الإثنين 07 أكتوبر 2024 الموافق 04 ربيع الثاني 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

دينا حبيب.. «الفرعونية» التى تركت البيت الأبيض حفاظا على هويتها العربية

الأربعاء 10/فبراير/2021 - 11:48 ص
هير نيوز

ربما لم تكن تعرف الطفلة المولودة في القاهرة، إنها ستكون في صدارة صفوة المجتمع الأمريكي، كأحد أعضاء الفريق الرئاسي للرئيس الأمريكى السابق ترامب، ومن قبله الرئيس جورج بوش الابن، ولكن المؤكد أن والدها عندما غادر بها إلى أمريكا، وتنازل عن وظيفته كضابط بالجيش المصري، ليعمل في أمريكا سائقا لشاحنة، ثم صاحب متجر صغير للبقالة كان يطمح لذلك.

وتقلدت دينا حبيب باول ابنته ارفع المناصب الدبلوماسية فى الولايات بعد وزير الخارجية، كسفيرة لأمريكا داخل الأمم المتحدة، لتكون نموذجا جديدا للمرأة المصرية الناجحة العابرة للحدود والقارات، كما حصلت على منصب نائبة مستشار الأمن القومي الأمريكي للشؤون الإستراتيجية .

دينا حبيب باول ، سياسية أمريكية ، ولدت فى 1 يناير 1974، بالقاهرة، لوالدها أنسى حبيب وكان والدها نقيبًا فى الجيش، ووالدتها هدى سليمان، وفى سن الرابعة أى عام 1977 هاجرت مع أسرتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث استقرت فى مدينة دالاس بتكساس، عمل والدها فى مهن مختلفة، حيث عمل سائقا، وبائعا للعقارات، بينما كانت والدتها خريجة الجامعة الأمريكية فى القاهرة تعمل كأخصائية اجتماعية، واهتمت أسرتها فى طفولتها، بترسيخ ثقافتها العربية، وأصرت عائلتها على أن ترث ثقافتها العربية معها، والتحدث باللغة العربية داخل المنزل، فوالدها أصر ألا تنسى أبدا جذورها، وتزوجت من باول ريتشارد باول في 10 يناير 1998.

درست دينا باول، فى جامعة تكساس فى كلية أوستن للفنون، حيث كانت دراستها مزيجا من العلوم الإنسانية وعلم الاجتماع والعلوم السياسية، ولأجل توفير نفقات الدراسة عملت كمساعد تشريعى لعضويين جمهوريين فى مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس هما "أوه آيك، وهاريس جيرى"، وذلك أثناء فترة تولى الرئيس الأمريكى دونالد ريجان، كما درست علوم الاقتصاد والإدارة في جامعة دالاس الأمريكية، ومن ثم فربما لم تأخذ من مصر غير عربيتها الدارجة، و جمالها الفرعوني، ولهذا اختارها ترامب ضمن فريق الأمن القومي الأمريكي.

بعد تخرجها من جامعة تكساس في أوستن، حصلت على دورة تدريبية في مكتب السيناتور الأمريكى عن ولاية تكساس، وعضوة مجلس الشيوخ الجمهورية كاي بيلي هاتشيسون، لمدة عام، ثم نالت وظيفة أخرى مع زعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ الأمريكى ديك آرمى، والذى وصفها لاحقا فى حوار مع مجلة "كوزموبوليتان" بـ"الفتاة التى عرفنا الفوز بفضلها وقدرتها وسحرها"، هذا السحر الذى جعلها تنال وظيفة داخل الكونجرس، حيث أصبحت مديرا لشئون الكونجرس ثم شاركت فى حملة جورج بوش الرئاسية عام 2000، وتم اختيارها فى المنتدى الاقتصادى العالمى كواحدة من قادة العالم الشباب.

