعرف عنها حاجة غير المصاريف والتكاليف المادية الي زادت أوي على أهلي بسبب الغربة ومصاريف الجامعة والأكل والشرب ومصروفي وتكلفة أني في بلد تانية مش معاهم دية حاجة مرهق جدًا ومكلف جدًا وكنت بتكسف أكل أو أشرب وأنا عند قريبتي لأني مش متعودة أني أعيش في بيت تاني غير بيتي ولا أطلب أي حاجة غير من بابا وماما".

وتابعت: "بقيت بواجه مجتمع مختلف في كل حاجة ثقافيًا وعادات وتقاليد وأعراف وقوانين وناس كل ده مختلف عن المجتمع اللي اتربيت فيه ومضطرة أني أواجهه لوحدي وبقى عندي هاجس كده أسمه مينفعش أغلط علشان مهزش ثقة أهلي التعبانين عليا فيا لدرجة أني مبقتش بتحرك من البيت غير أني بروح الجامعة أحضر محاضراتي وأروح على طول بطلت خروج وفسح وكنت تايهة كده وسط الناس والشوارع ومش عارفة أي حاجة غير الدراسة وبرضه كنت لسه تايهة فيها وأكتر حاجة كانت بتخوفني في الجامعة أن كلام زمايلي كان فظيع وبيقلقني أكتر كل اللي يشوفني يقولي إيه ده إنتي عاملة كده ليه إنتي طيبة كده ليه أنتي شكلك هبلة ده مبقاش في حد لسه على سجيته زيك كده دلوقتي بدأت ثقتي في نفسي تتهز وأحس أني هيضحك عليا قريب أوي في كل حاجة وأي حاجة".

واستكملت حديثها: "بقيت خايفة أكتر وقفلت على نفسي أكتر لدرجة أني كنت داخلة على مرحلة اكتئاب لولا أني أتعرفت على واحدة من الجامعة وبقينا صحاب جدًا وشبهي كده بس هي مغتربة من محافظة تانية لكن أهلها معاها في نفس البلد بس برضوا لسه مش عارفة أتأقلم ولا أشيل مسئولية نفسي لسه مش قادرة أغسل هدومي كل يوم وأنضف أوضتي وأحفظ الطرق وأعمل لنفسي الأكل الي بتكسف أطلبه ومش عايزة أزود على بابا في المصاريف وأكل كل يوم بره ولا أخرج حتى فعلآ كنت خلاص داخلة على أكتئاب ومع أول زيارة لأهلي وشافه حالتي خاسه أوي ومكتئبة وصحتي في النازل قررت ماما أنها مش هتسبني هي وأخواتي وهيفضلوا معايا في مصر وفعلا سافروا تاني عقبال ما يرتبوا أمورهم هنا وفي الفترة دية اتعرفت على بنتيت تانيين في الجامعة وبقينا إحنا الأربعة صحاب جدًا وبدأت أتغير وأخرج من اكتئابي وحالتي دي وأتأقلم مع الغربة وأخرج معاهم بعد ما أستأذن أهلي طبعًا ويوفقوا وبدأت أخد على المواصلات وأحفظ الطرق والشوارع وأعتمد على نفسي أكتر وفاتت سنة بطولها وعرضها وبعدها أخويا كمان أخد الثانوية العامة وداخل طب في القاهرة فجت ماما معاه زي ما وعدتني وفضلت معايا أنا وهي وأخواتي وبابا بقى يجيلنا في أجازاته والحمدلله الدنيا أتحسنت بس السنة ديه علمتني حاجات كتير أوي أهمها إزاي أعتمد على نفسي وأعرف أن مش كل الناس زي بعض في الحلو وفي الوحش ونصيحتي لكل المغتربات اوعي تستسلمي لنفسيتك اللي هتبوظ وتتأثر ببعدك عن أهلك في الأول أفضلي ثابري وخليكي قوية وقد المسئولية علشان تبني نفسك وذاتك وكل حاجة بتبقى ذكره وبتعدي وفعلا الغربة هتخليكي أقوى بكتير لو انتصرتي عليها واستغليتي حريتك صح وخليتي احترامك لأهلك في أولوياتك". 

ads