الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

د.هايدي القاصد تكتب: مبروك جالك بنت

الأربعاء 09/ديسمبر/2020 - 02:53 م
هير نيوز


 مع اختلاف الأزمنة والمتغيرات ماتزال قضية إنجاب الذكور على الإناث مسيطرةً على أفكار المجتمع، ومايزال كثيرون يسعون ويحلمون بأن يكون أول طفل لهم ذكراً.

فمن وجهة نظر عقولنا المحدودة أن الذكر هو الذي يحمل اسم العائلة، وبالتالي يخلد ذكر الأب، ويزيد عزوتها ويقوي نفوذها. 

ودائمًا ما يؤكد كثير من الناس أن الابن الذكر هو الوحيد القادر على حماية الأسرة وهو القوة الخاصة للأسرة بمفهومها الصغير وللعائلة بمفهومها الكبير، ومنهم من يتبنى فكرة أن الذكر هو الذي يعتني بوالديه ويرعاهما عند الكبر.

وهولاء أنفسهم، هم من يرون أن الأنثى هي الحمل الثقيل الذي يثقل كاهل والديه، وأنها ليست بالقوة والإرادة لتقوم بما يقوم به الذكر.

وبنظرة ثاقبة للمجتمع اليوم، نرى الحقيقة العملية، وهي أن البنت قد تفوقت على الولد، والمرأة تفوقت على الرجل في كل الميادين، وحققت نجاحات مختلفة، بالإضافة إلى أنها أكثر صبراً وعاطفةً؛ للاعتناء بوالديها لما خلق الله بها من عاطفة جياشة. 

وخلاصة القول إن فكرة تفضيل إنجاب الذكور على الإناث هى فكرة متأثرة بعادات موروثة خاطئة، وهي عادات قديمة لابد من التخلص منها، والتحرر من قيودها، والنظر إلى أن منحة الله لعبده، سواء بالذكور أو الإناث، هو في حد ذاته رزق يستوجب شكر الله عليه،وليس لنا أى حق فى الاعتراض عليه أو محاولة تغييره.

وأسأل كل من يجادل الله فى مشيئته أن ينظر إلى من حرم من الذرية تماماً ليعرف حجم النعمة التى منحها الله عز وجل له.

ويجب علينا أن نؤمن بأننا لا نملك إلا شكر الله على نعمه ولا ندعوه إلا بأن يرزقنا بالذرية السليمة الصالحة، سواء كانوا ذكورا أو إناثا.

ولو تحقق ذلك، والتزمنا به، ورضينا بقسمتنا، وتخلصنا من العادات القديمة الخاطئة والبالية، فإن كل إنسان سيتلقى بصدر رحب وقلب راض، خبر إنجابه أنثى، وسيكون سعيدًا عندما يسمع مقولة "مبروك جالك بنت"، على نفس مقدار سعادتة عندما يسمع مقولة"مبروك جالك ولد". 

ads