بقلم ماجد الجربوي : وكر الكوميديا

بقلم ماجد الجربوي : وكر الكوميديا.. رمضان هو شهر الموسم العودة إلى التلفاز إذا ما استثنينا مباريات كرة القدم من ذلك. ففي الوضع الطبيعي ينطلي على التلفاز - كوسيلة - ما ينطلي على الصحف الورقية من تراجع وتهديد بالاندثار. لذلك تتنافس كل القنوات بضخ الأموال ودعم الإنتاج من أجل الوجود بكثافة في هذا الشهر، لما في ذلك من عوائد مالية عالية مقابل الإعلانات. بعد الضخ الخبير في البرامج والمسلسلات الرمضانية والإعلانات، يبدأ منحنى العودة إلى الوضع الطبيعي وهجرة التلفاز والعودة إليه عند المنافسات الرياضية.
بقلم ماجد الجربوي : وكر الكوميديا.. ما يدفع العاملين والقائمين على هذه القنوات للتفكير بتوفير برامج ومنتجات إعلامية قليلة التكلفة، أو شيء من الأرشيف والمسرحيات التقليدية لتغطي ساعات البث اليومية. العملية التدريجية لهذا التحول تمر بنقطة فاصلة وتحول كبيرة، وهي المحتوى الإعلامي المقدم خلال فترة أيام العيد. فالكثير من القنوات تضحي بالجودة والنوعية المقدمة لهذا المحتوى معرفة بأوضاع الناس المجتمعية. والذين ينشغلون في هذه الفترة بالمعايدات والمناسبات الاجتماعية أو حتى تعويض ساعات النوم المضطربة. لذلك لا أحد سيشاهد التلفاز في هذه الفترة أصلا فهم بالعامي يقولون (قدم أي محتوى يسد اللزوم).
بقلم ماجد الجربوي : وكر الكوميديا.. العيد لم يكن عاديا بالنسبة لي من ناحية المحتوى الإعلامي المقدم، فكنت من التعساء المغضوب عليهم الذين قدر لهم أن يشاهدوا وبدقة وبتمعن ما قدم على أحد أهم الشاشات العربية، وبلا كتم للصوت ولفترات طويلة، برنامجا يقدم نفسه كناد للكوميديا على طريقة (ستاند أب كوميدي) لا شيء مبهج، لا شيء مضحك. سياق ومحتوى يجبرك على الاستفزاز. ويأخذك إلى زاوية عدم الراحة والاشمئزاز بسهولة، وفي لحظات الغثيان الفكري بدأت أتساءل، كيف لهذا المحتوى أن يدفع له مقابل مادي؟ كيف للجمهور الموجود بالمسرح أن يدفع مالا مقابل حضور هذا التهريج البشع؟ ثم كيف للقنوات أن تقبل ببث هذا السخف على شاشاتها؟ لا بأس بأن نعود لبدايات التلفاز وشاشات بثه المحدود، وتصبح الشاشة سوداء مصحوبة بطنين مستمر. سيكون ذلك امتع بكثير مما شاهدت.
بقلم ماجد الجربوي : وكر الكوميديا.. ووسط هذه التساؤلات، قطع حبل أفكاري صوت أحد «الكوميديين» في الشاشة وهو يقول كلامًا لا يمكن ومستحيل أن يقال بينك وبين أقرب الناس إليك، «ميانة» ومزج كلامه بإيحاءات جنسية لا تصدق، والحضور يقهقهون! كتمت الصوت وغيرت القناة بسرعة وسط ذهول يتساءل كيف لهذا المحتوى أن يبث بلا رقابة وعلى أهم الشاشات العربية؟ كون الوقت ميت والناس في الغالب منشغلون بأمور أهم من مقابلة التلفاز في فترة العيد، لا يعني أن يبث أي شيء! وأزعم أنها جملة بديهية كنت أعتقد أننا تجاوزناها ومن زمان، لكن لا أعلم ما الذي أعطاهم جرعة هذه الجرأة.
بقلم ماجد الجربوي : وكر الكوميديا.. أثق تمامًا بما تقدمة وزارة الإعلام وهيئة الإعلام المرئي والمسموع من جهود، لجعل الإعلام يمثلنا وخال من الشوائب، وأرجو أن ما شاهدته خلال فترة أيام العيد على تلك الشاشة لن يعاد.