مدير إدارة حماية الطفل بالجيزة: السيدة العاملة لا تستطيع الاهتمام بأطفالها
ناهد كامل جودة، مدير عام الإدارة العامة لحماية الطفل، بمحافظة الجيزة، أطلق عليها زملائها في العمل "سيدة بقلب طفل"، وذلك لتمتعها بقدر كبير من الحنان والدفء، ولاهتمامها الكبير بقضايا الطفل، وكأنها قضاياها الشخصية، فهى تستخدم تليفونها الشخصى، ومعارفها وعلاقات ومعارف زوجها الذى يعمل في المؤسسة العسكرية، في حل مشكلة أى طفل.
قالت "جودة" لـ"هير نيوز"، إنها تتأثر بشكل كبير بأي ضرر يلحق بالطفل، وتشعر بإنه ابنى وأتالم لآمه وأفرح سعادته، وإذا نجحت في حل مشكلة الطفل، أشعر بانتصار كبير، ويمنحنى ذلك، فخر ودفعة لأكمل حل مسيرة باقى الأطفال.
تؤمن "جودة" بأن السيدة العاملة لا تستطيع الاهتمام بأطفالها بالقدر الكافى، فالطفل على حد قولها له احتياجات واهتمامات، لا تستطيع المرآة العاملة الإيفاء بها، وأن انفعالاتها بدون قصد تنعكس على الطفل، وتترك اثرًا نفسيًا لدى الطفل، يؤثر على نشأته، ولذا وجهت رسالة لكل امرآة عاملة.
وأشارت مدير الإدارة العامة لحماية الطفل، إلى أن سر نجاحها هو الإيمان بالرسالة التى تؤديها لإجل حماية الطفل وعدم إهدار حقوقه، وحل جميع مشاكله والوصول به إلى بر الأمان، وايضًا لإنهاء أعمالها أول بأول، وإطلاعها على كتب ودوريات في نفس المجال، فضلًا عن شغفها الشديد بالعمل ومنحه أغلب وقتها، سواء داخل العمل وخارجه، دون النظر إلى الأجر الذى تحصل عليه، مثل باقى زملائها، ولذا تم اختيارها لتولى منصب مدير عام الإدارة، بمجرد إحالة المديرة السابقة لسن التقاعد، ولم يشعر قيادات المحافظة بأى تقصير في العمل بل كانت على قدر المسئولية، وكانت عند حسن ظن رؤسائها، ونفس الشىء لدى المجلس القومى للطفل، الذى عكف ليل نهار على توجيه شكاوى خاصة بأطفال للإدارة العامة لحماية الطفل بالمحافظة لتقوم بحلها على حسب موقعها مع إدارات الطفولة والأمومة، بجميع الأحياء والمراكز والمدن، والتى يبلغ عددها 19 إدارة.
اصطدمت "جودة" بعددًا من التحديات، وهى تهميش الإدارة، وعدم توفير مكان مناسب لاستقبال زائريها، فالإدارة كلها عبارة عن حجرة واحدة، يستقر فيها جميع الموظفين، برفقة المدير العام، وتم سحب حجرة منا لإضافتها لإدارة أخرى، التى قامت هى بترويضها، حيث تم إعداد الحجرة وتزويدها بالإمكانيات والأجهزة المناسبة.
وذكرت "جودة" أن من ضمن التحديات عجز الموظفين في ظل عدم وجود تعينات جديدة ووصول الكثير لسن المعاش، وغلق باب الانتدابات، والتى قامت بالتغلب عليها عن طريق تحميل كل فرد من أفراد الإدارة بأعمال إضافية إلى جانب عمله الأساسى، لتجنب عدم التقصير في العمل وأدائه على أكمل وجه.
وأكدت "جودة" أن التحديات لم تقتصر على هذا الحد، بل اعتبرت أن تعرض الطفل للتحرش داخل المدرسة، أو من أحد أفراد عائلته أو من تعرض الفتيات لمواجهة ظاهرة ختان الإناث، أو تزويجهن مبكرًا قل اتمام السن القانونى، هى تحديات للطفل وللقائمين على العمل داخل الإدارة.
أشارت مديرة الإدارة العامة لحماية الطفل على أهمية أسرتها في الوصول لما هى فيه الأن، التى علمتها وشجعتها حتى وصلت إلى كلية من كليات القمة وهى كلية الإعلام جامعة القاهرة، وأيضًا مواصلة التشجيع حتى حصلت على دبلومة الإذاعة بتقدير جيد جدًا، وارجعت نجاحها في العمل ووصولها إلى درجة مدير عام إلى زوجها، الذى يقف خلفها، يقوى ازرها ويشجعها، ويذلل أى عقبات تقف أمامها وتعرقل مسيرتها، ويتحمل غيابها وقت طويل في العمل، خاصة أبان تولى حكم الرئيس المخلوع.
وأرجعت مديرة الإدارة العامة لحماية الطفل، السبب في استمرار وجود مشاكل للأطفال برغم وجود مؤسسات متخصصة كالمجلس القومى للطفل، لحل مشاكل الطفل، وإدارات بكل محافظة وكل حى ومركز ومدينة، لوجود عاملين أساسين، لم يتم القضاء عليهما، وهما الفقر والجهل.
وفى نهاية حديثها قالت اقتراحًا يتضمن ضرورة إحالة السيدات للتقاعد، عند بلوغهن سن ال50 عامًا، لعدم الانتظار حتى خروجها منهكة القوة، وخروج سيدة متعافية سليمة، تستطيع الإداء داخل أسرتها، وبناء أجيال عظيمة قوية قادرة على تحمل المسئولية.