العنوان وحده كان كفيلاً بإشعال الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين من اعتبره صوتًا صريحًا للمرأة المطلقة في مجتمع عربي لا يزال ينظر إلى الطلاق كوصمة عار، وبين من رأى أنه مجرد محاولة للفت الانتباه والإثارة الإعلامية، وتساءل البعض: هل هو كتاب يدعو للطلاق أم يدعو إلى التصالح مع الواقع بعده؟

وجذب الكتاب أنظار الزوار في أروقة معرض الكتاب، حيث شوهد العديد منهم يتوقفون عنده، يلتقطون الصور للغلاف، ويتبادلون التعليقات حول جرأة الطرح والعنوان المباشر. البعض اعتبره دفعة قوية للنساء اللاتي يعشن تجارب مماثلة، فيما رآه آخرون إشارة إلى تفكك العلاقات الزوجية وتطبيع فكرة الطلاق.

المثير أن الكاتبة آية إيهاب لم تلتزم الصمت، بل ردّت على هذه الضجة قائلة إن كتابها لا يحرض على الطلاق، بل يناقش التجربة من منظور شخصي ونفسي واجتماعي، مؤكدة أنه يساعد النساء والرجال معًا في إعادة بناء حياتهم بعد الانفصال بطريقة صحية وسليمة.

يتناول كتاب "أيوه أنا أطلقت" التجربة الإنسانية العميقة للطلاق والزواج، وكيف يمكن للرجل والمرأة على حد سواء أن يعيدا بناء حياتهما وتحقيق التوازن النفسي بعيدًا عن الأحكام الاجتماعية والضغوط العاطفية.

ويسلط الكتاب الضوء على الطرق التي يمكن بها للطرفين التعامل مع الصدمات الناتجة عن الانفصال، وكيفية التبصر بالألم وتجاوزه بهدوء واتزان، كما يقدم الكتاب رؤية شاملة حول أهمية فهم الذات، ترتيب الأفكار، وإعادة بناء الاستقرار النفسي بشكل صحي ومثمر ويسلط الضوء على دور المرأه والرجل فى العلاقة حتى تكون علاقة الزواج متزنه وصحية.

يؤكد الكتاب أن الطلاق ليس نهاية الطريق، بل قد يكون بداية جديدة وفرصة لاستكشاف الذات بعمق أكبر. فهو يدعو الرجل والمرأة إلى إعادة ترتيب حياتهم، والتخلص من الأفكار والمشاعر التي لم تعد تخدمهم، ليتمكنوا من استبدالها بحالة من الأمان، الطمأنينة، والسلام الداخلي.

آية إيهاب كاتبة مصرية حاصلة على بكالوريوس العلوم والتربية شعبة طفولة بكلية البنات جامعة عين شمس، أخصائية تربية إيجابية ومرشدة نفسية للعلاقات الزوجية والأسرية معتمده من جامعة عين شمس.