تولت دينا حبيب عددًا من الوظائف فى إدارة بوش، منها منصب مساعد الرئيس لشوؤون الموظفين فى عام 2003، وهى فى سن 29 عاما لتكون أصغر من عين فى هذا المنصب، وفى مارس 2005 تولت دينا حبيب منصب مساعد وزير الخارجية للشئون التعليمية والثقافية، وظهرت لأول مرة الأخبار عنها فى مصر حيث تصدرت صفحات الجرائد، فى عام 2007 .

شغلت الكثير من المناصب الرفيعة، سياسية واقتصادية، منها مساعدة وزير الخارجية للشؤون التعليمية والثقافية من العام 2005 وحتى العام 2007 ، ونائبة وكيل وزارة الخارجية للشؤون العامة والدبلوماسية، كما عملت في مؤسسة جولدمان ساكس، وأشرفت على عدد من البرامج الاستثمارية والخيرية هناك، وعملت بالمكتب التنفيذي لرئيس الولايات المتحدة، وكانت نائبة مستشار الأمن القومي الأمريكي للشؤون الإستراتيجية فى 15 مارس 2017، وهو المنصب الذى يعنى توليها الإشراف على الاستراتيجية والتنسيق بين الأجهزة الدبلوماسية والعسكرية والاستخبارات الأمريكية.

وكان توليها هذا المنصب، بمثابة إشارة من إشارات إيجابية كثيرة تلقتها مصر فى هذا التوقيت من الإدارة الأمريكية التى تسعى جاهدة لتوطيد العلاقات المشتركة بين البلدين، وبعد ذلك تولت منصب كبيرة مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون المبادرات الاقتصادية فى 20 يناير 2017.

فى 20 يناير 2017 اختارها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مستشارا له فى مجال ريادة الأعمال، ثم فى مارس أصبحت نائبا مستشار الرئيس للأمن القومى، وكانت جزءا من نجاح صفقة الـ200 مليار دولار مع المملكة العربية السعودية، وفى أغسطس عام 2017 بدأت الإشارات حول تذمر دينا حبيب باول من أداء ترامب، وبعد قراره بنقل السفارة أعلنت استقالتها من منصبها، وأصرت عليها، وغادرت البيت الابيض وإدارة الرئيس الأمريكى، فى قرار شجاع بعد القرار، حفاظا منها على هويتها العربية، خاصة أن والدها كان أحد ضباط القوات المسلحة المصرية المشاركين في حرب عام 1973، فيما حاولت إدارة ترامب من ناحية أخرى عدم ربط الأمر بنقل السفارة معتبرين أن الأمر كونها طلبت عملا لمدة عام واحد فقط.

تولت دينا باول، ملف العلاقات بين واشنطن والرياض، القرار الذى وصفه متخصصون بـ "الأمر حميد" ، رغم عدم تأثيره على مستوى القوة والترابط بين مصر والسعودية، اللذان يتمتعان بشراكة دبلوماسية وشعبية قوية ومتينة، وشاركت في عدد كبيرمن لقاءات الرئيس ترامب بالحكام العرب.

وصفتها كوندليزا رايس بأنها "واحدة من أكفأ الشخصيات التي تعاملت معها"، وعندما غادرت باول البيت الأبيض علقت كوندليزا رايس قائلة: "أنا آسفة حقا لفقدانها فهى رائعة ولديها الكثير من الأفكار المتميزة، وقال عنها ترامب في بيان رسمي: "دينا حبيب باول، موهبة هائلة، وتمتلك سجلا ممتازا في الخدمة العامة، وخبرات عظيمة في القطاع الخاص، ولديها قدرات هائلة على الإشراف الاستراتيجي في البرامج والمبادرات الهامة، وهي قيادة هامة في مجالي النمو الاقتصادي وتمكين المرأة"، فمسئوليتها تتمحور حول المساواة في الأجور بين الرجل والمرأة، وحصول المرأة على إجازة لرعاية الأسرة مدفوعة الأجر ، وغيرها من القضايا التي تهم النساء.

ads