بعد مساعي حرمان الدعم على الطفل الثالث.. «خلفة البنات» كابوس يُطارد الصعايدة
الخميس 18/فبراير/2021 - 11:37 م
منار مجدي
في ظل وجود تحركات لسن قانون يربط الدعم بطفلين فقط، للحد من الكثافة السكانية التي تلتهم موارد الدولة؛ ترددت عدة تساؤلات حول إمكانية استثناء الأسرة التي تنجب بنتين وترغب في إنجاب ولد من هذا القانون، لاسيما أن هذا الأمر منتشر بكثرة في الصعيد، وهناك روايات تشير إلى أن المصريين القدماء كان لديهم قانون يمنع إعدام الرجل المُخطأ إلا إذا تزوج وأنجب ذكرًا، مما يؤكد أن تفضيل إنجاب الذكور عن الإناث رغبة موروثة عند غالبية الرجال المصريين، خاصة في الصعيد وبعض القرى المصرية.
ويلجأ بعض الرجال لتعدد الزوجات؛ للرغبة في إنجاب الذكور بالرغم من أن العلم الحديث يؤكد أن هذا الأمر يؤول إلى الزوج وليس للمرأة يد فيه، في حين تستمر بعض الأسر في إنجاب الإناث حتى يتم إنجاب الذكر، وللتعرف على التفاصيل.. إليكم السطور التالية:
قالت هند حازم، أمين سر لجنة التضامن الاجتماعي والأسرة والأشخاص ذوي الإعاقة بمجلس النواب، إنها ترفض استثناء الأسرة التي أنجبت بنتين حتى تنجب ولد من مشروع القانون الخاص بمنع الدعم عن الأسرة التي تنجب أكثر من طفلين، مؤكدة أنه مهما كان نوع الطفلين سواء ولدين أو بنتين فهذا كافِِ للغاية ويأتي وفقًا لإرادة الله.
وأوضحت هند حازم لـ«هير نيوز»، أنها تدعم مشروع قانون منع الدعم عن الطفل الثالث في ظل الزيادة السكانية ووجود الأسر التي تنجب الأطفال لمساعدتهم في الحياة والمعيشة، وبالتالي يجب إجراء دراسة دقيقة وشاملة لتحديد نسبة هذه الأسر، خاصة في ظل اقتراح البعض بأن يتم منح نصف الدعم للطفل الثالث وإلغاؤه نهائيًا عن الطفل الرابع، مطالبة بدراسة حيثيات الأسر قبل البدء في تمرير وإصدار القانون.
وفي سياق متصل قالت ندى ألفي ثابت بسالي، عضو لجنة التضامن الاجتماعي والأسرة والأشخاص ذوي الإعاقة بمجلس النواب: "إن هناك مشروع قانون جديد لتحديد وتنظيم الأسرة لكنه ليس للإلزام، مُشيرة إلى رفضها استثناء الأسرة التي أنجبت بنتين حتى تنجب ولد من مشروع القانون، لاسيما أن هذا الأمر يعتمد على الوعي، مؤكدة على ضرورة تغيير وعي المجتمع بشأن أن يكون ذكوري إلى هذا الحد".
وأضافت "ندى بسالي" لـ«هير نيوز»، أنه لابد على الزوج أن يقتنع أن النوع ليس مسؤولية المرأة فقط بل مسؤولية الرجل والمرأة معًا، كما أن هذا الأمر يرجع إلى حكمة الله في خلقه، مؤكدة أن هذا الأمر ليس للبشر يد فيه وبالتالي يجب دعم تنظيم الأسرة مع التركيز على صحة المرأة حتى تنجب كل أربع أو خمس سنوات، حيث ستكبر على السن الرسمي للإنجاب فمن الطبيعي أنها لن تستطيع إنجاب أكثر من طفلين أو ثلاثة.
وأوضحت عضو لجنة التضامن الاجتماعي والأسرة بمجلس النواب أنه في نفس الوقت لم نمنع بذلك الأسرة من الإنجاب وفقًا لإرادتها لكن التنظيم مهم، مشيرة إلى أنها ليست مع سن قانون يمنع إنجاب أكثر من طفلين لكن يمكننا المناشدة بالتحديد لأنها مشكلة قومية كبيرة جميعنا معنيين بها لأنه إذا زاد التعداد كل شيء يهم الأسرة سوف يتأثر بالسلب سواء من مدارس وصحة أو إسكان وشوارع وطرق وغيرها من الأمور الهامة، خاصة أن دخل الفرد لن يؤهله للمعيشة في مجتمع، كما أن القضية السكانية تبتلع كل موارد الدخل للدولة.
ومن جهة أخرى قالت الدكتورة عزة عبدون، أستاذ علم الاجتماع ومدير مركز الطفولة والأسرة سابقًا: "إنها ضد تفكير بعض الأسر في الاستمرار في الإنجاب حتى يتم إنجاب الولد، لاسيما أن الجميع يعي تمامًا سواء جاهل أو متعلم أن إنجاب الذكور والإناث ليست مسؤولية المرأة، مشيرة إلى أن هناك رجال تتزوج مرة أخرى وينجب إناث أيضًا لأنه هو من يتسبب في نوع الجنين وليست المرأة.
وأضافت عزة عبدون لـ«هير نيوز»، أن من يسن القوانين والذي يعمل فى مجال علم الاجتماع والمأذون الذي يذهب ليكتب الكتاب والأسرة التي تزوج ابنتها لرجل متزوج حتى ينجب ولد لابد أن يكونوا على فهم ودراية أن هذا الأمر يعد تخلف وعدم إيمان بالله وجحود بنعمته؛ لذا فهي مع فكرة التوعية للقضاء على تلك الفكرة خاصة في الصعيد.
أما عن مشروع القانون الذي يمنع الدعم عن الطفل الثالث والاقتراح الخاص بمنع نصف الدعم عن الطفل الثالث؛ فقالت أستاذ علم الاجتماع ومديرة مركز الطفولة والأسرة سابقًا، إنها مع دعم الأطفال دائمًا بأي شكل من الأشكال ومع أى قانون يدعم الطفل ويدعم وجوده وبقائه في بيئة آمنة وسوية وصحية مهما كانت الجهة التي تصدره حتى إذا كانت ملحدة، موضحة أنه لابد أن يكون هناك وعي أنه ليس للطفل أي ذنب في إنجابه في بيئة فيها اختلافات وآراء متضاربة ومشاكل.