نوال أرملة شابة تتحدى العادات السلبية لتحقيق أحلام زوجها
تعاني الكثيرات من المصريات بعد فقدان رب الأسرة، ويكون ذلك بمثابة صدمة كبرى للزوجة؛ لضياع الزوج وشريك الحياة، وربما كان أبًا لأولاد، وتظن الكثيرات أنا الحياة وقفت عند هذا الفقد، ولكن رحمة الله أوسع وأشمل.
هذه كلمات سطرتها نوال الصايغ بنبرة حزينة باكية؛ إذ فقدت زوجها وهي في عز شبابها، واصطدمت بمجتمع وعادات وتقاليد وأعراف لا ترحم، لكنها بإرادة قوية استطاعت أن تتجاوز كل ذلك.
عادت إلى ما مضى من ذكريات جميلة والحنين إلى أيام لا تمحوها السنون، ووجدت ذكرى زوجها في كل شيء تركه، وتعزت بفقده في ملامح ولديها (مصطفى 6 سنوات ومحمد 3 سنوات) وتحقيق أحلام زوجها التي كان يراها في أولاده.
وتتعجب وتسأل نفسها: هل يمكن ترك هؤلاء لمصير مجهول، وحياة بائسة أم يمكن تعويضهم عن دور الأب؟ وتقول: لم أجلس في منزلي فريسة الألم واليأس، بل صممت رغم المعاناة على استكمال المشوار وحمل المسؤولية، فبعد وفاة زوجي دخلت العمل للمرة الأولى، ونجحت في عملي وعززته عبر الدورات التدريبية في المعلوماتية والسكرتارية. وكوني أرملة جعلني قادرة على التعايش بشكل جيد رغم كل العقبات.
النتيجة الطبيعية للفقد والرد المتوقع هو الألم والضغط النفسي والجسدي، والمعاناة الاجتماعية، والمشاكل الأسرية، فالأرملة تكون وسط غابة عليها أن تحمي نفسها أولا وأن تتكيف مع الوضع الجديد ثانيا.
ولأن عجلة الزمن دائمًا في دوران ولا يوقفها أبدًا موت إنسان، فليس من الصواب، الظن بأن الترمل هو نهاية الدنيا، بل هو البداية لمسيرة كفاح مقبلة لابد فيها من كسب الرهان حتى لا نخسر كل الأشياء، وبدل التحسر على ما فات يجدر النظر والتفاؤل بما هو آت، والتطلع للغد والتخطيط للمستقبل وللأولاد.